تذكير واعتذار لإخواننا بأرض العزة والرباط
هوية بريس – الشيخ موسى الدخيلة
تذكير واعتذار لإخواننا بأرض العزة والرباط:
فأما التذكير فأقول لهم اصبروا فإنكم في ابتلاء عظيم وتمحيص شديد:
– ابتلاء حسي بالكافرين أعداء الله.
– وابتلاء معنويّ بالخاذلين.
قال تعالى: “ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم“.
“أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين“.
واعلموا أن عظم الجزاء مع عظم البلاء.. فاحتسبوا واثبتوا وأبشروا بالخير العظيم والجزاء الوفير فأنتم في محنة تتضمن كثير المنحِ الإلاهية وعظيمَ العطايا الربانية، فقتلاكم في الجنة وقتلاهم في النار، وقتلاكم شهداء أحياء عند ربهم يرزقون في جنات النعيم فرحين بما آتاهم الله من فضله. (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء…) (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل أحياء…)؛ لأنهم قاتلوا لتكون كلمة الله هي العليا لا حميّة ولا عصبية…
واعلموا ان هذا الابتلاء ليس خاصاً بكم، بل قد ابتلى الله به المسلمين عامة:
فمنهم من خذل وقصّر وهو قادر على النصرة.
ومنهم من نصر وأعان ولم يأل جهدا بما استطاع، دعاءً ومقاطعةً وهما ومالا وفكرا وروحا، فبذل كل ما يستطيع، ثم يشعر أنه مقصر مفرط…
فقضيتكم قضية الأمة الاسلامية كلها، وامتحان للأمة كلها:
فمن بذل ما يمكن فقد أدى الواجب عليه وأعدّ ليوم لقاء الله عُدتَه وللسؤال هنالك جوابه.
ومن قصر أو ثبّط فقد خان الأمانة وخذل الأمة وحسابه على الله تعالى..
ونذكّر أنفسنا واياكم بأن النصر آتٍ لا محالة، كما وعد الله تعالى به في كتابه، ووعْده حق وصدق لا يخلف:
“ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص… وبشر الصابرين”…
“إنما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب”
“فإن مع العسر يسرا ان مع العسر يسراً”
“وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا”
“والعاقبة للمتقين”
“وإن جندنا لهم الغالبون”
“فإن حزب الله هم الغالبون”
“إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا”…
“ألا إن نصر الله قريب”
“ومن النصر إلا من عند الله”
“إن ينصركم الله فلا غالب لكم وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده”…
وأما الاعتدار فاعذروا إخوانكم -الذين يبذلون ما يستطيعون- على التقصير في حقكم أو الغفلة عن أحوالكم أحياناً، فهم بشر ناقصون، يعتريهم النسيان والذهول وتتخطفهم الفتنُ…
وهم مقرون معترفون بعجزهم وتقصيرهم وتفريطهم مهما فعلوا وبذلوا…
