«ما مفكينش» مع الروافض و«ستذكرون ما أقول لكم»

د. رشيد نافع

هوية بريس – الإثنين 15 يونيو 2015

على قنوات البث الفضائي العربية ما يقرُب من خمسين قناة فضائية رافضية لها نشاط عجيب في نشر التشيع، وتلميع صُور قادتهم وأئمتهم عند عوام المسلمين، في الوقت الذي يتسابق فيه إعلام بني يَعرُب على الرَّاقصات والمغنِّيات والأفلام والمسلسلات وتعرية النِّساء “الزين اللي فيك” و”فضيحة موازين” و”الدوزيم ومثيلاتها” مثلا، وإغراق الناس في جميع أنواع اللَّهو المباح والمحرم، وخلخلة المنظومة الأخلاقية؛

أرهقونا بكلام فارغ لا يسمن ولا يغني من جوع عن المرأة، وكأن قضايا الأمة لم يعد يشغلها غير المرأة وحقوقها، ليلهوهم عن دِينهم، ويصرفوهم عن قضاياهم، ويُهيِّئوهم للمفترسين من أصحاب الفكر المنحرف والخلق الهابط، والنحل الضالة “كالشيعة الرافضة الباطنية” والتهوين من خطرهم، فنشكو إلى الله -تعالى- جَلَد الفجَّار، وضعفَ الأخيار، وغفلةَ الناس عمَّا يُراد بهم، “رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى القَوْمِ الكَافِرِينَ” (آل عمران:147).

والعجيب أن بعض السطحيين يصورون للناس أهل السنة والجماعة أنهم أهل غلو وتكفير وإقصاء ولم يدر هؤلاء أنه لم يَسلم من تكفير الشيعة الإماميَّة وقذفهم ولعنهم للناس إلا أكفرُ الناس وأخبثهم، فهم يُدافعون عن أتباع مُسيلمة الكذَاب، وعن مُدعي النبوة، وعن الزنادقة والمرتدين، وعن أبي لؤلؤة المجوسيِّ، قاتلِ عمر -رضي الله عنه-، ويعدُّونه شهيدًا، وله ضريحٌ ومزار عندهم يتعبَّدون فيه.

لقد دأب المشروع الشيعي الصفوي الإيراني المجوسي على زرع فئات ضالة في كل بلاد يُحاول الوصول إليها ، فحزب الله في لبنان، وحركة الوفاق في البحرين وشيعة القطيف هي سكين الخاصرة في السعودية، وفيلق بدر في العراق والحوثية هم في اليمن، وحتى بعض دول أوربا وإفريقيا، ولن يكون لهم موطئ قدم في مغربنا الحبيب ما دمنا متمسكين بمقدساتنا الدينية وثوابتنا الوطنية خلف قيادتنا الرشيدة ،متسلحين بسلاح العلم والحجة والمحجة لدحض شبههم وكشف مخططاتهم.

وما مذهب الشيعة الإمامية إلا خليط من العفونات الفكرية والسوءات العقدية، مذهب ظاهره محبة آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وموالاتهم، وحقيقته وباطنه الطعن في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتكفيرهم والقول بعصمة الأئمة والغلو فيهم إلى درجة صرف العبادة لهم والزعم بأن القرآن ناقص أو أن القرآن له ظاهر وباطن وأن علم الباطن قد اختص به الأئمة، مع إيمانهم بعقيدة الرجعة أي رجعة الأئمة من قبورهم، وبالأخص القائم في آخر الزمان الأسطورة “محمد بن الحسن العسكري” الذي يخرج من السرداب ويذبح جميع خصومة السياسيّين ويعيد للمظلومين حقوقهم، ومن لم يؤمن بعقيدتهم الإماميّة فهو من النواصِب، والنواصب عندهم كفار ويقصدون كل من عدا الروافض.

فلماذا إذا يسكت الدعاة والعلماء والسياسيون والإعلاميون والباحثون عن أنهار التكفير المتدفقة من كتب الرافضة المجوس وفتاويهم، وهو لم يستثن أحدا من الكفر واللعن إلا من وافقهم في ضلالهم؟

ولماذا يتتبَّعون أقوال أهل السنة والجماعة في إيقاع التكفير على أقوالٍ وأفعال ثبت بالكتاب والسنة أنها من الكفريات ويشهرون بهم ، وهي لا تبلغ واحدا في الألف من نصوص تكفير الشيعة الإمامية لغيرهم؟

إن هو إلاَّ الهوى المُعمِي، والجهل المطبِق -ولو زعموا أنهم أهلُ دراية وثقافة-، ومهما فعلوا فلن يستطيعوا أن يُثنوا القوم عن عقائدهم، ولن ينتزعوا منهم إنكارا وبراءة مما في كتب أئمتهم من تكفير غيرهم، ولو عزفوا لهم على أوتار الوحدة والوطنية إنما هي تقية!

لماذا هذا السكوت عن هؤلاء الباطنيين الحاقدين على الحكومات السنية تحت دعاوَى باردة منها التقارب والحوار ومد جسور الثقافات والكل أبناء وطن واحد، وهم لا يعترفون بوطن إلا ما حكمه أئمتُهم في طهران، ولا يعرفون حوارا إلا التكفير واللعن، واستباحةَ المسلمين كما فعلوا بأهل السُّنة في الأحواز والعراق وسوريا واليمن؟!

فعلام الحوار والتقارب مع قوم لن يتزحزحوا عن معتقدهم في تكفير المسلمين، واستحلالهم مهما قدموا لهم من تنازلات، يستفيدون منها في نشر مذهبهم الفاسد، وتشييع العامة من المسلمين، وتصوير أئمتهم بالأبطال الذين يُدافعون عن قضايا الأمة، ويقفون أمام أعدائها، وهم في الخَفاء يمدُّون أيديَهم إليهم بولاء تام لانقص فيه، ليُمزقوا دول هذه الأمة الممزقة، ويستبيحوها كما استباحوا العراق وسوريا واليمن والله وحده أعلم بمن يأتيه دوره!

والله غالب على أمره.

ورحم الله من قال:

إذا رأيت نيوب الليث بارزة***فلا تحسبن الليث يبتسم

وأقول أيضا كما قال نصر بن سيار لابن هبيرة:

أرى خلل الرماد وميض جمر***ويوشك أن يكون له اضطرام

فـإن الـنـار بالعــوديـن تـذكـى***وأن الـحــرب أولـهـا كــــلام

فقلت من التعجب ليت شعري***أأيـقـاظ أهــل سـنــة أم نـيــام

فـإن كـانـوا لـحـيـنهـم نــيـامـا***فـقـل قـومـوا فـقـد حان القـيام

فستذكرون ما أقول لكم.