بينهم مولاي هشام.. هؤلاء هم المغاربة من غير “الإسلاميين” الذين نعوا مرسي

20 يونيو 2019 18:27
بينهم مولاي هشام.. هؤلاء هم المغاربة من غير "الإسلاميين" الذين نعوا مرسي

هوية بريس – مصطفى الحسناوي

في الوقت الذي التزمت الأحزاب المغربية الصمت تجاه الظروف غير الإنسانية التي توفي فيها الرئيس المصري السابق محمد مرسي، وفي الوقت الذي اقتصر النعي على حزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح وجماعة العدل والإحسان، فإن عددا من المثقفين والمناضلين من غير الإسلاميين، عبروا عن تعاطف وحزن كبير، وأيضا عن إدانة للظروف التي توفي بسببها مرسي.

وكتب الأمير مولاي هشام، تدوينة على حسابه الفيسبوكي، معبرا عن الحزن والأسى الذي شعر به، بعد تلقيه خبر الوفاة، معتبرا أن الوفاة وقعت، “نتيجة الإهمال الممنهج الذي تعرض له في السجن، وأنه وجرى اتهامه بالخيانة، لكن الخونة هم الذين اغتصبوا إرادة وسيادة الشعب المصري وقتلوا المئات”.

وختم مولاي هشام تدوينته، بالقول أن مرسي هو “المجسد للشرعية الديمقراطية”، وأن حالته هي “مأساة كل المصريين المطالبين بالديمقراطية الذين مصيرهم ما بين التعذيب والاختفاء والاعتقال والمنفى”.

المناضل والمعارض اليساري، المعطي منجب، بدوره كتب تدوينة على حسابه، اعتبر فيها محمد مرسي، أول رئيس منتخب لمصر يسقط شهيدا للبطش الفاشيستي.

وعبر المعطي منجب عن اختلافه مع مرسي، قبل أن يضيف “ولكن ولأن الشعب المصري قد اختاره رئيسا بكل حرية فقد كان له الحق -بل وواجب- إكمال عهدته التي انتخب لها”.
وقال منجب: “أحيي شجاعته ووقوفه بكل صلابة وكرامة ضد الفاشيستيين الذين عزلوه واعتقلوه ثم قتلوه بهذه الطريقة الجبانة واللاإنسانية. إني أعبر هنا كذلك عن إعجابي بعمقه الإنساني بل وسذاجته -وهذا شيء لا يتأتى إلا للأخيار ذوي النية الصافية- التي جعلته يثق في قاتل متمرس على الجريمة عشرات السنين أي خلال عمله كضابط في مخابرات نظام استبدادي ثم كرئيس لها، قلت جعلَتْه يثق فيه الى حد تعيينه وزيرا للدفاع بل ويأتمنه بهذه الطريقة على حياته”.

الدكتور إدريس الكنبوري، الباحث في قضايا التطرف ومقارنة الأديان، قال أن محمد مرسي، دخل التاريخ من بابه الواسع الكبير. وأنه واحد من قائمة طويلة في التاريخ الإسلامي ممن ماتوا في السجن ظلما، أغلبهم علماء طلاب حق لا طلاب دنيا.

وأضاف: “في زمن مرسي القصير أنشئت مئات القنوات ومئات المواقع كانت مختصة في الهجوم عليه وسبه وشتمه والسخرية منه لكنه لم يغلق واحدة ولم يعتقل صحافيا واحدا، وبعد الإطاحة به أطيح بالجميع وانتهى الهجوم والسب والشتم وارتاحت الدنيا لأن الشيطان زال والملائكة تتجول في الشوارع ثم تعود إلى السماء في السادسة.

وختم بالقول: “أين ذهبت جوقة المثقفين الذين كانوا يصرخون في مرحلة حكمه من أجل الديمقراطية والحرية والعدالة؟ أين مئات الصحافيين الذين لم يسكتوا لمدة اثني عشر شهرا؟ أين حسن حنفي الذي كان يقحم المعتزلة في كل شيء حتى في المرحاض دفاعا عن العقل، ليقل لنا الآن هل هؤلاء لديهم عقل؟ أين يوسف زيدان الذي كان يجلس كل مساء مع عمرو أديب يجلد مرسي بحنجرته المتدلية مثل بقرة؟ لماذا جمع لسانه وجعله خاصا فقط بتذوق النبيذ؟ أين المفكر الفيلسوف الشاعر الناقد الصحافي الروائي كاتب النص المسرحي معد البرامج المترجم؟ الثقافة العربية تحتاج إلى شيء واحد: الرجولة. ليس المهم أن تكتب بل أن تكون شاهدا”.

الدكتور محمد زهاري، الرئيس السابق للعصبة المغربية لحقوق الإنسان، كتب بدوره تدوينة جاء فيها:

“وفاة الرئيس المصري الشرعي الشهيد محمد مرسي بقاعة المحكمة، ليست أبدا موتا طبيعيا او عاديا بل هي بالتأكيد نتيجة لقتل بطيء منذ اعتقاله، والانقلاب عليه من طرف العسكر بقيادة الرئيس المعين عبد الفتاح السيسي”.

وطالب الزهاري ب: “تقديم الجناة المتورطين في القتل المدبر والبطيء للدكتور محمد مورسي، فالجريمة هي جريمة سياسية لها علاقة بتوجه السلطات المصرية إلى تجفيف منابع توجه فكري وسياسي معارض”.
وذكر الزهاري ب: “أن هذا ليس موقفا جديدا لي ولا للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان التي تشرفت برآستها من 2011 إلى 2015، بل سبق أن واكبنا ماحدث في إبانه، وأصدرنا كمكتب مركزي بيانين خلال شهر يوليوز 2013 أبرزنا فيهما بوضوح موقفنا بخصوص الانقلاب على الشرعية، وجريمة الإبادة ضد الإنسانية التي ارتكبها الجيش المصري في حق المواطنين المدنيين العزل المعتصمين في ساحتي رابعة والنهضة”.

المناضلة اليسارية لطيفة البوحسيني، غردت بسلسلة من التدوينات، مستنكرة حالة الشماتة التي عبرت عنها أصوات، حداثية وعلمانية مريضة، لاتعرف معنى الإنسانية، بارعة في رفع الشعارات فقط، ومما جاء في تغريداتها تلك:

“بدعوى التنديد بانتهاكات حقوق الإنسان في عهد مرسي وهو أمر مشروع…نغض الطرف ونقبل ونطبع مع افتراس حقوق الإنسان للسفاح السيسي..”.

“الانحدار الأخلاقي…وانحطاط القيم…ونهاية السياسة والافول الحضاري… هذه هي عناوين حالنا الفردي والجماعي”.

“تستشف من هؤلاء التبريريين ألا مشكل لهم مع نظام عسكري سفاح…المهم أن يتنحى الإسلاميون… ينسون أن الاستبداد لا يميز…وأن الدور سيأتي على الجميع”.

“أغبط” من يجد في نفسه الاستعداد من بين من يعتد بنضاليته، لتبرير وضع مأساوي …كارثي…

 

 

 

 

آخر اﻷخبار
2 تعليقان
  1. من ى يحس بالمظلوم فهو الظالم ..
    مولاي هشام مفكر مغربي وعالمي يحس بآلام المظلومين ومن واجب نصرة المظلوم على الأقل مواسات أهل .

  2. رحم الله الرئيس الشرعي محمد مرسي ورزق اهله الصبر والسلوان فيم يتعلق بمواقف بعض القوى من استشهاد السيد الرئيس الشرعي محمد مرسي فالانسان الذي يحترم عقله ومنطقه ويسري في جيناته الايمان بالاختلاف وبالاخر لايمكن ان يكون شامتا بالاخر الذي يختلف معه ايديلوجيا وما اعجبني هو استنكار بعض الشخصيات اليسارية الحرة في استنكارها لهذه الجريمة وينبغي ان يشار هنا ان هناك نقط كثيرة يلتقي فيها الاسلامي باليساري الحر مثل العدالة الاجتماعية ومحاربة الليبرالية المتوحشة والظلم الاجتماعي والطبقية والتوزيع العادل للثروة والحكم الرشيد……..كل هذا يلتقي فيه اليساري الحر بالاسلامي وانه لانجاح لاي نضال الا بتوحيد جهود كل المخلصين الاحرار داخل الوطن فياحرار الوطن توحدوا

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M