الشيخ الحسن الكتاني: العلماء والدعاة يمكنهم أن يؤثروا في السياسة دون أن يدخلوا في دواليبها

29 سبتمبر 2016 22:35

هوية بريس – حاوره: نبيل غزال

– الشيخ الكتاني.. كيف تقيمون ولوج الدعاة والعلماء للمجال السياسي وخوض غمار الانتخابات؟

أرى أن الدعاة إلى الله بمجرد دخولهم للعمل السياسي فإنهم يفرغون مكانا ﻻ يملؤه غيرهم أو يملؤه من ليس في مستواهم فيضيع الناس وﻻ يجنون كبير شيء من عملهم السياسي ﻷنه عمل محكوم بالنظام العام.

– سبق لعدد من العلماء والدعاة أن اختاروا الإصلاح من بوابة السياسة، من أمثال عبد الباري الزمزمي وعبد العزيز بن الصديق رحمهما الله ومحمد الأمين بوخبزة كيف تقيمون تجربتهم السياسية؟

هؤﻻء العلماء الذين ذكرتهم ﻻ نعلم لهم أي جهد سياسي داخل البرلمان أو من خلال السياسة ولكن جهودهم في المسجد والصحافة والإعلام والتأليف هي التي أعطتهم اﻹشعاع الذي يعرفه الناس وﻻ أظن أن تأثيرهم السياسي أكسبهم شيئا جديدا.

– هل يمكن أن يؤثر العمل السياسي على المردود الدعوي للعالم والداعية؟

مما ﻻ شك فيه أن العمل السياسي يؤثر تأثيرا سلبيا على أي عمل آخر ﻷنه يستنفد الوقت كله، فلا يبقى مجال لغيره، كما أن النظام العلماني ﻻ يترك مجاﻻ للداعية كي يدرس أو يخطب، بل يخيرونه بين البرلمان أو المسجد، وبالمقابل يمنعون صاحب المسجد من الكلام في أمور المسلمين العامة. وبهذا يحكمون الطوق حول تأثير العالم أو الداعية .ولذلك فالعمل الحر أصبح اﻵن أكثر نفعا واستقلالا للداعية والعالم.

والمستقل يتحدث في السياسة وفي كل شيء ويؤثر على الجميع ويحبه الناس أكثر لصدقه وعدم سقوطه فيما يناقض قوله من إكراهات.

– العالم أو الداعية يتعامل بحرية وشكل كبير من الشفافية في التعاطي مع قضايا الواقع بخلاف السياسي الذي تكبله البرامج والحسابات السياسية، هل توافقون على هذا الطرح؟

الدين الصحيح يتضمن السياسة الشرعية السليمة وكتب الفقه ملأى بمباحث لها تعلق بالسياسة والشأن العام بل نظام الخلافة كله متعلق بالسياسة، ولكن المشكلة أن السياسة اليوم محكومة بعمل علماني يمنع المصلح من العمل ويضيع وقته فيما لو استغله في الدعوة والتعليم فسيعطي نفعا أكبر. فضلا عما نراه من تنازﻻت كبيرة لدى من يدخلون العمل السياسي وتراجعات فكرية خطيرة .

والحاصل يمكن للمرء أن يؤثر في السياسة دون أن يدخل في دواليبها.

– علاقة الديني بالسياسي ما تمثل لكم؟

ﻻ أنكر أن العديد من العلماء دخلوا للعمل السياسي في بلدان أخرى وأثروا تأثيرا كبيرا كما حدث في الجزائر التي كان النائب أو العمدة هو خطيب الجمعة والمدرس، فكان نفعه عميما، وكذلك في اﻷردن كثير من العلماء كانوا برلمانيين، وأكثر من ذلك في ماليزيا أصبح رئيس العلماء واليا على وﻻيات يحكمها الحزب الإسلامي. غير أن هذه التجارب ينتهي الكثير منها إذا نجح بالانقلاب عليها وسجن أصحابها وإحباط كل جهودهم  بل تنتهي لمآس دموية مؤلمة.

ـــــــــــــــــــــ

(*) عضو رابطة علماء المغرب العربي.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M