قبل رحيل رمضان
هوية بريس – ماهر جعوان
لا تبرحوا أماكنكم ولا تتأخروا عن غايتكم
أيها العاملون الصادقون المخلصون
اغتنموا العشر في زمن الحظر
أياماً معدودات
مرت الأيام وانتصف الشهر وانصرف
وهذه عشرون انقضتْ
وجاءت العشر
فشدوا المآزر وأحيوا الليل وأيقظوا الأهل
واستنهضوا الهمم للوصول إلى القمم
قبل رحيل رمضان
فنعم العُدّةُ والزاد
وعظيم الأجر في اغتنام الأيام المعدودات
صفوة الشهر وليلــة العمـــر
نور البدر الساطع والشهاب الثاقب في السماء
لَيلةٌ خَيرٌ مِن ألفِ شهْر
وخَلوة النفس في اعتكاف القلب والبدن
فيختلي الحبيب بحبيبه
هي مدرسة العباقرة
عَشرُ التمايز أغلى من الذهب
أياماً معدودات بسرعة الانقضاء وقرب الرحيل
لا وقت للكسالى ولا مكان للنيام ولا نظرة للغافلين
بل جد واجتهاد ومسارعة وتنافس وإقبال
يا من تبحث عن عفو الله والغفران
أبواب الجنان مفتحه وأبواب النيران موصده والشياطين مصفده
هذه جنة الخلد تمشي على الأرض بين يديك
والحور تهتف في الأسحار تهيم شوقا إليك
ورحمات ربك المنزلة تعرض نفسها عليك
وصوت الحادي ينادي رمضان ميناء
يتزود منه المسافرون إلى الجنة أو إلى النار
إيمان لا يتبعه عمل هباء
وشراء الجنة دون دفع الثمن هراء
الرحلة لا تمرُّ على طريق الكسل
والقافلة ليس من زادها طول الأمل
أظهر لله من نفسك قوة
أقرً عين نبيك في قبره
جدً في غيظ عدوك الذي أخرج أبويك من الجنة
ادفع ثمن الصحبة إن أردت
فإن مجالسة النبيين في الجنة غالية
كحل عينيك بالسهر وأسرج جوادك للسفر
واعلم أن هجر الوسادة ثمن السيادة
اصدق مع الله ولو مرة وسترى العجب
أنت مدعو على موائد الكرم الإلهي والأجر الرباني
وحقٌ على المزور أن يكرم زائره.