معاناة خادمات البيوت المغربيات في المملكة السعودية نموذجا

16 ديسمبر 2013 17:04
معاناة خادمات البيوت المغربيات في المملكة السعودية نموذجا

معاناة خادمات البيوت المغربيات في المملكة السعودية نموذجا

هوية بريس – سناء أزنود

الإثنين 16 دجنبر 2013م

يستغل بعض عديمي الضمير من السماسرة الذين لا هم لهم سوى جني المال على حساب معاناة الآخرين، الظروف المعيشية التي تتخبط فيها بعض المغربيات، لأجل التغرير بهن للعمل داخل البيوت عند عائلات ثرية بالمملكة العربية السعودية، وأمام الحاجة وقصر ذات اليد والظروف المعيشية الصعبة تقبل هؤلاء المغربيات هذا النوع من العمل لتحسين أوضاعهن المعيشية، فيغادرن نحو المجهول، وهم يحلمن بحياة أفضل، ليكتشفن بعد فوات الأوان أن أحلامهن تحولت إلى سراب وحياتهن إلى جحيم لا يطاق..

نستعرض في هذه الأسطر قصة لصديقة لي، اقترح عليها أحد الأشخاص من مدينة أكادير تهجيرها للاشتغال خادمة بالسعودية مقابل مبلغ كبير تأخذه شهريا، إضافة إلى امتيازات أخرى وعدها بها، وأمام التغرير والحاجة وافقت الفتاة بدون أي تردد، لكن بمجرد وصولها إلى منزل الكفيل بالسعودية ومعاينتها للواقع المرير، حتى اكتشفت أنها ضحية خداع وكذب ذاك الوسيط، الذي كان كل همه هو كسب المال من وراء تسفيرها إلى هناك..

 مكثت الفتاة عند مشغلتها بمدينة الرياض حوالي شهرين، تقول: “مرا كأنهما سنتين”، حاولت خلالهما الهروب والرجوع إلى المغرب ثلاث مرات، لكن محاولاتها كانت تبوء بالفشل، إذ أنها كانت تمسك من قبل الشرطة في كل مرة..

لقد كانت زوجة المشغل تعاملها معاملة فظيعة، وتكرهها وتغار منها، وكانت تحرمها من أبسط مقومات العيش؛ تحكي الفتاة أنها كانت تمشي حافية وتأكل فقط التمر والماء، وكانت لا تنام ولا تغتسل، ويقفل عليها الباب بالمفتاح، وأشياء أخرى لا يمكن للإنسان بل حتى الحيوان تحملها.

فلما ذاقت الفتاة ضرعا بهذه المعاملة وأصبحت تعاني من حالة نفسية سيئة، طلبت أن يطلق صراحها، لترجع لبلدها المغرب لكن المشغلة رفضت بدعوى أن عقد العمل به سنتين، فأصبحت الفتاة في حالة مرضية وتهدد بالانتحار كل يوم إن لم يتركوها ترجع إلى موطنها، وبعد تدخل شقيقة الفتاة من إسبانيا تم إرجاعها إلى بلدها بدون أن يعطوها ولا درهم واحد، حتى أن صاحبة المنزل رغم جاهها سرقت للفتاة علبة كانت أهديت لها من قبل أحد الزوار، والفتاة الآن تعيش أزمة نفسية صعبة من جراء ما عانته هناك..

إن معاناة هؤلاء الخادمات بدولة السعودية يمكن تلخيصها فيما يلي:

يسلبن مباشرة عند الوصول إلى بيت المشغل من الوثائق الخاصة مثل بطاقة التعريف الوطنية وجواز السفر وغيرها من الأوراق الثبوتية..

– يتعرضن لسوء المعاملة، وللأعمال الشاقة..

– يحرمن من راتبهن الشهري، فأغلبهن يرجعن إلى المغرب بدون حتى خفي حنين..

– يحرمن من الراحة ومن العطل، فيصبحن مثل السجينات داخل البيوت..

– يتعرضن إلى التحرش الجنسي من قبل المشغل..

– يرفض إطلاق سراحهن للعودة إلى المغرب إلا بعد قيامهن بمحاولات للانتحار.

ولنا أن نتساءل، خصوصا وأن هؤلاء الخادمات غامرن بالسفر دون محرم:

إلى متى ستبقى فتياتنا خادمات للبيوت في دولة السعودية وغيرها من دول الشرق أو الغرب وعرضة للإهانة والتعسف؟

متى سيتم الحد من هذه الوضعية الكارثية التي لا يرضاها حتى الكافر للمسلم، والتي تواترت بشكل كبير من طرف الرجال والنساء، أقصد الاستغلال وسوء المعاملة؟

لماذا لا يتم التحقيق مع الوسيط والكفيل في هذه الملابسات ومعاقبتهم، بل يكتفى بطي هذه الملفات وكأن الضحايا هم الجناة؟ 

لماذا لا تتدخل الحكومة المغربية وتكتفي بالصمت كعادتها، عندما يهان مواطنوها؟

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M