تلاميذ مدرسة.. أم رُضَّعُ «بني إسرائيل»؟!

21 أكتوبر 2016 10:20
تلاميذ مدرسة.. أم رُضَّعُ «بني إسرائيل»؟!

هوية بريس – زينب أحمد

إن الصراع المُحتدِم اليوم حول مدرسة الفطرة، لا ينحصر في كونه مجرّد ممارسة عادية لمَا يظنُّه البعض خوف الجهاز الأمني من الخلايا الإرهابية، وأن فِعلها هذا لا يعدو أن يكون أحد قرابين الانبطاح للقوى العالمية المتوجّسة من الإسلام..

 المسألة أبعد من ذلك بكثير.. إنّها قضية أضخم من ذلك صدّقوني.. إنّه توجُّسٌ شبيه بذبح فرعون لجميع مواليد ورضّع بني إسرائيل خوفا من نبوءةٍ جاء بها تأويل شيعته لرؤياه المنامية..

وسيظنّ البعض -في إطار ممارسته للحياد الباهت والاستكثار عليك أن تكشف عن أسرار هذا الخفيّ، إما لدسيسة في نفسه أو لتعالم ناتج عن جهله- أنّك بصدد المبالغة انتصارا لقضية دون مستوى الرأي الوطني -بله الرأي الأممي-، أو أنّك تستميل الآراء بفبركة مُقارنة بعيدة جدا.. لكنّنا نُؤمن بأنّ مليون شعار وتنميق وتزيين للباطل لا ينجح في منحه تلك الصورة النّاصعة للحق.. لذلك نجثتّ الباطل من خلف كل ستاراته لنكشفه بصورته القديمة والموصوفة في كتاب ربّنا.. هذا قَدَرُنا وإن كان خطيرا، فنحن لا نستطيع التّملُّص منه..

مدرسة الفطرة لن تُفيض الكأس.. لأنّه فاض منذ زمن.. لكنّها ستفضح تلك الفراغات الواسعة التي تُترك بين بنود القوانين، ليتمّ عبرها إحكام القبضة على الجذور حتى لا تنبثق منها شُعلة الصلّاح والإصلاح..

مشكلة مدرسة الفطرة اليوم.. تكشف النقاب عن خوف من رضّع بني إسرائيل أن يخرج منهم من يُهدِّد ببذرة الصلاح فيه، صرح الظلم الذي يُريد مُناطحة السماء..

ولعلّ ما يُجلّي هذه الصورة بأوضح مثال.. هو أنّه ورغم خُلُو اليوم الدراسي داخل المؤسسة من كل أشكال العنف وقيامها على المقدّسات الدينية والوطنية على السواء.. واحترامها للقانون واعتباره من بين المُقدّسات.. وقيام منظومتها التربوية التعليمية على برنامج خال كلّ الخلو من أيّة خروقات لدعاوي التوجّس.. رغم كل هذا وغيره.. أخافت ابتسامة أطفالها وسعادة كل طاقمها وأبنائها، بعض المتوجّسين.. ليأتي القرار مرتجلا !!

ومن يدري، ربما تكشف عن قضايا أخرى جوهرية!!

ولله الأمر من قبل ومن بعد.

آخر اﻷخبار
2 تعليقان
  1. سعادة الابناء تكفينا ليحبوا العلم والتعلم بعيدا عن اي متطلبات معرفية…
    اللهم انصر الحق واحفظ اجيال المسلمين المحبين لدينهم وبلدهم

    1. صدِّقيني يا أختي مسلمة مغربية.. إن أطفالنا ضحية هذه المعارك المعرفية بيننا معشر الكبار..
      لذلك نحاول ما أمكن أن نكشف أوراق الصراع بين الحق والباطل بوجوه عابسة مكفهرّة.. ثم نبتسم لأطفالنا على الجهة الأخرى ونقول سيُغلقون المدرسة لأنّ المشكل إداري بيننا وبينهم..
      مع يقيننا أن نظرات الأطفال تكشف عن فهمهم التام بحقيقة ما يجري.. رغم ذلك نُصرّ على ممارسة وطنيتنا بما يكتنفها من صعوبة

      زينب أحمد

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M