الجامعي في رسالة مفتوحة لأخنوش: هل حكومتكم تسير بالمغرب نحو الانهيار…؟
هوية بريس – متابعة
وجه النقيب عبد الرحيم الجامعي رسَالة مفتُوحة إلى السيِّد رئيس الحُكومَة، يسائله فيها: هل حكومتكم تسير بالمغرب نحو الانهيار…؟ ولماذا اختارت حكومتكم ضرب الصحة والتعليم والعدل…؟
وهذا نص الرسالة:
“السيد رئيس الحكومة،
السلام عليكم،
ها هي الأيام والأسابيع تتوالى على التوقفات والإضرابات التي تعرفها قطاعات حيوية ومصيرية في حياة مجتمعنا وبلدنا،
وها أنتم تستثمرون في الصمت والإهمال جمود حكومتكم فوق كراسي المسؤولية، وتحت موقف متخاذل يتقلب ما بين احتقار انشغالات موظفين وبين الحيرة التي فضحت عجز حكومتكم على قدرتها الإسراع بتقديم جواب حقيقي وإيجاد الحلول المستعجلة والملحة والحاسمة للنظر في مطالب موظفي وموظفات العدل والتعليم والصحة وغيرها…
فماذا يعني في بلد مثل المغرب وفي وضع تتكاثر فيه الأزمات الطبيعية والمناخية والاقتصادية والمائية وغيرها ، ان تتفجر أوضاع أكبر وأخطر القطاعات الاستراتيجية وأنتم عن كل هذه الأوضاع غافلون ومصممون على أن تسير الرياح نحو تقلبات ضاربة ؟
ماذا يعني عجز حكومة بكل أحزابها وبعد شهور طويلة من الشلل، عن اخراج عبقريتها التي تخلق الاطمئنان وترجع الحياة لهذه المرافق الحيوية وتقدم الحلول التي يتوقف معها الانهيار الذي وصلت إليه حالة المرافق المعنية؟
ماذا يعني فشل حكومتكم ووزراءها في الاختيارات السياسية والتي أكدها الاختناق والاحتجاجات لدرجة أصبح واقعها يهدد وجود ومستقبل المغاربة وخصوصا الطلبة والمرتفقين والمتقاضين ومصير عشرات الآلاف من الملفات والقضايا التي تعتبر حكومتكم المسؤولة عن تدهور مآلها؟
وماذا يعني غياب حكومتكم خارج واقع مشتعل بنيران موقدة كانت اختيارات حكومتكم حطبها ، وكأنكم تتولون السلطة في بلد في وسط البحر الهندي أو الباسفيكي أو أن حكومتكم انهت مهمتها بالزيادة في المواد الغذائية والزيادة في الضرائب ورفع الرسوم في عدد ل يحصى من الحاجيات؟
فإلى أين تسيرون بالمغرب وبالمغاربة السيد رئيس الحكومة، ومن أجل من أنتم في كراسي المسؤولية إن كانت الأوضاع العامة تتدهور وكان المغاربة في سلة المهملات تحت أقدام الحكومة تحتقرهم ولا تولونهم ولمطالبهم ولفئات الموظفات والموظفين في القطاعات الثلاثة أية عناية؟
وهل أنتم مغاربة أم أعداء المغاربة ؟ وكيف لكم أن يتصرفون كالأجانب في المغرب لا تعنيكم راحة المغاربة ولا همومهم وتنظرون للبلد كالبقر الحلوب الذي أغدق عليكم كل ما يعجبكم وما يريحكم من قدسية ومن حماية ومن مراتب ومناصب وأموالاً وثروات بكل العملات؟
لم تتوجهوا ولو بكلمة واحدة للرأي العام وللمغاربة ، ليس لترفعوا عنهم عناء هم وحيرتهم، بل ليفهموا فقط من أنتم كحكومة ، وماهي عقلياتكم ومنطقكم، وما هي أمراضكم السياسية والنفسية وحرارتها ودرجاتها، ولم تخرجوا لا في الإعلام ولا في ندوات ولا في لقاءات جماهيرية ولا قطاعية لتناقشوا مع الرأي العام ومع مكوناته المجتمع ومنظماته المدنية ليثق في سياستكم وفي حكومتكم كما يفعل زملاؤكم في الدول التي تحترم مواطنيها.
إن الإضرابات، ولعلمكم، ابتدأت بعبد شهر رمضان تقريبا، ولم تجدوا من موقف إنساني وسياسي إلا الهروب من وجهها والهروب من أي جواب يضع الحد للانهيار، وأنتم تشاهدون وتسمعون من داخل مكاتبكم إضرابات واحتجاجات ومواجهات مع طلبة الطب، ومع كتابة الضبط بالمحاكم، ومع المحامين، ومع نساء ورجال التعليم، ومع المفوضين القضائيين…، والكل يعرف بأن هذه الأوضاع ربما لا تزعجكم ولا تهم حكومتكم، ولكل يعرف بأنكم وحكومتكم لن تأتوا بحل أو جواب…
عليكم السيد رئيس الحكومة، أن تنتظروا مع حكومتكم حكم التاريخ، لأنكم اليوم تكسرون ركائز مجتمع صبر ولا زال صابرا على فشل حكومتكم وعلى مفهومها الخاص بمُصالحة المغاربة، وتضعون المغرب في قفص الاتهام أمام المجتمع الدولي وتتسببُون في الضربات التي يتحملها المغرب و المغاربة نتيجة التردد والتوقف والفساد المالي والإداري الذي انتشر وشاع في عهد حكومتكم، وما الدليل على كل هذا الإخفاق النتائج التي تأتي بها تقارير المنظمات الدولية التي تعري وجه الحكومة وسياساتها في قطاعات استراتيجية، كما يتضح من تقارير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سنة 2023/2024 الذي رتب المغرب في الدرجة 120، ومؤشر الأنظمة الصحية الدي رتب الغرب لسنة 2024 في الدرجة 91 عالميا بين 94 دولة، والمرتبة 7 افريقيا …
إن كانت حكومتكم مكونة من سياح أجانب فسيروا للسياحة و للسهرات فأنتم الطلقاء، وإن كنتم بحق تتحملون مسؤولية قيادة الشأن العام فقدموا استقالتكم الجماعية وهذا حل سياسي عاجل قد يكون منقذا لكم، وإن كانت حكومتكم مصرة على سياستها فالوضع يتطلب تدخل رئاسة النيابة العامة لـتتحمل مسؤوليتها لحماية المجتمع من المخاطر ومن الانهيار، لأن هذا دورها وواجبها الدستوري، و عليها أن تأمر بفتح تحقيق ضد حكومتكم من أجل المس بسلامة المجتمع وأمنه الاداري والاقتصادي، وبسلامة المواطنين وبحقوق فئات الموظفين والموظفات في قطاعات العدل والصحة والتعليم، ومن أجل الإخلال بالطمأنينة العامة و بالنظام العام، من أجل المس بسمعة المغرب إقليميا ودوليا…
فأي مصير تختارون؟