وضعية السدود في المغرب.. تفاوت جهوي حاد وتحذيرات من أزمة وشيكة

هوية بريس – متابعات

كشفت معطيات رسمية جديدة لوزارة التجهيز والماء أن إجمالي حجم المياه المخزنة بالسدود المغربية بلغ إلى حدود اليوم الاثنين 6 مليارات و527,4 مليون متر مكعب، ما يعادل نسبة ملء عامة في حدود 38,9%.

ويُظهر هذا الرقم انخفاضًا تدريجيًا في نسبة الملء الوطنية، بعدما كانت قد تجاوزت عتبة 40% خلال منتصف ماي الماضي.

📊 تحسن سنوي لافت رغم التراجع المرحلي

ورغم التراجع الحالي، فإن نسبة الملء المسجلة تظل أفضل بكثير من نظيرتها في نفس الفترة من السنة الماضية، حيث لم تكن تتعدى 30,8% بحجم مخزون بلغ آنذاك 4 مليارات و969,7 مليون متر مكعب، ما يعني زيادة سنوية بحوالي 31%.

وتُعزى هذه الزيادة إلى موسم مطري أكثر إيجابية نسبيًا، إلى جانب نجاعة التدابير المائية المعتمدة، بحسب المديرية العامة لهندسة المياه التابعة للوزارة.

🌍 تفاوت جهوي واضح في توزيع الموارد المائية

🟢 الشمال يتصدر بنسب امتلاء شبه كاملة

مازالت سدود جهة الشمال تسجل نسب ملء شبه كاملة، بفضل وفرة الموارد المائية بها.

ووفق بيانات اليوم:

• سد واد زا يُحقق أعلى نسبة امتلاء (100%) للعام الثاني على التوالي.

• سد الشريف الإدريسي يقترب من الامتلاء الكامل بنسبة 97,3%.

• سد شفشاون يسجل نسبة 98,7%.

• سد واد المخازن (672,9 مليون م³) بنسبة 96,1%.

• سد النخلة عند 90,2%.

وتتركز هذه السدود بالمناطق الشمالية الغربية والريف، خصوصًا بجهات طنجة تطوان الحسيمة، فاس مكناس، وجهة الغرب.

🔴 وضع مقلق في السدود الكبرى جنوب ووسط المغرب

في المقابل، تُعاني المنشآت المائية في جهات تادلة، الحوز، درعة وسوس من وضعية حرجة رغم تحسن محدود بعد أمطار الربيع.

ويبرز سد إدريس الأول، أحد أكبر سدود المملكة، بنسبة ملء لم تتجاوز 42%، ما يثير مخاوف من اختلالات في التزود بالمياه بحوض سبو الأعلى.

كما لا تزال الجهات الجنوبية والجنوب الشرقي تسجل نسب ملء متدنية، وهو ما يكرس التفاوت الجهوي المزمن في توزيع المياه.

🛠️ الحاجة إلى حلول مهيكلة واستباقية

ورغم التحسن العام، تُظهر البيانات الرسمية أن “السدود الكبرى بالشمال” تواصل أداء دورها كصمام أمان للأمن المائي الوطني، في حين أن الوضع في باقي المناطق يتطلب تسريع وتيرة تنفيذ الحلول الهيكلية، والتي تشمل:

• مشاريع تحلية مياه البحر.

• برامج إعادة استعمال المياه العادمة.

• تعزيز تقنيات ترشيد واستهلاك المياه.

ويأتي ذلك في سياق يتسم بموجات حر متوالية يتوقع أن تتواصل خلال صيف 2025، ما يضع الضغط على الأمن المائي الوطني.