لماذا استعملت روسيا إيران لانطلاق قاذفاتها؟
هوية بريس – متابعة
أشار الكاتب دانييل ديبتريس -في مقال بصحيفة ذا ناشونال إنترست الأميركية- إلى الجدل الذي أثارته روسيا باستخدامها قاعدة همدان العسكرية في إيران منطلقا للقاذفات الروسية العملاقة من طراز تي يو22 إم3 للقصف في سوريا، وتحدث عن أهمية هذه الخطوة.
وأضاف أن روسيا استخدمت هذه القاعدة منطلقا لقاذفاتها الإستراتيجية العملاقة لقصف أهداف في سوريا التي تعصف بها الحرب منذ سنوات، مما أثار قلقا في الأوساط الأميركية والإقليمية، وخاصة بسبب تعرض المدنيين والمراكز الصحية والمستشفيات في سوريا للقصف.
ونسب إلى القائد السابق لقوات التحالف الدولي في أفغانستان الجنرال ديفد بارنو، القول إن نشاط روسيا في إيران يمثل الخطوة الجوهرية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يريد من العالم أن ينظر إلى روسيا بوصفها قوة عظمى وقوة عسكرية مرّة أخرى، وكي لا تترد روسيا في الوقوف أمام الولايات المتحدة وحلفائها في كل فرصة أو مناسبة.
وأما من الجانب الإيراني، فأشار الكاتب إلى أن طهران قللت من أهمية استخدام روسيا هذه القاعدة، وأنها وصفت الخطوة بأنها امتداد للشراكة الدفاعية ضد الجماعات الجهادية في سوريا.
أهمية القاعدة
وأوضح الكاتب أن هذه القاعدة في إيران تعتبر مهمة للقاذفات الروسية بوصفها تساعد في تخفيض كمية الوقود، بالمقارنة مع ما تحتاجه هذه القاذفات في خطّ سيرها الأول وهي تنطلق من روسيا نفسها لقصف أهداف في سوريا.
وأضاف أنه في حال احتياج القاذفات الروسية إلى كميات أقل من الوقود، فإن ذلك يمكنها من حمل كمية أكبر من القذائف الحارقة التي يستخدمها الطيارون الروس لقصف أحياء كاملة من المدنيين. كما أنه يمكن للقاذفات أن تناور وتحوم حول الهدف لتقصفه مرات متعددات.
كما أن إقلاع القاذفات الروسية من إيران يجعل الرحلة أكثر سهولة، حيث لا حاجة متكررة لطلب الإذن من الدول التي تمر فوقها لو كانت انطلقت من روسيا، وحيث لم يعد الطيارون الروس بحاجة إلى أن يعبروا المجال الجوي التركي وهم في طريقهم لقصف أهداف في سوريا.
وأضاف أن الطريق البديل للقاذفات الروسية بعيدا عن تركيا هو العراق الذي لا يمتلك القدرة على مراقبة مجاله الجوي.
إحراج أوباما
وأما النقطة الأخرى في أهمية استخدام روسيا لهذه القاعدة الإيرانية، فتتلخص في أنه يمكن للرئيس الروسي بوتين إحراج الرئيس الأميركي باراك أوباما على العلن، وكشف السياسة الأميركية المترددة إزاء الحرب المستعرة في سوريا، وذلك في اللحظة التي تعتبر الأهداف الروسية في سوريا واضحة ومحددة.
وأما السبب الثالث لأهمية الخطوة الروسية، فأشار الكاتب إلى أنه يعود لإيران، فهي التي تصنع التاريخ باستضافتها القاذفات الروسية، حيث يساعدها هذا في حفظ نظام الرئيس السوري بشار الأسد وبقائه في السلطة، وذلك بالرغم من عدم دعوة إيران لقوات أجنبية إلى أراضيها منذ 35 عاما.
وأضاف الكاتب أن التعاون الروسي الإيراني الوثيق في سوريا يضع حدا لتفاؤل بعض المسؤولين في إدارة أوباما، الذين كانوا يتوقعون سلوكا إيرانيا معتدلا في المنطقة في أعقاب اتفاق النووي مع الغرب الصيف الماضي.
وأشار إلى أن هناك نقطة واحدة مضيئة بالنسبة للولايات المتحدة في هذا الصدد، وهي أن طهران اضطرت لإجهاض الخطوة الروسية في همدان بعد أن تسببت بكثير من الجدل والضوضاء العالية جدا. ولكن بالرغم من كل هذا، يقول الكاتب إن موسكو تواصل استخدام الصراع في سوريا باعتباره وسيلة لإظهار القوة الروسية. وكالات.الجزيرة