كعادته خلق إلياس العماري الأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة، رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة ضجة وجدلا جديدا بسبب مقال أسماه “كورونا والإنسان الجديد”، نشره له موقع “لكم” ليتفاجأ عدد من المتتبعين بحذف المقال المذكور من الموقع بعد ساعات من نشره.
المقال الذي قدم من خلاله إلياس العماري نظرته الاستشرافية لعالم ما بعد الـ “كورونا”، احتوى على فقرة حمالة لعدة وجوه وتأويلات، تنبأ فيها بأن “كورونا ستقضي على جميع الأنظمة التي تستمد شرعيتها من الدين”، وأن “شرعية الحكم مستقبلا ستقوم على شرعية الانجازات”.
ومما جاء في مقال إلياس المثير للجدل: “إذا كانت أزمة الطاعون الكبير الذي أصاب أوروبا في القرن 14، قد أحدثت تغييرات جوهرية في هذه القارة، فإن جائحة كورونا ستحدث تغييرا حذريا في العالم برمته.
وهذه الأزمة اليوم بصدد بلورة ثلاثة نتائج بارزة:
النتيجة الأولى: إضافة نظرية جديدة إلى علم السياسة مستقبلا. فالشرعيات التقليدية في أنظمة الحكم، و التي تستمد من صناديق الاقتراع، و الشرعيات المتوارثة و الشرعيات المستمدة من الدين بدأت تعرف تراجعات ملحوظة، مما سيترك المجال لنظرية جديدة تمت تسميتها بنظرية شرعية الانجازات..”.
ثم قال النتيجة الثانية: هي أن الصراع الكلاسيكي الذي كان بين المعلومة الخاطئة والمعلومة الصحيحة سينتقل إلى الصراع بين المعلومة المقنعة والمعلومة غير المقنعة، حيث لم تعد الترسانات القانونية وأدوات المراقبة تفيد في انتشار وهمية المعلومة الصحيحة.
وأصبحت طريقة إنتاج المعلومة واختيار وسيلة وطريقة تصريفها، هي ما يحولها إلى معلومة مقنعة، سواء كانت صحيحة أو خاطئة.
والنتيجة الثالثة والأخيرة: هي انتقال عملية مراقبة الأشخاص من المراقبة الخارجية إلى المراقبة الداخلية، من خلال استعمال الهواتف الذكية، في زمن التطور التكنلوجي و شبكات التواصل الاجتماعي”.
