هل العلاقة بين الشرع الاسلامي والحداثة علاقة تنافر أم توافق؟

20 ديسمبر 2021 17:38

هوية بريس – أيوب الحجام

على اعتبار أن الحداثة هي ذلك المنهج الفكري المتبني للتجديد أو التطور والتغيير، والمرتبطة بشكل جذري بعالم الاختراعات والأدوات التي جاءت لإشباع حاجيات الإنسان في يُسر أمور الحياة؛ فإن صداها قد امتد ليستحوذ على المجالات الاقتصادية ،والسياسية، وأنماط العيش.

فأوجدت مستجدات على المستوى الأدبي، والثقافي، والعمراني… بل وحتى العادات، والأعراف، والتقاليد بغض النظر عن مدى إيجابياتها أو سلبياتها كل هذا كان له أثر ملحوظ على منظومة القيم الاجتماعية، والوازع الديني لدى الناس؛فجعلت كلمعاني الانحطاط والرداءة والضعف الأخلاقي…من مشتملات الحداثة، فأُفرِزت في مجتمعاتنا ظواهر العري، والشذوذ والانحلال الأخلاقي، وإشهار الرذيلة والجهر بها، حتى صار الحجاب يحتاج الاقتناع، والتوبة تحتاج لعمر من الفواحش، وصارت الربا فائدة، وأصبحت الزنا علاقات عاطفية اقتضتها تحولات العصر، والاحتيال بات مصدر رزق، والغيرة تشددا… وكل هذا بسبب التصور الخاطئ لمفهوم الحرية بشكل عام، والظاهر أن كثيرا ممن ينادي بالحداثة في البلاد الإسلامية لا يكاد يميز بين الحرية المطلقة والنسبية، بله أن يميز بين الحداثة والحرية.

وبهذا حُقَّت نظرة السوء للناصح أو الواعظ والآمر بالخير والمعروف، ووصِف العابد بالمتزمت، والزاهد بالمتخلف، والملتحي بمرهب الناس.

أن تكون الحداثة تطوراوتغيراللأجمل، والأفضل، والأجَلِّ، والأروع غير المخالف للفطرة السليمة، والذوق الرفيع،فكل ذلك حث عليه الشرع الإسلامي،وما الانتقال بالإنسانية من ظلمات الجهل، وسواد العيش، والخضوع للصنم إلى نور الإسلام، وحلاوة العيش وجلال التوحيد؛ إلا تجل من تجليات التطور الإيجابي الذي هو جوهر (((الحداثة))).

أما الحداثة بمعناها الزاحف على مرتكزات الشرع وأسسه؛ التي جعلت سب الدين والإله والملة حرية، واستباحت مشتملاتعقيدةالتوحيدمن عبادات ومعاملات، وآداب، ومكارم الأخلاق؛ فإنها مرفوضة.

وعليه يمكن اعتبار الإشكالية أعلاه إشكالية مزيفة، تدور حول شبه المقارنة الغير المنضبطة لوجود الفارق المعلوم، وهي مقارنة بين الحرية المطلقة، وبين ضوابط الشرع المسماة عند رواد الحداثة بالقيود.

نعم إنها مقارنة غير محققة لكونها مفارقة متجلية؛ حيث أن كل ما سوى الشرع الاسلامي، فهو ينبغي أن يكون خادما للشريعة وموافقا لها، وإلا فإنه مخالف لها ومرفوض، وهذا من قبيل المحرم أو المكروه أو الشبهة.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M