حامي الدين: حراك الحسيمة.. حذار من صناعة الانفصال

17 مايو 2017 14:14
منظمة “التجديد الطلابي” تعتبر متابعة حامي الدين “مهزلة غير مسبوقة”

هوية بريس – الحسين جميلي

نشر عبد العالي حامي الدين عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” من حسابه الخاص، مقالا تحليليا حول ما يقع من احتجاجات في منطقة الريف.

وأبرز بدوره أن الصورة الاحتجاجية الحالية للريف ينبغي التعامل معها من عدة زوايا؛ حيث قال: “الدينامية الاحتجاجية التي نعيشها منذ ستة أشهر في الريف تستحق التعامل من زوايا متعددة، أولا: من خلال الأسلوب السلمي والحضاري الذي عبرت عنه المظاهرات الشعبية المطالبة بمجموعة من الحقوق الاجتماعية والتنموية، فلم تسجل أي أحداث عنف كبيرة من جانب المتظاهرين، وهذه علامة نضج مجتمعي كبيرة ينبغي الاعتراف بها، والتعاطي مع هذا الحراك بالمسؤولية اللازمة، رغم ما يمكن تسجيله من حدة في الخطاب لا يمكن تفسيرها إلا بمعطيات تاريخية سوسيولوجية ونفسية معروفة ترسخت بفعل عقود من التهميش بعد مرحلة الاستقلال، ورغم بعض الإشارات الرمزية التي استهدفت مصالحة الريف مع ماضي الانتهاكات، فإنها لم تفلح في إقناع الجماهير الغاضبة بجدية السلطة وإرادتها في تفعيل المشاريع التنموية الموعودة”.

وأوضح حامي الدين أن المؤسسات التي تتمثل في الجماعات الترابية و وزراء الداخلية السابقون والحاليون فشلوا بدورهم في امتصاص غضب الاحتجاجات كما أنهم لم ينجحوا في وقفها وإيجاد حل لها، فعبر عن ذلك بقوله:” هناك فشل واضح للمؤسسات التمثيلية في القيام بدور عقلنة هذه المطالب والترافع عنها، ونقلها من الشارع إلى المؤسسات، فلا الجماعات الترابية بمستوياتها الثلاث، والتي توجد تحت رئاسة حزب صنع بعناية تحت أعين السلطة نجحت في امتصاص هذه الاحتجاجات، ولا وزراء الداخلية السابقون والحاليون نجحوا في إيجاد صيغة لوقف الاحتجاجات التي لازالت مستمرة إلى حدود الساعة، وهو ما يعني أننا نجني اليوم سياسة القتل البطيء للسياسة التي تمت عن طريق الإضعاف الممنهج للمؤسسات الحزبية وعبر التدخل في شؤونها الداخلية، وأخيرا عبر إفشال مهمة تشكيل أغلبية حكومية تشبه نتائج 7 أكتوبر.

هذا وقد أشار إلى أن محاولة الاستعانة بالأحزاب السياسية لحل هذه الأزمة ستكون خطوة ناجحة وخصوصا إذا كانت هذه الأحزاب تحظى بالمصداقية، وأحال إلى عبد الإله بنكيران كنموذج إصلاح باعتبار أنه استطاع التعامل مع احتجاجات 20 فبراير وكسب ثقة شريحة واسعة من المجتمع، فأضاف قائلا:” إن محاولة الاستعانة بالأحزاب السياسية لإطفاء الاحتجاجات الاجتماعية والسياسية، ستكون عملية ناجحة إذا قامت بها أحزاب تحظى بالمصداقية وبالثقة اللازمة، وقد قام عبد الإله بنكيران، ومن ورائه حزب العدالة والتنمية بهذا الدور عندما انطلقت شرارة 20 فبراير، ونجح شعار “الإصلاح في ظل الاستقرار” في كسب ثقة فئات واسعة من المجتمع، وهدأت احتجاجات 20 فبراير، ونجح عبد الإله بنكيران في جلب تفويض شعبي لولاية ثانية، غير أن هذا التفويض تم إجهاضه بإرادة معاكسة، ومعه تم خدش قدر كبير من الثقة في جدية المسار الديموقراطي.

وخلص حامي الدين إلى أن خرافة الانفصال لن تنطلي على أحد، فقال مستفهما: “والخلاصة، أن التمرين الذي نعيشه في بلاد الريف، هو تعبير عن احتجاجات ذات طبيعة اجتماعية، لكنها تخفي وراءها مساءلة حقيقية لطبيعة ممارستنا السياسية، وهو ما يفرض طرح الأسئلة الحقيقية، حول جدية السلطة في تبني شعارات الإصلاح أم إننا بصدد سياسات تمويهية لا تعمل إلا على إخفاء حقيقة استمرارية الوضع القائم؟ أما خرافة الانفصال فلن تنطلي على أحد.. فحذار من صناعة الانفصال عبر سياسة الهروب إلى الأمام..!”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M