بيض الدواجن من صادرات المغرب بين 1909م و1911م

04 يونيو 2021 22:20
بيض الدواجن من صادرات المغرب بين 1909م و1911م

هوية بريس – ذ.إدريس كرم

تقديم:

تكمن أهمية هذا الموضوع في كونه يدلل على أن المغرب لم يكن كما يحلو للبعض القول بأنه كان خرابا يبابا، حتى جاء الحماية الفرنسية وأخرجته من العدم، وجعلت لساكنته أنشطة تساهم في التغذية الوطنية والدولية من قبيل إنتاج البيض والدجاج وباقي صنوف الطيور المماثلة، لدرجة تصدير فائض إنتاجها لباقي دول أوربا، وسكانها بالجزائر

والمعروف أن هذا الإنتاج كان خاصية نسوية في جميع مراحله من التَّقْرَاق للتَّبْيَاض لغاية التسويق، وكن يستخدمن عائدات البيع في قضاء أغراضهن الخاصة من زينة وحلي وهدايا ولا يكون للرجال دخل بها.

هذا من جهة، ومن جهة أخرى، تذل هذه التجارة الرقيقة السهلة العطب، على وجود أمن في الطرق، والبوادي سمح بوجود هذه التجارة المكونة من البيض والدواجن وطرائد الصيد النافقة ونقل أحمالها وما تتطلبه من نقود دون اعتراض معترض، أو نهب ناهب مع العلم أن اليهود كانوا يشاركون المسلمين فيها جمعا وبيعا، إلى أن ابتليت البلاد بالحماية والاستعمار، الذي نظم -ما سماه شارل أندري جوليان في كتابه المغرب في مواجهة الإمبرياليتان -حربا أهلية في المغرب، وجعل من نفسه مهدئا لها.

فهذه التجارة تعتبر موضوعا للتأمل مثل ما هي منه موضوعا للربح والتبادل التجاري بين المغرب ومختلف بلاد العالم، كتب من قبل قنصل فرنسا.

مفاتيح الموضوع:

البيض عنصر تجاري هام في صادرات المغرب، مازكان (الجديدة) أهم مركز لتصدير البيض، يصرف 118حسني ب100فرنك، رسوم التصدير:6 بسيطات حسنية لألف بيضة، من بين البلدان التي يصدر البيض لها، الجزائر وألمانيا…

نص التقرير:

طنجة: أهمية هذه التجارة

يشكل بيض الدواجن عنصرا من أهم عناصر صادرات المغرب، وقد ارتفعت قيمة صادرات الإمبراطورية الشريفة من هذه السلعة للبلدان الأجنبية في الثلاث سنوات الأخيرة حيث بلغت سنة 1909 ل6,124,904 فرنك كثمن ل5,401,893 كلغ وفي 1910 بلغ 6,232,213 فرنك كثمن ل5,562,419 كلغ تمثل على التوالي 12و13% من القيمة الإجمالية لصادرات المأكولات البحرية

وكما يبن الجدول المرفق فإن هذا المنتوج يشكل موضوع تجارة هامة في جميع الموانئ ما عدا تطوان والرباط؛ أما مازكان فيعتبر أنشطها.

المشترون الرئيسيون للبيض المغربي هم:

بريطانيا العظمى وممتلكاتها، إسبانيا وجزرها، هتان القوتان تقتسمان مشتريات هذا المنتوج بشكل متساو تقريبا، أما الدول الأخرى فمشترياتها ضعيفة.

وهكذا ففي سنة 1909 بلغ ارتفاع القيمة الإجمالية للبيض المصدر 6,124,964 فرنك بذل 4,460,599 فرنك بالنسبة لبريطانيا العظمى وممتلكاتها و1,575,818 فرنك لإسبانيا، وفقط 88,547 فرنك لباقي البلدان.

في 1910 بلغت عائدات هذه الصادرات على التوالي 6,232,213 فرنك (مجموع الصادرات) فيها 2,951,857 فرنك (لبريطانيا) و3,146,060 فرنك (لإسبانيا) و134,208 فرنك (لباقي البلدان) ومع ذلك فإن فرنسا مهتمة بشكل متزايد بهذا النوع من التصدير، وقد ارتفعت مشترياتها من هذه السلعة شيئا فشيئا، وقد ارتفعت مشترياتها منها من 9,868 فرنك سنة 1909 إلى 101,021 فرنك سنة 1910 وفي سنة 1911 بلغت 284,706 فرنك منها 273,243 فرنك خرجت من ميناء مازكان.

بعض المعلومات تتحدث حول هذه التجارة بأنها ستعرف اهتماما متناميا وأن جزء كبيرا منها سيتم عبر اللجنة الاستشارية للتجارة الفرنسية المتعلقة خاصة بطنجة.

وفيما يلي الكمية والقيمة الإجمالية لصادرات البيض:

السنة العدد بالكلغ القيم بالفرنك

1909 5,401,898 6,124,964

1910 5,562,419 6,232,215

د1911 ………….. 5,264,451

قيمة الصادرات البحرية من المغرب

1909 ——— 45,188,2 فرنك

1910———— 39,385,468 فرنك

نوع وثمن البيض من المصدر المنتج.

البيض المغربي ناذرا ما يكون كبيرا، فهو على العموم صغير ومتوسط الحجم، يزن ما بين 50 إلى 55كلغ لكل ألف بيضة، ويختلف تمن البيضة بين 0,75 إلى 1 بسيطة حسنية، ويدفع أساسا من 60 إلى 110 بسيطة للألف، ويصرف حاليا 118 بسيطة حسني بـ100 فرنك فرنسي، ويشار إلى أن البيض هو أفضل تجارة هنا، وبه نسبة عالية من البيض المقلي ضمن هذه التجارة في هذه الفترة -كتابة التقرير-ويشكل شهور مارس وأبريل.

ومايو موسم وجود هذه السلعة بوفرة وتكون أسعار البيض مرتفعة في موسم البرد، وخاصة وقت عيد الميلاد، ويرتفع تصدير البيض عموما في الربع الأول من العام.

تتزود طنجة بالبيض من ناحية الفحص، والغربية، وجوار أزيلا، والبلاد الواقعة بين القصر والغربية، وبعضة من أنجرة، وبني امصور، والنواحي الموجودة بين القصر ووزان، مع العلم ان النواحي الأخيرة تدفع بسلعتها للعرائش بسهولة، في الدواوير البعيدة يباع البيض بأقل من ثمنه بـ50% مما هو عليه بطنجة، هذا الفرق سببه صعوبات النقل التي تتم في الصناديق على ضهور البغال، وما تتعرص له البضاعة من كسر الناتج عن علك الحمل والتنقل.

يشترى البيض من أسواق طنجة والقصر وأزيلا من قبل سماسرة مسلمين ويهود يتنافسون في ذلك، فيستخدمون أهالي يجوبون الدواوير المجاورة والبعيدة كل يوم ليجمعوا لهم السلع من هناك، ويقومون هم بتوريدها لطنجة حيث يعرضوها في ساحة patio sinta، دار لمنبهي، طريق فاس.

رسوم التصدير، المخاطر، التكاليف، التعبئة.

يخضع البيض لرسوم التصدير وهي 6 بسيطات حسنية أي 25فرنك للألف، تكلفة النقل بين طنجة ومارسيليا (شركة باكي) 30 فرنك للطن، من طنجة لوهران 25فرنك للطن، طنجة لندن 5 شلن للصندوق به 1,450 إلى 1,600 بيضة من طنجة لهمبورغ 11 مارك للصندوق، يعتبر تكاليف النقل والجمارك والمناولة، والشحن بالراكب باهظة الثمن تصل عموما ما بين 12و15 بسيطة حسنية لـ1000 بيضة.

التغليف والتعليب يوضع البيض في صناديق صغيرة ومتوسطة محشوة بالتبن حتى لا يتلامس البيض وينكسر، والصناديق تشترى بطنجة ثمنها ما بين 2,7 فرنك و2,10 فرنك.

تصدير الدواجن الحية، والطرائد الميتة من المغرب (يتبع)..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنظر مجلة “la vie coloniale”؛ عدد:117/1912؛ ص:126-127.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M