د. البشير عصام يكتب: من حصاد الصمت!!

23 يونيو 2016 15:36
فيديو.. د. البشير عصام يفضح تهافت مطلب العلمانيين بتغيير أحكام الإرث

هوية بريس – د. البشير عصام

الخميس 23 يونيو 2016

الزمان: بعد ظهر يوم من أيام شهر رمضان، في مستقبل قريب (لا قرّبه الله).

المكان: شارع مزدحم في إحدى مدن المغرب الأقصى.

(“عَبد” وأبوه “صامِت” يمشيان في الشارع، وعلى جانبيه مطاعم كثيرة تقدم طعام الغداء للزبائن).

عبد: تؤذيني هذه المناظر جدا! ألسنا في نهار رمضان؟ إنني لأخشى أن يصيبنا الله بعقاب يعمنا أجمعين. ترى ما الذي يمكن أن نفعله؟

صامت: لا شيء.. لن نفعل شيئا يا حبيبي.. سننظر ونتألم ثم نصمت، كما صمتنا وصمت آباؤنا من قبل، حتى صرنا لحال العبيد هذه!

عبد: ولكن أليس النهي عن المنكر من صميم الشرع، يا أبي؟!

صامت: صحيح. ولكن هذا الذي تراه ليس مخالفا للقانون، وإن كان منكرا في الدين.

عبد: ولكننا تعلمنا في الحصة الاختيارية للتربية الدينية أن صيام شهر رمضان من مباني الإسلام وأركانه..

صامت: آآه.. نعم.. ولكنه ليس من مباني الإعلان العالمي لحقوق الإنسان!

عبد (مقطبا حاجبيه): لا تسخر مني يا أبي.. أرجوك..

صامت (مستدركا): لست أسخر.. ولكنني أقصد أن الأمر لم يعد يهمّ أحدا. قد ترك الناس الصلاة قبل الصيام وهي أهم منه.. وتركوا الزكاة أيضا. وبعد الصيام بسنوات قليلة خرج قانون خاص يبيح العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج مطلقا. والآتي أعظم..

عبد: صحيح.. الآتي أعظم. قرأت في وسائل الإعلام اليوم دعوة بعض الجمعيات إلى تقنين زواج “الشواذ”.. عفوا أقصد “المثليين”، فليس في الجنس شذوذ كما تقول الحقيقة العلمية المسماة (الجندر) والتي تعلمناها في المدرسة.

صامت: وما مستندهم في هذه الدعوة؟

عبد: يقولون إن علينا أن نأتسي بدول العالم التي أباحت زواج المثليين. ولم تبق إلا دول قليلة تغرد خارج السرب..

صامت (مغيرا وجهته): تعال يا بني لنبتعد قليلا عن هذا المكان. فقد آذتني رائحة الطعام المنبعثة من هذه المطاعم. أحتاج أن أستريح قليلا، فقد صرت أتعب بسهولة في نهار رمضان بسبب الإجهاد في العمل، منذ أن زادوا ساعات العمل في رمضان لزيادة الإنتاج الاقتصادي في هذا الشهر!

عبد: نعم.. وأنا أيضا صارت الدراسة ترهقني. لكنهم يقولون لنا: من تعب فليترك الصيام! أما الدراسة والعمل فلا يمكن المساس بهما..

أريد أن أسألك يا أبي..

صامت: تفضل حبيبي..

عبد: كنتَ يافعا حين ألغوا قانون تجريم الإفطار العلني في رمضان. أليس كذلك؟

صامت: بلى.. كنتُ طالبا مثلك الآن..

عبد: أخبرني يا أبي.. في ذلك الزمن كان هنالك جماعة كثيرة من علماء الشريعة في البلد، أليس كذلك؟

صامت: بلى. خلافا لزمننا هذا الذي لم يبق فيه -بعد إلغاء التدريس الديني الجامعي وإغلاق المدارس القرآنية- إلا عدد قليل جدا منهم..

عبد: طيب.. قل لي من فضلك. كيف تصرفوا؟

صامت: اختلفوا في الأمر كعادتهم! قلة وقفت ضد الإلغاء، وقلة أخرى التمست وجها شرعيا للإلغاء، وآخرون حاولوا أن يمسكوا العصا من الوسط..

عبد (متلهفا): والأكثرية.. ماذا قالوا؟ أخبرني: ماذا فعلوا؟

صامت (والحيرة ظاهرة على قسمات وجهه): آه.. الآخرون.. لا أدري.. لعلهم كانوا مشغولين بما هو أهم؟ ألست ترى مَن بقي منهم اليوم ما يزالون مشغولين كما كانوا بالأمس..

عبد: والدعاة؟

صامت: هم أيضا مشغولون، يا حبيبي..

عبد: والسياسيون المتدينون؟

صامت: لديهم أشغال سياسية أهم يا حبيبي!

وحدهم دعاة الباطل لم يكونوا مشغولين، بل أصروا على مطلبهم حتى استطاعوا تحقيقه!

عبد: شيء مؤلم يا أبي.. ولكن الرجاء في الله!

صامت: نعم حبيبي.. الرجاء في الله.

(وانطلق عبد وأبوه نحو البيت، وأصوات النادلين والزبائن تملأ الفضاء من خلفهم).

آخر اﻷخبار
2 تعليقان
  1. معبرة جدا عما قد يؤول له أمرنا إن لم يتدارك العاملون في ميدان الدعوة الأمر ويشمروا عن سواعدهم لإنكار المنكر بكل الطرق المتاحة وعدم السكوت والرضا بما قسم لهم من نصيب في الدنيا مقابل التنازل

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M