الاستهزاء بالقرآن الكريم.. المغاربة لا يتساهلون مع العبث بالأمور الدينية
هوية بريس – عابد عبد المنعم
أثار اليوتيوبر المغربي إلياس المالكي الرأي العام من خلال خرجة مثيرة استهزأ فيها بالقرآن الكريم، من خلال تحريف آية من سورة الفلق، وبطريقة تهكمية مقيتة.
وفي مقال له بعنوان “الخوف من الله” كتب مدير يومية الأخبار “من حساب بالانستغرام يقارب المليون متابع إلى حساب بنصف المتابعين بعدما سحب الآلاف إعجابهم بالصفحة، ومن لايف يتتبعه ستون ألفا إلى نفور شبه كامل من المتابعة والسبب تحريف صاحب الحساب آيات من كتاب الله واستخدام عبارات سافلة مكانها لاستدرار ضحك متابعيه، فصدم عندما رأى أن الجميع انقلب عليه.
هذه الواقعة تكشف شيئا مهما وعميقا وهو أن المغاربة يتساهلون مع خرق القانون وقد يذهبون إلى حد إيجاد تبريرات لهذا الخرق لكنهم لا يتساهلون مع العبث في الأمور الدينية. مما يعني أن الوازع الديني عند المغاربة أهم من الوازع القانوني أو الاجتماعي”.
نيني أكد أنه “سيكون من المفيد للدولة والحكومة وصانعي السياسات العمومية أن يستفيدوا من القدرة الكبيرة للدين في تغيير سلوك المغاربة ودفعهم لاحترام القانون وتجنب الفساد لأن المقاربة الزجرية القانونية والدروس الأخلاقية وحدها لا تكفي فهناك أشياء كثيرة يمتنع المغربي عن اقترافها ليس خوفا من القوانين بل خوفا من الوقوع في المعصية.
وحتى التصويت في الانتخابات يحكمه الوازع الديني، فالمغربي يصوت للمرشح الذي تظهر عليه مظاهر التدين حتى ولو كان المرشح فاشلا، ويحرم المرشح غير المتدين من صوته حتى ولو كان قادرا على تحقيق منجزات، لذلك فالاهتمام بتقوية الوازع الديني للمغاربة يمكن أن يفيد في التقليل من المخالفات والجرائم، كما يمكن من المحافظة على علاقة مغاربة العالم ببلدهم ماديا ومعنويا.
فملايين المغاربة المقيمين في الخارج لديهم ارتباط قوي بوالديهم وإخوانهم بفضل الوازع الديني الذي يحض على طلب رضى الوالدين والتضحية من أجل الأخوة وأفراد العائلة.
وقد رأينا أمثلة باهرة على ذلك خلال مونديال قطر. عندما نتحدث عن تقوية الوازع الديني للمغاربة فإن الأمر ينبغي أن يتجاوز البعد الطقوسي الذي يرافقنا كمغاربة طيلة الشهر الفضيل.
فرمضان كان دوما مناسبة لتجديد الروابط الروحية والإيمانية عبر الصيام وصلاة التراويح والاهتمام بالجانب النفسي والروحي في هذه الظرفية تحديدا لم يعد أمراً ثانويا”.
وختم نيني مقاله بقوله “العناية بالوازع الديني للمغاربة هي خريطة طريق حقيقية للتخفيف من تأثيرات الفساد على البلاد والعباد ففي هذا الوقت العصيب بالتحديد يحتاج المغاربة دعما من نوع أخر قد لا يتمكن السياسيون والأطباء والاقتصاديون وغيرهم من الوفاء به.
وتاريخ المغرب يثبت أنه عندما يعم الفساد وينتشر الوباء، ويسيطر اليأس على النفوس يكون الناس أحوج ما يكونون إلى من يوقد فتيل الإيمان في أفئدتهم ويحيي الأمل في حياتهم، بل لعلهم يكونون في أمس الحاجة إلى من يوقد جذوة الوازع الديني والجانب الروحي في أنفسهم بقصد الرفع من معنوياتهم وشحذ هممهم لتجاوز هذه الظرفية الصعبة بأقل الأضرار.