حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي.. في 26 فبراير..
هوية بريس- نور الهدى القروبي
لا خير في أمة تجهل تاريخها، ولا حاضر لها ولا مستقبل، إذا هي أهملت ماضيها وانشغلت عن دراسته وقراءته بالأحداث اليومية. لا بد من تعليل التاريخ، ولا بد قبل ذلك من معرفة أحداثه كما وقعت، لا كما يتأول فيها المتأولون خاضعين لأهوائهم وتقلباتهم النفسية.
نحاول، في هذا الركن “حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي”، رصد الأحداث التي شهدها نفس اليوم، على مر السنين، من تاريخ المسلمين.
نرصد، في هذا الركن، مواليد ووفيات أعيانهم، هزائمهم وانتصاراتهم، مؤتمراتهم وملتقياتهم، أخبار دولهم ومجتمعاتهم.
فيعيش القارئ، من خلال هذا الركن، اليوم بطعم الماضي، واللحظة الآنية بطعم حضارة كبرى، تلك هي الحضارة الإسلامية التي أشرقت فيها الشمس يوما وأشعت، ثم أفلت عنها بعد حين وغربت، والأمل في الله كبير.
ذكرى وفاة ملك المغرب محمد الخامس
تحل اليوم ذكرى وفاة أب الأمة جلالة المغفور له محمد الخامس ملك المغرب، الذي وافته المنية يوم 26 فبراير عام 1961، بعد سنوات قليلة من تخليص المملكة من الاستعمار ونيل استقلال البلاد، حيث كان رحمه الله أحد أبرز أقطاب حركة التحرر الوطني ورمزا من رموز الكفاح من أجل الظفر بالاستقلال والكرامة والتقدم.
وطوال مسيرة كفاحه ضد الاستعمار، كان الملك محمد الخامس في تشاور دائم مع الحركة الوطنية، معبرا بذلك عن حرص ثابت على تدعيم صفوف مختلف مكونات المقاومة، وذلك من منطلق الوعي بأن التحرير واستعادة السيادة رهين بالعمل الجماعي والمنسق، القائم على أساس التشبث بالإيمان وتحسيس وتعبئة الشعب المغربي.
ولم تتوان سلطات الحماية عن محاصرة القصر الملكي بواسطة قواتها يوم 20 غشت من سنة 1953، مطالبة جلالة المغفور له محمد الخامس بالتنازل عن العرش، فما كان منه طيب الله ثراه إلا أن آثر النفي على الرضوخ لإرادة المستعمر، مصرحا بأنه لن يضيع الأمانة التي وضعها شعبه الوفي على عاتقه، والمتمثلة في كونه سلطان الأمة الشرعي ورمز وحدتها وسيادتها الوطنية، فتم نفيه والأسرة الملكية الشريفة، إلى جزيرة كورسيكا ومنها إلى مدغشقر.
وما إن عم خبر نفيه ربوع المملكة حتى ثار الشعب المغربي في انتفاضة عارمة وتفجر غضبه في وجه الاحتلال الأجنبي، معلنا بداية العمل المسلح وانطلاق العمليات البطولية ضد الاستعمار ومختلف مصالحه وأهدافه. فتوج هذا النضال بعودة بطل التحرير الملك محمد الخامس من المنفى إلى أرض الوطن، معلنا انتهاء عهد الحماية ونيل الحرية والاستقلال، وتم الانتقال من معركة الجهاد الأصغر إلى معركة الجهاد الأكبر، ألا وهي البناء والتعمير.
وبعد وفاة أب الأمة، حمل المشعل بجدارة واقتدار، وارث سره ورفيقه في الكفاح جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، الذي كان باني مغرب ما بعد الاستقلال، وعمل على تعزيز مؤسسات الدولة وفق رؤية سياسية واقتصادية ثاقبة جعلت المغرب يتبوأ مكانة رفيعة بين الأمم.
أحداث أخرى وقعت في 26 فبراير
1618 – الإنكشارية تخلع السلطان العثماني مصطفى الأول، وعثمان الثاني يخلفه بالحكم.
1909 – امبراطورية النمسا-المجر والدولة العثمانية يتوصلان لاتفاقية حول البوسنة والهرسك.
1941 – الفيلق الأفريقي، بقيادة المارشال رومل يدخل ليبيا الإيطالية.
1975 – اندلاع تظاهرة شعبية مناهضة للحكومة اللبنانية في صيدا لدعم الصيادين أدت إلى وقوع أعمال عنف أصيب فيها مؤسس التنظيم الشعبي الناصري النائب معروف سعد.
1976 – اسبانيا تنسحب من الصحراء المغربية، ليتمكن المغرب صاحب الأرض والحق التاريخي من بسط سيادته على صحرائه مجددا.
1980 – افتتحت سفارة ل”إسرائيل” في القاهرة، وبعد ذلك بقليل افتتحت سفارة مصرية في تل أبيب. وسرعان ما وقع البلدان أكثر من خمسين اتفاقية للتعاون في شتى المجالات. إلا أن الرئيس المصري أنور السادات اغتيل بعد أقل من عامين، وساد البرود العلاقات بين القاهرة وتل أبيب لدرجة أن مصر استدعت سفيرها من “اسرائيل” أثناء الغزو “الإسرائيلي” للبنان في عام 1982.
1991 -حرب الخليج: الرئيس العراقي صدام حسين يعلن على راديو بغداد انسحاب القوات العراقية من الكويت. انتهت العمليات الحربية لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي الذي استمر سبعة أشهر. ورحب الكويتيون بقوات الائتلاف التي دخلت عاصمتهم. وقد شاركت في التحرير قوات الائتلاف من تسع وعشرين دولة برعاية الأمم المتحدة. ومع ذلك أنفقت الكويت نفسها على توفير مستلزمات العمليات الحربية واعمار ما خربته الحرب أكثر من نصف مدخراتها واستثماراتها المالية في الخارج. ويذكر أن قوات الائتلاف أسرت عشرات الآلاف من الجنود العراقيين، وكان الكثيرون منهم يتضورون جوعاً واستسلموا للأسر دون مقاومة تقريباً بعد أن أضناهم الإجهاد وفقدوا معنوياتهم. وتفيد التقديرات أن قرابة مائة وخمسين ألف جندي فروا من الجيش العراقي.
2005 – حسني مبارك يأمر مجلس الشعب بتعديل المادة 76 في دستور مصر ليسمح بانتخابات رئاسية تعددية في سبتمبر 2005. في تلك الانتخابات فاز مبارك (88.6%)، أمام منافسه الأوحد أيمن نور (7.3%)
2009 – وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد صباح السالم الصباح يزور العراق في زيارة هي الأولى من نوعها منذ غزو العراق للكويت بعام 1990.