الإمام ابن باز ينقذ قيادات حركة النهضة التونسية من طاغية تونس

07 يونيو 2015 17:18
الإمام ابن باز ينقد قيادات حركة النهضة التونسية من طاغية تونس

الإمام ابن باز ينقد قيادات حركة النهضة التونسية من طاغية تونس

هوية بريس – حماد القباج

الأحد 07 يونيو 2015

يشهد الله أن دموعي سالت وأنا أسمع الشيخ عبد الفتاح مورو قبل قليل: يذكر ما يلي عن محاكمة نظام الطاغية بورقيبة للآلاف من أعضاء حركة النهضة في الثمانينيّات:

قال:

– تم تسييس القضاء وكان القاضي ضعيف الشخصية يتلقى أوامره من السلطة التنفيذية وشهد العالم أجمع تحيزه وظلمه المبين.

– أمر بورقيبة رئيس الحكومة بأمر القاضي بإصدار أحكام الإعدام في حق زعماء الحركة.

– قال الشيخ مورو: “فأصبت بالأرق، وسارعت عند الشيخ ابن باز رحمه الله وطلبت منه التدخل”

– قال: “فدخل الشيخ إلى مكتبه واتصل بولي العهد آنذاك: الأمير عبد الله؛ فاعتذر الأمير للشيخ، فرجع الشيخ واعتذر إلي”.

– قال الشيخ مورو: “فأخذت بثوب عنقه بقوة دون أن أشعر!!

وقلت له: “اتق الله يا شيخ: هؤلاء إخوانك وأبناؤك تتركهم للطاغية يعدمهم؟!

لو كانوا من خريجي جامعة الإمام لتدخلت بقوة”!

– قال: “وكان الشيخ يتفهم حالتي النفسية؛ فقال لي: طيب انتظر، ثم رجع إلى مكتبه”.

– قال: “ومكث ساعتين ثم رجع بغير الوجه الذي ذهب به؛ فقال لي: أبشر يا شيخ”.

– ثم أخبرني: أن ولي العهد اتصل ببورقيبة؛ فقال له هذا الأخير: (تونس لها قانون وقضاء مستقل) وقطع الاتصال!!

قال:

ثم اتصل رئيس الوزراء التونسي بديوان ولي العهد؛ واعتذر وقال لولي العهد: “سنراعي طلبكم”.

– قال الشيخ مورو: “فكان ذلك سببا لعدم إصدار أحكام الإعدام إلا في حق بعض الفارين” اهـ.

إنه العلم.. إنها الرحمة.. إنها الأخلاق.. إنها السياسة.. إنها الرجولة..

إنه العالم الذي يبلغ رسالات الله ويخشاه ولا يخشى أحدا إلا الله..

إنه التعاون الشرعي الإنساني الحضاري بين عالم عامل مصلح من علماء السلفية، وعالم عامل مصلح من الحركة الإسلامية..

فأحسن الله عزاءنا في أشباه العلماء الذين لا يتحركون إلا بإشارة الحكام الظالمين الإرهابيين، ويحللون لهم الظلم والاستبداد، بل القتل والأسر والتشريد: شاهت وجوههم وخاب سعيهم وطهر الله الأمة من دنسهم وخبثهم..

أما دعاة الرد والرض والردم، المشوهون لواجب الرد على المخالف كما شرعه الله تعالى؛ فقريبا يظهر للمغترين بهم أنهم بين متعالم فضاح، ومتنطع نطاح، ومسَّيس متملق للطغاة الكذابين أشباه مسيلمة وسجاح..

وأمرهم إلى زوال وافتضاح، بحول من شرع “حي على الفلاح”..

جزى الله خيرا الشيخين ابن باز ومورو، وكثر في الأمة من أمثالهم..

وظني: أن لو اجتمع من أقطار العالم الإسلامي عشرة من أمثالهم؛ لكان لهم أثر عميق في تغيير وضعنا البئيس، وما يعمق بؤسه من هذا الذل الذي يتخبط فيه من يفترض فيهم قيادة الأمة..

تنويه:

الإمام ابن باز اتخذ الموقف نفسه من إعدام الطاغية عبد الناصر لزعماء في جماعة الإخوان المسلمين..

وطاغية السودان لزعماء الحركة الإسلامية..

فاللهم انفعه بشفاعة الشافعين..

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M