د. بوعلي: لهذا نجح الإعلام القطري في بناء رأي عام دولي وعربي مساند وفشلت السعودية والإمارات

24 أكتوبر 2018 16:15
د. بوعلي: لهذا نجح الإعلام القطري في بناء رأي عام دولي وعربي مساند وفشلت السعودية والإمارات

هوية بريس – عبد الله المصمودي

كتب الدكتور فؤاد بوعلي على جدار حسابه في فيسبوك “طرح علي أحد الأصدقاء الباحثين في مركز بحثي بدولة خليجية سؤالا مؤداه: لماذا فشل الإعلام السعودي والإماراتي ونجح الإعلام القطري في بناء رأي عام دولي وعربي مساند؟ وهل القضية قضية احترافية ومهنية أم للأمر وجوه خفية؟”.

وأضاف رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية “فأجبته:
القضية ليست قضية إعلام فقط بل السؤال ينبغي إعادة صياغته كالتالي: هل هناك استراتيجية إعلامية ورؤية بحثية مساندة لسياسة الدولتين أم أن الأمر بعيد المنال؟ هل تتوفر دول “الحصار” -كما أصبح متداولا- على مؤهلات إنجاح قوة إعلامية وأكاديمية تؤثر في الرأي العام أم لا؟ أظن أن المؤسسات الإعلامية والأكاديمية التي أنشأتها السعودية والإمارات داخل الخليج وفي بعض الدول العربية لا يمكنها النجاح، أو على الأقل، التأثير في الرأيين العام العالمي والعربي لسببين رئيسين:
الأول غياب قضية منطقية يمكن المنافحة عنها، فمختلف المسارات التي انتهجتها هذه الدول تصادم الشعور الجمعي للمواطن العربي لاعتمادها على تدابير مزاجية غير مؤسَسَة على قواعد الانتماء الأصيلة للجغرافيا والتاريخ. فالإعلام يكون قويا حين يسند بسياسة قوية. لذا نشهد حرجا عند المنافحين عن الدولتين في العديد من النقاشات والندوات . فكيف تريد اقناع الناس بقضاياك الخاسرة”.
والسبب الثاني، حسب د.بوعلي “هو أن هذه الدول تعتمد منطق الريع في تدبير مؤسساتها البحثية والإعلامية، عكس دولة قطر التي نجحت في اعتماد الكفاءة معيارا لإنجاح مشاريعها. لذا تجد الإعلاميين المدافعين عن الطرح القطري يؤمنون بصدق بقضيتهم عكس الذين يقتاتون من موائد الريع. ويكفي أن نتابع نقاشات تويتر لنلحظ الفرق بين المؤمن بالقضية والمتاجر بها. ونفس الشيء يمكن قوله عن المؤسسات البحثية التي أنشأها الطرفان، فالسعودية والإمارات أنشأت مؤسسات بحثية ضخمة في العديد من الدول العربية، لكنها مؤسسات ريعية تنشر كتب ومجلات وتنظم ندوات ومؤتمرات، بل وتستضيف قامات علمية، لكنها دون أثر يذكر في النقاش العلمي أو في المجتمع. لأنها توظف تجارا وليسوا باحثين، والتاجر في العادة يمكنه تغيير مكانه حسب الثمن والسلعة”.

وتابع بوعلي في نفس تدوينته “هناك سبب أخير هو سقف الرؤية. فالقنوات الإعلامية التي أنشئت لضرب الجزيرة جعلت سقفها الأعلى عن قصد أو بدون قصد هو الجزيرة، لذا ضيقت على نفسها هامش الحركة والرؤية. في حين أن قنوات غربية وشرقية ناطقة بالعربية لم تجعل الجزيرة ندا نجحت واكتسبت جمهورها الخاص”.

وختم تدوينته بالقول “فالجزيرة قوة حقيقية لأنها أعطت للمهنية الهامش الأكبر في التوظيف والانتشار. ومن أراد المنافسة فعليه تملك قرار نفسه ورؤيته الخاصة بعيدا عن التجار والهواة”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M