د.عوام: عيد المرأة… بأي حال عدت يا عيد؟!

07 مارس 2022 18:38

هوية بريس – د.محمد عوام

غدا (8 مارس) سيحل بالعالم عيد المرأة، وسيطنب تجار قضية المرأة في خطاباتهم، وأساليبهم السفسطائية، وشعاراتهم البراقة الخداعة، لكن الحال هو الحال، دائما منصوب، فكأنما كتب على حال المرأة النصب والخفض.
هناك من يستغل هذا “العيد” ليمرر أجنداته الجهنمية، يريد أن يزج بالمرأة في أتون الفساد والخلاعة، والتمرد على القيم والأسرة، والعيش في صراع مع شريكها الرجل في الحياة، حتى تصير الحياة الزوجية جحيما لا يطاق.
وطائفة أخرى لم يرقها ما أعطاه الإسلام للمرأة، فما زالت ترفع صوتها بمحاربة ما تبقى من الإسلام في مدونة الأسرة والأحوال الشخصية، ففي كل مرة تجدهم يثيرون قضية مفتعلة، أو قضية حقيقية ولكن يبتغون علاجها في غير هدي الإسلام.
وفرقة أخرى لا يهمها كرامة المرأة التي تمتهن، حتى صارت مشَيَّئة، تستغل جنسيا، كما تستغل عمليا في المصانع والحقول والشركات، بأجر زهيد، بلا محاسبة ولا مراقبة، ولا أحد يتحدث عن ذلك، وإن تحدثوا فباحتشام وتملق، خشية كبار أرباب الشركات وغيرها.
وطائفة أضحكتنا حتى صرنا نبكي كمدا على حالها، حين أثارت العنف الجنسي الزوجي، بكل وقاحة وخزي، فهي طائفة ممن تؤيد العلاقات الرضائية، وتبارك الخيانة الزوجية، حتى أدى الحال ببعض دعاتها المقبوحين أن يطالبوا برفع تجريم الخيانة الزوجية.
وهكذا صارت المرأة المسكينة التي تعاني من ويلات اجتماعية، ونكبات حربية كالمرأة السورية، والعراقية، واليمنية، وأختهن الصابرة المحتسبة المجاهدة الفلسطينية، المحاصرة في بيتها، المحبوسة في سجون الصهاينة المجرمين، والكل تخلى عن نصرتها، وبخاصة الأنظمة المتكلسة، وبعضها متصهين وعميل خائن.
فأين العالم اليوم من قضية المرأة، وهل هناك إرادة حقيقية لإصلاح أوضاعها؟ أم هناك إرادة لإفسادها والمتاجرة بها في سوق النخاسة والتسفل والوقاحة والدعارة؟
لقد سبق لي أن قلت: “إن المرأة ليست بحاجة إلى ورود تقدم لها في عيدها، بالرغم ما لها من دلالة رمزية، وإنما هي في حاجة ماسة إلى من يرفع عنها معاناتها اليومية طوال السنة، وطوال حياتها كلها، ويقدرها وينزلها المنزلة اللائقة بها، ولا يتاجر بقضيتها، وهذا هو عيدها الحقيقي والواقعي.
وإليكم بعض الحقوق التي يغفل عنها المدافعون عن حقوق المرأة، ولعلهم لا يرغبون فيها، لأن لهم أجندات مسطرة من أسيادهم، منمقة يشنفون بها الأسماع، ويجلبون بها الأرباح.
من هذه الحقوق:
• ينبغي أن تمتع المرأة بالزيادة في العطل، بحيث تمنح خاصة في الأعياد الدينية قبل العطلة الرسمية أياما وبعدها، نظرا لما تكون عليه المرأة من الاهتمام بالأعياد الدينية ذات الطابع الاجتماعي.
• تقليص مدة عمل المرأة، لأن لها أعمالا منزلية أخرى ذات أهمية في الحياة الاجتماعية، فيحتسب لها العمل المنزلي.
• أن تتمتع المرأة بسنة كاملة عند الولادة، حتى تستريح وتعنى بوليدها، ولا تتركه من الشهور الثلاثة الأولى في رياض الأطفال، وهي مشغولة البال حائرة مضطربة.
• حفظ كرامة المرأة والدفاع عن هذه الكرامة من الامتهان، وذلك بمحاربة جميع أشكال الدعارة والمتاجرة بعرض المرأة في الإعلام والإشهار، فينبغي سن قوانين تجرم ذلك.
• حق العدة للمتوفى عنها زوجها كاملة كما نصت عليه الشريعة، ولا تلتحق بعملها بعد ثلاثة أيام من وفاة زوجها.
• حفظ مال الزوجة الموظفة عند وفاتها حتى يبقى لورثتها منهم الزوج. فبأي حق يحرم الزوج من معاش زوجته بعد وفاتها؟
• أن تمتع المرأة بثلاثة أيام عطلة من كل شهر، حفظا على نفسيتها وأنوثتها، لا سيما عند الحيض الذي تصحبه توترات نفسية.
إن كل دفاع عن المرأة لا يراعي حقوقها الفطرية والطبيعية التي خولها لها الإسلام، فهو دفاع منكوس معكوس، ونتائجه وخيمة منحوس. والله المستعان.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M