أشهر طريقة مستعملة لدى محترفي “التسوّل الإلكتروني”!!

16 يناير 2022 21:35

هوية بريس – متابعة

بدت تطفو على الساحة ظاهرة “التسول الإلكتروني”، خصوصا بعد الطفرة الكبيرة لمواقع التواصل الاجتماعي، وما زاد طينتها بلة الظروف الاجتماعية التي خلفتها جائحة كورونا، مع الإقبال الكبير على التواصل الافتراضي في ظل البعد الذي فرضته الجائحة.

الحديث هنا ليس عمن يلجأ للتواصل الإلكتروني من أجل التواصل مع الجمعيات الخيرية أو حتى مع بعض المعارف والأخيار، للتدخل من أجل فك كربة أو المساعدة على تجاوز ظرف اجتماعي صعب، إذ أن التواصل الافتراضي أكثر حفظا لماء وجه المستعففين، لكن الكلام عمن احترف ذلك وجعله حرفته وحالته الدائمة، لا يفوت جمعية إلا وتواصل معها ولا شخصا ظن أنه من الممكن أن يرسل له المال إلا وطلبه، ولو توفر عنده من المال ما يعفيه مذلة السؤال، لأنه لم يعد يشعر بأي حرج وهو يتسوّل الآخرين.

وأشهر طريقة يستعملها هذا المتسول الإلكتروني أو المتسولة الإلكترونية هي إخبار المطلوب بأن شخصا صديقه أو أحد معارفه كان يتعاون معها ويرسل لها المساعدات، لكنها فقدت التواصل معه مؤخرا، وبذلك تربح ثقة المحسن أو المانح بناء على ثقته في ذاك الشخص الذي يعرفه.

وفي هذا الصدد كتب الصحافي إبراهيم بيدون في جدار حسابه على فيسبوك:

“للأسف بعضهم يعيق فعل الخير إما بطمعه أو باسترزاقه بحالته الاجتماعية..
توصلت قبل أسابيع باستفسار من أحد الأصدقاء (واقعا وافتراضا) يسألني عن سيدة تواصلت معه تطلب منه المساعدة نظرا لحالتها الاجتماعية الصعبة (مع المرض) وتخبره بأنني أعرفها وسبق لي وتعاونت معها.. فأخبرته أني لا أعرفها شخصيا وكنت أرسلت لها بناء على إحسان الظن بما قالت (مع أوراق كشوفات وأدوية ووو..).. ولم أشر عليه بشيء بل تركته ليختار بنفسه ما الذي سيفعل..
لكن المؤسف أنني توصلت اليوم من صديق آخر وهو صديق أيضا في الواقع وفي لائحة أصدقائي الافتراضية هنا في فيسبوك (كأن الأمر فيه متابعة للأصدقاء بل فيه ذلك..) يسألني عن نفس السيدة مع تغيير جديد وهو أن الحساب الأول الذي كانت تواصلت معي فيه بكنية (أم فلان) لكن اليوم صار لها حساب آخر أظن (أم الصا…).. وتخبره في مقطع صوتي أنني أعرفها وكنت أساعدها لكنها لا تستطيع الوصول إلي هذه المرة!!
وهذا غير حاصل.. فالأمر وقع مرة واحدة وأنا لا أعرفها ولم أتعهدها بمساعدة أبدا.. لكنها تعمدت وصف الأمر بذلك لتطمئن الصديق فيسارع لمساعدتها بناء على أنه يثق في -كما قال-!!
صراحة الأمر خرج عن السيطرة بالنسبة لهؤلاء الذين صاروا يعتمدون على التسول الإلكتروني (الأصل هو = الله يحسن العوان، والله يرزق كل عفيف وكل محتاج).. وصاروا يسترزقون بهاته الطريقة.. خصوصا إذا زادوا عليها الكذب والتدليس..
والخطير فيما يقومون به هو الإساءة لعمل الخير بإفقاد الثقة.. فبعد سنوات قليلة عادت والحمد لله هاته الثقة للعمل الجمعوي ولفعل الخير وهي التي كانت مفقودة لعقود بسبب إساءة واستغلال من سبق أو من يدخلون هذا المجال في أصلهم للاسترزاق..
الحاصول..
أنا أبرئ ساحتي من أي شخص قد يتسول بادعاء معرفته بي..!!
وأعود للقول في الختم: لا ينبغي لهؤلاء رغم أساءتهم أن يؤثروا على العمل الخيري وعلى إقدام المحسنين على فعل الخير.. فقط تأكدوا ممن تعطوهم أموالكم.. فلربما هناك من أجر إعطائهم أكثر.. لأنهم أعف نفسا وأطيب قلبا وأصدق في تذكر المعروف..
اللهم اقبل من كل منفق في سبيلك”.

هاته الطريقة المستعملة هناك من يلجأ إليها حتى في الواقع ليضمن ثقة المحسن، خصوصا إذا كان هذا الأخير لن يستطيع التأكد مما ادعاه المتسول، لأنه سيتحرج من السؤال عن ذلك.

فهل سيشهد التسول الإلكتروني ازدهارا أكثر، خصوصا وأن العالم يتجه إلى الحضور بقوة أكبر في الفضاء الافتراضي؟!

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M