من زاوية الفن.. “الكنبوري” يفضح نفاق وتناقض دعاة التحرر والحداثة

هوية بريس – علي حنين

علق الدكتور إدريس الكنبوري، الكاتب والباحث المغربي، على هجوم شنته إحدى الممثلات المصريات على الممثل المعروف عادل إمام بسبب تصريحات سابقة له حول موقفه من عمل ابنته في مجال الفن والتمثيل.

وقال الكنبوري:” قرأت صدفة خبرا مفاده أن الممثلة المصرية المعتزلة آثار الحكيم هاجمت الممثل عادل إمام لأنه صرح بأنه لا يحب أن تكون ابنته أو زوجته ممثلة. همني الأمر فرجعت أبحث فوجدت أن آخرين انتقدوا الممثل المصري الذي يلقبونه بالزعيم لنفس السبب؛ ووجدت أن تصريحات عادل إمام تعود إلى عامين مضيا؛ عندما سئل هل يسمح لابنته أو زوجته بدخول عالم التمثيل فرفض وقال إنه لا يريد أن يقبل أحد ابنته”.

وشدد الدكتور الكنبوري على أن ” هذا ليس خبرا عاديا؛ بل هو يكشف كيف يعيش الناس في عالم من الزيف”!

وأضاف ” عادل إمام بضربة واحدة كشف أنه لا يوجد حاجز بين التمثيل والواقع؛ ويسخر من الذين يقولون إن مشاهد التقبيل والخلاعة في التمثيل هي مجرد فن لا علاقة لها بالواقع. ممثل كبير مثل عادل إمام عاش حياته كلها في التمثيل لم يكن ممكنا أن يحتقر مهنة مارسها أكثر من ستين عاما لو لم يكن واثقا من نفسه”.

وأردف الباحث المغربي” في الثمانينات من القرن الماضي انتقد الشيخ محمد الغزالي رحمه الله عالم التمثيل في مصر واتهمه بالفساد؛ فهاجمه جميع الفنانين المصريين بمن فيهم عادل إمام؛ ولكن لأن عادل إمام جزء من هذا العالم لم يهاجمه أحد سوى قلة؛ ولم تتحرك نقابة الفنانين؛ ولا حتى الجمعيات النسائية. فأقل شيء هو أن عادل إمام يتهم الممثلات بالدعارة بطريقة غير مباشرة؛ ويرى أن لابنته وزوجته حرمة لا توجد عند الممثلات الأخريات؛ وعندما كان يذهب إلى التصوير كان يدرك بأنه ذاهب إلى مكان لا ينبغي أن توجد به أسرته. أما الأمر الآخر فهو أن عادل إمام المعروف بالكوميديا يؤكد بلسانه أن عالم التمثيل عالم من الكوميديا”.

وختم الدكتور إدريس الكنبوري تدوينته قائلا:” هذا هو واقعنا! .. جميع الذين يدعون التحرر والحداثة وينتقدون التقاليد يريدون فقط أن يتحرر الآخرون من أجلهم؛ ويرفضون أن تتحرر عشيرتهم الأقربون؛ وهذا دليل علمي قاطع على أن تلك الدعاوى منبوذة حتى من أصحابها. وصدق رسول الله “الإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطلع عليه الناس”.