رقم صادم ومخيف.. الكنبوري يعرّي كلفة الفساد في المغرب

هوية بريس – متابعات

انتقد الكاتب والمفكر المغربي الدكتور إدريس الكنبوري الوضع المقلق للفساد في المغرب، معتبرًا أن الظاهرة أصبحت “نزيفًا اقتصاديا واجتماعيا يهدد الأمن المالي للبلاد ويقوّض الثقة في المؤسسات”، داعيًا إلى جعل محاربة الفساد أولوية وطنية قبل أي برنامج حكومي في مجالي الصحة والتعليم.

وفي منشور على صفحته الرسمية بموقع “فيسبوك”، استحضر الكنبوري تقرير الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة، الذي أشار إلى أن وضعية الفساد في المغرب “مقلقة” ويصعب تقدير كلفتها المالية، بسبب سوء تدبير الأموال العمومية والتلاعب في الصفقات وسوء توجيه الإنفاق العام.

50 مليار درهم.. قصة “القط ورطل اللحم”

وأوضح الكنبوري أن الهيئة كانت قد أعلنت سنة 2024، في عهد رئاستها السابقة، أن كلفة الفساد في المغرب تصل إلى نحو 50 مليار درهم سنويا، مضيفًا أن الرقم ذاته يعادل حجم عجز الميزانية الذي أعلنته الخزينة العامة للمملكة في أكتوبر الماضي.

وكتب الكنبوري ساخرًا:

“إذا كان القط قد أكل 50 مليار درهم فأين رطل اللحم؟ وإذا كان رطل اللحم يزن 50 مليار درهم، فماذا أكل القط؟”.

في إشارة رمزية إلى التداخل بين الهدر المالي والعجز العمومي، وإلى غياب الشفافية في تتبع المال العام.

الفساد يهلك الصحة قبل الاقتصاد

واعتبر المفكر المغربي أن الفساد هو السبب الجوهري وراء احتجاجات الشباب ضد أوضاع التعليم والصحة، مشيرًا إلى أن “المشكلة ليست في الميزانية، بل في السرقة”.

وأضاف أن الفساد يهلك صحة المواطنين قبل أن يهلك خزانة الدولة، لأن سوء التدبير والرشوة والمحسوبية “تحرم المغاربة من الحق في العلاج والتعليم والكرامة”.

محاربة الفساد.. “البرنامج الأذكى”

وختم الكنبوري تدوينته بالتأكيد على أن “أفضل برنامج حكومي يمكن أن تضعه الحكومة المقبلة هو محاربة الفساد، وتأجيل برامج الصحة والتعليم مؤقتًا، لأن محاربة الفساد في حد ذاتها استثمار منتج يعود بالنفع على جميع القطاعات”.

وأشار إلى أن مواجهة الفساد لا تتطلب فقط قوانين زجرية، بل إرادة سياسية حقيقية، وشفافية في الصفقات العمومية، ومحاسبة فعلية لكل من يبدد المال العام.