تحت عنوان “الدواعش بيننا.. حساب فايسبوكي يهدد المصطافين بنشر صورهم لـ”فضح التبرج”!“، نشر موقع مغربي مشهور و(صديق) خبرا جاء فيه:
“أثار حساب في موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، أعلنت صاحبته أنها ستخوض عبره ما أسمته بـ”حملة فضح المتبرجات في الشواطئ”، كثيرا من الجدل بين رواد الموقع الأزرق.
ونُشرت عبر الحساب المذكور صور لنساء، وفتيات بـ”المايوهات” على الشاطئ، بهدف “دعوتهن إلى التوبة والعدول عن التعري، تحت شعار لا للتبرج”، وأيضا، بعض الصور لفتيات صغيرات.
وخاض نشطاء “فايسبوك”، على إثر هذا الحساب، نقاشا محتدما، حيث استنكر العديد منهم ما أقدم عليه الواقفون وراءه، على اعتبار أن الأمر يدخل في نطاق “التشهير”، وانتهاك الخصوصيات”، كما دعوا إلى القيام بحملة لإغلاقه“.
هذا هو مضمون الخبر كاملا؛
صراحة بمجرد قراءتي للعنوان، وقبل قراءة المضمون، استغربت من محتواه، أواااه دواعش!! وينشرون صور المصطافين والمصطافات عرايا لأجل فضح التبرج؛ صراحة “متسرطش لي هادشي” لأني لا أتخيل شخصا ممن يحمل الفكر الداعشي المتطرف، يحمل كامرته أو هاتفه الذكي ويذهب إلى الشواطئ ويصور العرايا والعاريات سواء عن عمد أو وهو متخفي، ولكن مع ذلك قلت: وما نعرف، راه هاد داعش لي كيعتبرونا كفار لأننا لم نبايع خليفتهم البغدادي، يقدرو يستحلو أي حاجة، ولا أدل على ذلك من أشقاهم الذي حاول تفجير الحرم النبوي، لولا لطف الله تعالى ثم تضحية أولئك الأبطال الذين حاولوا منعه فانفجر فيهم.
المهم، قلت أدخل أقرأ الخبر، فلما دخلت وجدت ما قرأتموه؛ فقلت: ومشكيلة هاذي، شكون هاد الداعشية لي استحلات تصور العاريات والعرايا، واش حسابها غيكون عامر بصور الرايات السود، وتعزية مقتل الشيشاني، ومبايعة أبو بكر، وشعار “باقية وتتمدد”، ونشيد “صليل الصوارم”، وشي منشور جديد مليء بعبارات الفرح باعتداء نيس الأخير؛ وداكشي..
ثم استوقفني أنه في آخر الخبر صار الاستنكار من طرف المعلقين على منشورات الحساب على “الواقفون وراءه”، فبدأ الخبر بأن الحساب له صاحبته، واختتم بـ”الواقفون وراءه”، باش تجي مناسبة مع العنوان: “الدواعش بيننا”.
وبملابسي غطست في البحر الأزرق أبحث عن هذا الحساب، بالرغم من أن الموقع المذكور لم يشر إلى اسم الحساب، والحمد لله وجدته، فإذا بي أصدم!!
صورة بروفايل الحساب عبارة عن صورة فتاة متبرجة وفي كامل زينتها، بل تقوم بحركة إغرائية!! وداكشي كلو لي تخيلتو ممكن يكون مما عرف به “الدواعش”، لم أجده، بل آخر المنشورات كما جاء في الخبر، فيها صور نساء بلباس البحر العاري، مع تعليقات ركيكة، وتهديدات وإخبار بأنها كل يوم زارت أحد الشواطئ والتقطت صوره، وكلام تهديدي بفضح العاريات، وكشف نفاق المجتمع، والتهجم على المغاربة لي كيعمروا المساجد في رمضان ويتعرون ونساءهم في الشواطئ في الصيف، وكل ما يمكن أن يفهم منه أنه وإن كان بالفعل الحساب وراءه فتاة، فإنها غير سوية وفاقدة لعقلها أو لشيء منه..
الغريب أيضا أن الموقع صاحب الخبر نشر صورة مركبة لتدوينتين من هذا الحساب، وفي أحدها أن صاحبته “جمعت 10 ملايين صورة في أنحاء الشواطئ المغربية للمغربيات العاريات” على حد قولها!!
فهل يصدق عاقل هذا الكذب والهراء، وبضع صور المنشورة في الحساب، أغلبها من “غوغل” أو من حسابات أصحابها في “فيسبوك”، وبعضها لأجنبيات؟!!
إن مثل هاته الأخبار لا تخدم سوى المعنيين بها، ومثل ذاك العنوان لا مصداقية فيه، سوى محاولة إغراء القراء به، وخلق البلبلة، وتمييع الحق..
ولست هنا للدفاع عن “داعش” وتبرئتها، فهي تقوم بما هو أفظع وأنكى، من الجرائم والمخالفات الشرعية وحتى العقلية والإنسانية!!
كما أني لست أدافع عمن تنزع لباسها في شواطئ العري أو المسابح أو حتى في الشوارع، فإن ذلك أيضا مما يخالف الشرع، وقيم وأخلاق المغاربة، وهي مغضبة للرب مجلبة لغضبه في الدنيا والآخرة.
في الأخير أقول: الله يخليكم جنبونا هاد التدعشين الصحافي..