قصيدة: بشائر النصر
ذ. طارق الحمودي
هوية بريس – الإثنين 19 غشت 2013م
بعد أن وقع الانقلاب العلماني على أول معالم الحرية في أرض مصر، انقلب ليلنا نهارا.. وتزاحمت علينا الخواطر.. فعايشنا أحداث منصة رابعة العدوية.. فأمَّنا لدعائهم.. وأنصتنا لهتافاتهم.. وتأملنا في كلمات أهل العلم والسياسة والقانون على منصتها.. فقاسمناهم صيامهم.. وفرحنا لقيامهم.. فلما كان يوم عيدهم.. تابعتهم عيوننا.. واهتزت قلوبنا لمشاهد الفرح في حركات الصغار عندهم.. وطابت نفوسنا لفتح قريب..
إلى أن كان اليوم الأسود الذي أبكى العين، وأفسد الحال.. فرأينا الدماء والخراب والنار تحطم أحلاما نسجناها بدفء الأمل تحت نور العزة.. فانقلبت الأفراح أحزانا.. وتوالت المصائب.. وإذا بحصار مسجد الفتح الذي أرغمنا على السهر طول الليل وأيدينا تشد يمناها على يسراها خوفا وطمعا.. فأصبح الصباح والناس في مرج من أمرهم.. وكنت طوال قصة مصر أحاول كتابة شعر أبث فيه حزني وشكاتي.. وأحكي فيه عجري وبجري وما كنت أستطيع.. إلى أن من الله علي بحزن شديد.. أزال حجاب التشتت عن قلبي فصفا.. فرأيت أصابعي تسرع إلى كتابة هذه القصيدة التي وضعت فيها بعض آلامي وآمالي.. والله الموفق.
والقصيدة بعنوان: بشائر النصر.
هل جاءكم خبر انقلاب غاشم — في أرض مصرَ على رئيس مسلم
أبدى بنو علمان حقدا سافلا — وتناصروا بولائهم لأعاجم
مدوا يدا بالإثم غدرا واعتدوا — بخيانة عظمى وقبح جرائم
سيسي تولى كبر أقبح غدرة — وأقره فيها رئيس عمائم
ماذا أقول ودمع عيني غالب — والريق جف لحسرة وتألم
هم ورطوا جيش البلاد بخبثهم — فتلطخت أيدي العساكر بالدم
خرجت جموع الغاضبين وأعلنت — إنكارها في هِدأة وتسالم
فرموهمُ برصاص حقد قاتل — فتعالت الأرواح مثل حمائم
قتلوا نساءا معْ رجال عزل — بل حرَّقوهم فعل أنذل مجرم
جعلوا ميادين الكرامة والإبا — أمواجَ بحر من دم متلاطم
أما الشهيد فلا يموت وإنما — يلقى الجنان بثغره المتبسم
حرَقوا بيوت الله حقدا منهم — فجزاؤهم خزي ونارُ تَفَحُّمِ
أما حصار الناس داخل مسجد — فـ(الفتح) يشهد بانتهاك مُحَرَّم
(شيماء) قد فضحت نوايا فعلهم — فتلألأت بالحزم بين الأنجم
وتظاهرَ الإعلام في قنواتهم — فتلونت إفكا بأسودَ قاتم
قنوات عهر ليس ترقب ذمة — في ساجد أو قارئ أو صائم
سينالهم دعوات شيخ قائم — أو لعنة من صالح أو عالم
أين المشايخ أين صوت تناصر — أم قد تواصوا بينهم بتكتم
الفجر لاح وقد تبدى نوره — فاستبشِروا منه بنصر قادم
