الكنبوري: الكرة تصنع السعادة للجماهير لكنها مثل المخدر.. لا تغير واقعهم

28 نوفمبر 2022 16:05

هوية بريس – متابعة

كتب الدكتور إدريس الكنبوري “يقال إن جون واتربوري الباحث الأمريكي صاحب كتاب “أمير المؤمنين” الصادر في بداية السبعينات كان مارا بأحد الشوارع المغربية فسمع هتافات جماهيرية؛ فظن أن الأمر يتعلق بثورة أو تجمهر سياسي احتجاجي؛ وعندما اقترب وسأل قيل له إن هذه الجماهير خرجت تحتفل بفوز الفريق المحلي لكرة القدم؛ فقال: لن يتغير شيء في المغرب. ومعروف أن واتربوري هو صاحب المقولة “في المغرب يتغير كل شيء لكي لا يتغير شيء””.

وأضاف الباحث المغربي في منشور له على فيسبوك “هذا ما رأيناه بعد فوز الفريق المحلي على بلجيكا أمس؛ فقد خرجت الجماهير عن بكرة أمها وأبيها وصاحبتها وأخيها؛ ولم يكن واتربوري موجودا وإنما كنت أنا”.

الكرة، حسب الكنبوري “تصنع السعادة للجماهير؛ ولكنها مثل المخدر لأن التخدير يخلق الوهم للمدمنين لكنه لا يغير واقعهم. إنها سعادة نفسية عابرة لكن لا أثر لها في الواقع الملموس؛ وهي لا تصنع الثروة للجماهير بل تصنعها للاعبين والنافذين؛ أما الجماهير فنصيبهم منها الفرجة؛ والفرجة من التفريج؛ لذلك فإن وظيفة الكرة هي التفريج عن الهموم”.

وتابع “الكرة إكسير عجيب؛ إنها مؤثرة بحيث تجعل الناس تصرخ وتضرب الجدران وتنفش شعرها وتكسر الزجاج وتشعل النيران في المحلات وتقفز في الهواء وتتعانق في الشارع دون معرفة سابقة. لا شيء آخر يستطيع أن يصنع نفس التأثير؛ ولذلك فإن الحكومات هي أكثر من يريد أن يفوز فريقها المحلي؛ لأن فشله يعني أن الجماهير ستعود إلى همومها. لقد كان ابن تيمية يعرف هذا قبل الفيفا؛ فمرة كان يمر بجانب جماعة من المغول يشربون الخمر؛ فأراد بعض أتباعه نهيهم فقال لهم: دعوهم؛ فإنهم إذا استفاقوا عادوا إلى أفعالهم. كان ابن تيمية يملك رؤية سياسية واضحة حول الدور السياسي للتخدير”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M