“عمل إجرامي وغير أخلاقي” يُفجر موجة غضب ضد الوجود الفرنسي بتشاد
هوية بريس – وكالات
توسعت رقعة المطالبة بخروج القوات الفرنسية من تشاد، على خلفية مقتل مواطن على يد عسكري فرنسي في مستشفى لقوات عملية “برخان”، بعدما أعلن ائتلاف “وقت تما” الانضمام للمحتجين على الحادث ومطالبة حكومة إنجمينا بإخراج القوات من البلاد.
ويعتبر ائتلاف “وقت تما” يعتبر أكبر كيان مدني وسياسي وثقافي معارض سلمي داخل تشاد، قام منذ نشأته بعدة مظاهرات ضد نظام إدريس ديبي ونظام محمد إدريس ديبي.
ودعا الائتلاف على لسان المتحدث الرسمي حمزة محمد موسى، الشعب التشادي بالوقوف مع أسرة الضحية والتظاهر في جميع أنحاء البلاد لتحقيق العدالة “لضحايا فرنسا في تشاد”.
وقال موسى ” نحن نؤيد جميع القرارات والإجراءات التي اتخذها سكان فايا، وإن ما حدث عملا إجراميا وغير أخلاقي، وينتهك حقوق الإنسان والسيادة الوطنية”، داعيا ” التشاديين الأحرار إلى توحيد الصفوف من أجل العدالة والإنصاف”.
وشدد حمزة موسى، في مؤتمر صحفي، الخميس، على المطالبة بإلغاء الاتفاقيات الموقعة مع فرنسا، ودعا المجتمع الدولي والاقليمي لتحقيق في الجرائم المرتكبة من قبل فرنسا في أفريقيا وفي تشاد خاصة.
ويعتزم “وقت تما” تنظيم مظاهرة سلمية تضامنا مع عائلة الضحية، وضد تواجد القوات الفرنسية في تشاد.
بدوره، قال القيادي في الائتلاف آدم زكريا، إن مواطناً تشادياً قُتل بدم بارد على يد القوات الفرنسية، ونحن ندين اغتيال الشاب التشادي محمد داكو”.
وتابع “تشاد ما زالت متخلفة منذ أن منحت فرنسا استقلالا وهميا من باب الإحسان، بينما كافحت الدول الأخرى وناضلت من أجل تحقيق الاستقلال الكامل، كما يرى أن الاتفاقيات بين فرنسا وتشاد ليست في مصلحة الشباب التشادي.
حالة احتقان
بدوره يقول المحلل السياسي التشادي، على موسى علي، إن دعوات للتظاهر أطلقت من هنا وهناك ضد التواجد العسكري فرنسي في تشاد، وأيضا التضامن مع عائلة المواطن الذي قتل على يد أحد الجنود الفرنسيين.
وأضاف علي، في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن التنديد والغضب الشعبي ضد الممارسات الفرنسية بلغ ذروته في أوساط الشعب التشادي، وليس مستبعد في أي وقت نشهد انتفاضة شعبية عارمة وتكرار مليونية 14 مايو، العفوية.
وأشار إلى أن المجلس العسكري في تشاد، يخشى من تفاقم الوضع وبالتالي ميول الجيش لرغبة الشعب بطرد القوات الفرنسية، مثلما حصل في مالي وبوركينا فاسو والآن النيجر.
وكشف أن هناك محاولات حكومية لاحتواء أزمة فايا من خلال إجراء لقاءات بين العائلات في المنطقة وقوات برخان، وأيضا طرح مسألة التعويض المادي لإغراء أسرة المقتول وعشيرته، ولكن الزخم الشعبي يرفض تلك المحاولات، ويطالب بطرد القوات من المنطقة، لأن قبل تلك الجريمة أيضا كان هناك نزاع بين الأهالي والقوات الفرنسية حول قطعة أرضية تحاول القوات الفرنسية توسيع المطار عليها، ورفض الشعب ذلك، وبالتالي حادث القتل قد يعيد لأذهان أهالي المنطقة تلك الأزمة من جديد وستتوسع المطالب الشعبية بطرد القوات من فايا نهائياً.