وثائق مسربة من البنتاغون تكشف ضربات أمريكية قتلت آلاف المدنيين بالشرق الوسط
هوية بريس – متابعات
كشفت وثائق سرية لوزارة الدفاع الأمريكية، عن وقوع آلاف المدنيين ضحايا للحرب الأمريكية الجوية في الشرق الأوسط منذ 2014، وأوضحت أن ذلك يعود للمعلومات الاستخباراتية “المعيبة للغاية”، والاستهداف المتسرع وغير الدقيق للأهداف من طرف الجيش الأمريكي.
وفق ما ذكرته صحيفة “New york times” الأمريكية، السبت 18 ديسمبر 2021، فإن تلك الوثائق كشفت أيضاً أن التعهدات بالشفافية والمحاسبة أفسحت مجالاً للتعتيم والإفلات من العقاب، إذ رفض البنتاغون في الكثير من الحالات إدانة جنوده.
واستعرضت الصحيفة الأمريكية حالات قتل فيها مدنيون تسبب فيها الجيش الأمريكي، ولم ينتج عن أي منها إقرار بارتكاب خطأ. وذكرت واقعة مقتل 120 قروياً سورياً في ضواحي قرية توخار، في ضربة قال البنتاغون وقتها إنها استهدفت تجمعاً لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.
وفق عربي بوست فقد جاء في مثال آخر تنفيذ ضربة، في نوفمبر 2015، بمنطقة الرمادي في العراق، بعد رصد شخص يجرّ “غرضاً مجهولاً وثقيلاً” إلى موقع تابع لتنظيم الدولة، وتبيّن في تقرير أعد بعد مراجعة أن الغرض كان طفلاً قُتل في غارة.
في الآونة الأخيرة اضطرت الولايات المتحدة إلى التراجع عن مزاعم بأن سيارة دمرتها طائرة بلا طيار بأحد شوارع العاصمة كابول، في غشت، كانت محمّلة بقنابل. وقد تبين لاحقاً أن ضحايا الضربة كانوا 10 أفراد من عائلة واحدة.
كما أوردت الصحيفة الأمريكية أن مجموعة من الوثائق السرية -التي تم الحصول عليها مؤخراً- تتناول أكثر من 1300 تقرير عن الخسائر في صفوف المدنيين، تقوّض ما تروّج له الحكومة عن حرب تُخاض بالقنابل الدقيقة.
وأضافت نيويورك تايمز أنه “لم يخلص ولو سجل واحد إلى خطأ ارتُكب أو إلى إجراء تأديبي”، مشيرة إلى أن هذا ما كشفه النصف الأول من الوثائق.
في الوقت الذي سبق الإبلاغ فيه عن عدد من الحالات التي أفادت بها الصحيفة، أوردت نيويورك تايمز أن تحقيقاتها أظهرت أن عدد القتلى المدنيين تم التقليل منه على نحو كبير.
أشار تقرير الصحيفة أيضاً إلى أن ضعف لقطات المراقبة، وعدم كفايتها، غالباً ما يؤديان إلى إخفاقات ينتج عنها سقوط قتلى من خارج نطاق الاستهداف.
كما يوضح أن كثيراً من المدنيين الذين أصيبوا في ضربات أمريكية، وبقوا على قيد الحياة، يعانون إعاقات تتطلب علاجاً مكلفاً، وأن أقل من 12 منهم تلقوا تعويضات مالية.
رداً على استفسار من نيويورك تايمز، قال المتحدث باسم القيادة الوسطى الأمريكية، الكابتن بيل أوربان “الأخطاء واردة الحدوث حتى مع أفضل التقنيات في العالم”. وتابع “نعمل بجد لتجنّب أضرار كهذه، ونجري تحقيقاً في كل حالة ذات صدقية. ونأسف لكل الخسائر في أرواح الأبرياء”.
الصحيفة الأمريكية تقول: شهد اعتماد الولايات المتحدة على الضربات الجوية بالشرق الأوسط تسارعاً كبيراً السنوات الأخيرة من عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، بعدما تضاءل التأييد الشعبي للحروب البرية.
وصف أوباما المقاربة الجديدة القائمة على استخدام طائرات مسيّرة بأنها “الحملة الجوية الأكثر دقة في التاريخ”، وقال إنها قادرة على إبقاء عدد القتلى في صفوف المدنيين في حده الأدنى.
لكن القوات الأمريكية نفّذت خلال 5 سنوات أكثر من 50 ألف ضربة جوية في أفغانستان والعراق وسوريا، وفق التقرير.
كما أوردت نيويورك تايمز أن مراسليها “زاروا أكثر من 100 موقع من تلك التي سقط فيها ضحايا، وأجروا مقابلات مع عشرات من السكان الناجين ومسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين”.