من «ربانيات» الأحداث المغربية إلى «شؤون دينية» في الاتحاد الاشتراكي

09 مايو 2015 23:51
من «ربانيات» الأحداث المغربية إلى «شؤون دينية» في الاتحاد الاشتراكي

من «ربانيات» الأحداث المغربية إلى «شؤون دينية» في الاتحاد الاشتراكي

هوية بريس – إبراهيم الوزاني

السبت 09 ماي 2015

خرجت علينا ذات يوم جريدة “الأحداث المغربية“، ترتدي جبة الداعية، وتدعي أنها لن تترك الدين للصحف الإسلامية، وأدعياء الإسلاموية، وأن لها الحق وهي الصحيفة العلمانية، أن تقول قولها في المسألة الدينية.

فسمت ملحقها الشرعي/الديني “ربانيات“، وهي التي ألفت أن تدنس صفحاتها بالقاذورات، من صور لا أخلاقية ومقالات معادية، ومهاجمة صويحبات النقاب، ومرتدي “الجلابية”.

فكانت مناورتها هاته مفضوحة، ولو أنها استدرجت البعض للاعتقاد أن خطها التحريري تغير إلى الأفضل تصحيحا، وإن كان التغير على مستوى المنشور واقع لا محالة، لكن كيف يتم توظيف المنشور المتعلق بالمجال الديني، أكيد يحكمه الفهم العلماني للدين عند أغلب القائمين على جريدة الأحداث، والذي يؤكده، تصريح إحدى صحفييها عندما قالت وهي تعلق على النقاش الدائر هذه الأيام عن الإجهاض: “الكلام في قضية الإجهاض بمنطق الحلال والحرام؛ نفاق!!!“.

وفي المقابل؛ مع بداية ماي، شهر العمال واحتفال البروليتاريا، خرجت علينا صحيفة الاتحاد على الاشتراك في الثروات، بالرغم من أن فترة حكم زعاماتها عرف المغرب أكبر عملية خوصصة للممتلكات!!

قلت: خرجت علينا جريدة “الاتحاد الاشتراكي” بملحقها الجديد “شؤون دينية“، بعد أكثر من عام على توجيه زعيمها الجديد، صاحب وجه الحديد، والصراخ والوعيد، شبيبته في ملتقى بسوس، وهو يحرضهم على الحرب البسوس، بأن يقتحموا حمى الشعب الدراسية الدينية، حتى لا تبقى رهينة الإخوان والسلفية، وحتى يمكن لمثل حزبه أن يقدم الإسلام على الطريقة الأمريكية، بالحجج والبراهين والأدلة، فإنه يوجد متنورون من فقهاء الشلة.

وعلى نفس المنوال نقول: كيف ستكون الشؤون الدينية عند حزب يصرخ زعيمه الجديد، في كل محافله وهو الذي يعاني من “المحافظة فوبيا”، من توجيه الانتقاد للتوجهات الدينية المحافظة، والتي يريد منها أن تجدد دينها، فتحرم (بمنعه قانونا) “التعدد” الذي أحله الله، وتساوي في الإرث بين الذكر والأنثى، وإن كان الحق استعبدنا بما قال في كتابه العزيز “للذكر مثل حظ الأنثيين”، وغير ذلك من تعد سافر على أحكام الشريعة، التي يريد لها أن تبقى كأحكام متعلقة بالأفراد، لا تحكم في سياسة ولا اقتصاد ولا مجتمع ولا علاقات.. كي تصير في الأخير مجموعة أوراد، لا منظومة أحكام مؤطرة للدولة والشعب والأفراد.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M