التلاميذ المغاربة في باريس (يوليوز 1922)

19 فبراير 2014 20:40
التلاميذ المغاربة في باريس (يوليوز 1922)

التلاميذ المغاربة في باريس (يوليوز 1922)

ذ. إدريس كرم

هوية بريس – الأربعاء 19 فبراير 2014م

تقديم

إنه عنوان التقرير الذي نشر في مجلةFranc-marocلشهر غشت سنة 1922 كنتيجة لمخطط “ليوطي” عندما دشن ثانوية أبناء الأعيان بالرباط سنة 1915، من أجل إنشاء نخبة مغربية موالية للحماية وتحت وصايتها والحيلولة دون تطلعها للتعليم في الشرق أو جنيف، حيث كان قد توجهت مجموعة من شباب سلا وتطوان إلى نابلس بفلسطين وأخرى إلى سويسرا وثالثة إلى إنجلترا، وجاءت الزيارة لتقول للطامحين من الشباب بأن التكوين متوفر في الرباط لمن أراده، ومما جاء في تقرير المجلة:

نص التقرير

“أشارت الصحف اليومية إلى عبور جماعة من الشبان المغاربة ينتمون إلى تلاميذ التعليم العالي الإسلامي بالرباط باريس في بداية شهر يوليوز 1922 بعدما اجتازوا بنجاح امتحان الباكلوريا للعاصمة حيث زاروا المعالم المدهشة للعاصمة.

ويمثل هؤلاء الأولاد نخبة اجتماعية مغربية من العائلة الشريفة ومخزن وكبار البورجوازية وقياد وكبار الموظفين وكبار الأغنياء وهم (انظر الصورة):

– أحمد بركاش ابن باشا الرباط.

– التهامي المقري ابن الوزير الكبير بالمغرب.

– محمد امريني ابن رئيس الدوانة بالرباط.

– عمار باشا ابن أحد أعيان التجار بالرباط.

– محمد ناصري ابن أحد أعيان سلا مؤرخ مشهور.

– ادريس ولد الجيلالي ابن قائد الشاوية.

– عبد الجليل ابن خليفة باشا فاس.

– عبد الوهاب لحلو وعبد الرحمان التازي من أبناء أعيان فاس.

وقد صحبهم في هذه الزيارة القبطان “ماترني” ترجمان بالإقامة العامة، ومراقب الدار البيضاء “برونيل”، لقد أكمل هؤلاء التلاميذ دراستهم الثانوية بالكوليج الإسلامي بالرباط وفاس، وتلقوا دراسة عليا بالرباط هيأتهم على أكمل وجه للمتطلبات المحلية التي تسهل تطورهم دون استئصالهم من نموذج عيشهم، وقد توخت تلك الدراسة العليا العمل على إقامة نخبة مغربية ذات تعليم يوافق حاجة مؤسساتنا، مع الحفاظ على التقاليد العائلية والتربوية والاجتماعية المغربية.

ومن المعلوم أن “المرشال ليوطي” أقام سنة 1915 لهذا الغرض إعداديتين بالرباط ثم بفاس، وقد أنجز الشبان المغاربة دراستهم في عقد من الزمن متخرجين في السنة الفارطة وفي نيتهم الولوج للتعليم العالي التي يتكون برنامجه من ثلاث سنوات.

السنة الأولى؛ للتمكن من الثقافة العامة، يتقننون فيها اللغة والثقافة الفرنسية والعربية، والقيام بمراجعة معمقة للتاريخ والجغرافية العامة، ويتلقون علم المثلوجيا والنقد العلمي لمسيس حاجة عقولهم العربية والإسلامية الصغيرة له، كما تقدم الدراسات الإسلامية العليا دروسا دينية في القانون والتاريخ الإسلاميين.

السنة الثانية؛ يبدأ التخصص بجانب الجزء العام السابق سواء اللغة أو الثقافة الفرنسية والعربية، تاريخ وجغرافية المغرب، الدين ومتطلبات القرآن، حيث يدعى التلاميذ للاختيار بين ثلاث تخصصات: تخصص أدبي يؤدي إلى السيكولوجيا التطبيقية التعليمية اللسانيات، والفليلوجيا والبيداغوجية لتكوين مختصين مغاربة في التدريس ذوي كفاءة عالية.

القطاع الثاني؛ هو القطاع الإداري حيث يتم التكوين في القانون الفرنسي والإسلامي وتشريع شمال إفريقيا ليكون مشتلا للوظيفة بمكناس، متنورا ليبراليا ينهل من منطلقاتنا وأسلوبنا الإداري.

القطاع الثالث، هو القطاع التجاري حيث يدرس القانون التجاري والضريبي وتقنيات المحاسبة ليكون هذا القطاع شبابا متعلما متفتحا يخلف آباءهم في مشاريعهم التجارية والصناعية.

وفي نهاية التخصص أي السنة الثالثة لن يدخر السكان الفرنسيون والمغاربة جهدا في حث الشباب على التعاون مع الأساتذة الراغبين في العمل على تحرير التقارير بالفرنسية والعربية في التخصصات السالفة لنيل شهادة التخرج من الدراسات العليا المغربية بعد مناقشة الأطروحتين الفرنسية والعربية، وانتهاز الفرصة ليقظة الفكر مع هؤلاء المؤطرين الذين منهم “المارشال ليوطي”، ليكون ذلك مثار جذب تطوير وعصرنة طبقة شابة مثقفة متنورة مكونة من طرفنا ستستغل على أعلى مستوى، وتجد في الحماية الوفاء والمساعدة التي لن يجدها الشبان الذين ذهبوا للبحث عن ثقافة عليا من مدة في الشرق أو جنيف في حين أن ما يريدون يوجد في الرباط تحت وصايتنا العاملة على التكوين والتعليم والتدريب” انتهى منه بنصه.

الأستاذ إدريس كرم

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M