انتقادات حادة للحركة الإسلامية بسبب ضعف تعاطيها مع التردي في القيم الدينية والوطنية

09 أكتوبر 2022 19:44

هوية بريس – عابد عبد المنعم

قال د.إدريس الكنبوري “مع كل هذه التفاهات والانحدار الذي نعيشه؛ وهذا التردي في القيم الدينية والوطنية؛ لا تكاد تسمع صوتا أو ترى أثرا للحركة الإسلامية في المغرب؛ كأنها طبعت مع الوضع أو استقالت؛ وأتحدث هنا عن الحركة الإسلامية بكل أطيافها. فقد أفرغت الساحة ولم يعد لها ذلك الأثر الذي كان؛ وتصالحت مع واقع كانت ترفض أهون منه؛ ثم ها هي تصمت عما هو أكبر مما كانت تحتج عليه”.

وأضاف الباحث في الجماعات الإسلامية “بعد خمسين عاما تقريبا من ظهور هذه الحركة لم تستطع إلى اليوم أن تخرج دعاة مؤثرين في المجتمع؛ بينما نجحت تيارات أخرى في تخريج دعاة يملأون اليوم الفضاء العام ويتبعهم آلاف الشباب. عاشت معزولة داخل الجلسات التربوية خلف الجدران؛ وعندما أرادت الخروج إلى الناس لم تستطع.

إنها قضية معقدة تسائل التاريخ إلهام الذي راكمته هذه الحركة في العقود الماضية. ويبدو أن المشكلة الكبرى التي حصلت هي التركيز على السياسة بشكل مبالغ فيه؛ والرهان عليها للإصلاح؛ وإهمال الجانب الثقافي والفكري والدعوي.

فقد ركزت الحركة الإسلامية أكثر على الخطاب الاحتجاجي؛ وهو خطاب مرحلي متحمس؛ لكنه لا يبني ولا يؤسس؛ وركزت على نقد الدولة لا على خدمة الدين؛ لأن الغلبة كانت للسياسة. ورغم أنها ادعت في بدايتها أن السياسة هي فقط وسيلة لخدمة الدين إلا أن المعادلة انقلبت فأصبح الدين في خدمة السياسة؛ وغلب الهاجس التنظيمي على الهدف الدعوي. لم يكن مثال يوسف عليه السلام الذي ركزت عليه في الدفاع عن الولايات مثالا سياسيا؛ بل كان دعويا؛ فلم يقفز عليه السلام إلى خدمة الملك العزيز إلا بعد تثبيت الدين؛ وعندما طلبوه للالتحاق بالخدمة قدم كشف الحق أولا ولم يسارع إلى الحكم. وحتى داخل السجن كان ينشر الدعوة ولم يفكر في الخروج على حسابها”.

وختم الكنبوري تعليقه بقوله “لقد نسيت الحركة الإسلامية أن وظيفة الأنبياء كانت هي البلاغ لا السلطة؛ وقد عرضوا على النبي صلى الله عليه وسلم الحكم في مكة لكنه رفض لأنه كان يدرك أن الحكم لن يساعد الدعوة قبل أن تنضج؛ حتى إذا فشل الحكم حاسب الناس النبوة على الحكم لا على الدين”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M