شَمْسُ الْفَضِيلَةِ[1]

31 يناير 2017 17:03
إجراءات وقائية لتجنب الآثار الوخيمة لضربات الشمس خلال الصيف

هوية بريس – عبد الرزاق الصادقي

بَدَتْ شَمْسُ الْفَضِيلَةِ فِــــي الْأَنَامِ                   وَدَاسَ النُّورُ أَعْمِـــدَةَ الظَّـــــلاَمِ

وَتَاهَ عَلَى الدُّنَى زَهْرُ الْمَعَالِــــي                   فَأَهْــــدَى لِلْورَى وَرْدَ ابْتِسَـــــامِ

وَرَيْحَانُ السَّعَادَةِ فِـــــي رُبَـــــاهُ                   يُنَادِينَــــا هَنِيئـــــــاً بِالْوِسَـــــــامِ

لَكَمْ رَقَصَ الْفُـؤَادُ عَلَى صَفَــــاءٍ                  غَدَاةَ دَنَـــا الشَّبَابُ مِنَ التَّسَامِـــي

وَلَمَّـــا أَن سَمَوْا تِهْنَـــــا سُرُوراً                   وَقُلْنَــــا النَّصْـــرُ غَايَةُ كُــلِّ رَامِ

شَبَابٌ فِــــــي مُؤَسَّسَتِـــي وُرُودٌ                   تَغَنَّـــــتْ بِالنَّجَـــاحِ عَلَـى الدَّوَامِ

وَلَبَّتْ فِي الرَّجَاحةِ كُــــــلَّ سَاعٍ                   إِلَـــى الْعَلْيَــــاءِ بِالآدَابِ سَـــــامِ

وَأَعْلَنَتِ الْهُدَى فِــي كُلِّ نَـــــــادٍ                   فَأَحْيَتْ مَنْ ثَوَى تَحْــتَ الرُّكَــامِ

تَهَلَّلُ كُلُّ نَفْسٍ مَّــــا اسْتَبَانَـــــتْ                   لَهَا سُبُـــلُ الْفَطَانَـــةِ فِي الْمَقَـــامِ

فَتَرْقَى بِالْعَزِيمَةِ كُـــــلَّ مَجْـــــدٍ                    كَــــأَنَّ الْعَزْمَ أَشْجَـعُ مِنْ حُسَـامِ

أَسَاتِذَةُ الْعُلَى رَسَمُــــوا الْعَوَالِي                    وَأَمْسَــــوْا لِلْبَرِيَّـــــةِ كَالْغَمَـــــامِ

هُمُ بَذَرُوا النَّصِيحَةَ فِـــي فُؤَادِي                   فَأَلْجَمْـتُ الْجَوَارِحَ عَــنْ خِصَـامِ

وَكُنتُ أَرَى الْجَهَالَةَ كَنْــزَ يَوْمِي                   وكَـــانَ يَضِيرُنِــي سَجْعُ الْحَمَامِ

وَفِـــــي بَيْـــدَاءِ أيَّامِـــي فُنُـــونٌ                   تُنَسِّينِي الْعُذُوبَةَ فِـــــــــي الْكَلَامِ

هَوَايَ أَرَانِـــيَ السَّفْسَافَ أَسْمَى                    فَبِعْـــــتُ الْفِكْرَ فِي سُوقِ الْغَرَامِ

وَلَكِـْــنْ بِالْمُؤَسَّسَـــةِ[2] ارْتِقَــــاءٌ                    وبِالدَّرْسِ الْمُنِيـــرِ سُمُـــــوُّ هَامِ

وَفِي قِسْمِي خَطَبْتُ وِدَادَ فَهْمِـي                    وَكَانَ الْمَهْـــرُ جِـدِّي وَاعْتِزَامِي

بِعُثْمَانَ الْجَلِيلِ سَمَــــــوْتِ دَوْماً                    مُؤَسَّسَتِــــي السَّعِيـــــدَةُ بِالْكِـرَامِ

صَنَعْــتِ نَجَائِـــبَ الْأَمْجَادِ فِينَا                    وَأَهْدَيْتِ الْجَوَاهِـرَ فِــــي الزحَامِ

تُرَى هَـلْ يَسْتَمِي[3] التِّلْمِيذُ كَيْمَا                     يُسَامِي النَّجْـمَ فِــي نَادِي الْوِئَامِ؟

فَيَسْطَعَ فِـــي الْمَيَادِيـنِ ابتِهَاجـاً                    وَيَكْسِـــرَ بِالنَّــــدَى صَخْـــرَ اللِّئَامِ

وَيَهْتِفَ بِالرَّوَائِعِ فِـــــي صُعُودٍ                    إِلَـــى الْجَوْزَاءِ[4] مِحْـرَابِ الْعِظَـــامِ

ثُرَيَّــــاهُ الْمَنَاقِـــبُ فِـــي عُلاَهَـا                     فَلَيْـــــسَ يَهُـــدُّهُ صَـــــدُّ الطَّغَـامِ

كَأَنَّ جَبِينَهُ قَمَـــــــرُ الْأَمَانِـــــي                     تَحَقَّــــقُ فِــــي التَّيَقُّـــظِ وَالْمَنَـامِ

وَأحْلاَمُ الْفُتُوَّةِ كَالْمَـــرَاعِـــــــي                     تَرُوقُ مَتَــــى تَزَيَّــــــنُ بِالرِّئَـامِ[5]

تَخَالُ بَنِــــي الْبِــــلاَدِ أُسُودَ عِزٍّ                     مَتَى اسْتَمَتِ النُّفُوسُ عَنِ الْمَـلاَمِ

وَفِـــي الأَجْيَـــالِ لِلْأَيَّـــــامِ زَادٌ                     إِذَاَ مَــــا الجِيــلُ أمْسَـكَ بِالخِطَامِ

وَأَهْدَى لِلزَّمَانِ عرُوسَ نُـْــجْحٍ                      وَمَرْتَعُــهُ الْهُـــدَى بِذُرَى السَّلاَمِ

وَإِلاَّ فَــــالْأمَانِــــي مُغْرِيَـــاتٌ                      وَكَمْ كَانَـــتْ فَرِيسَـــةَ الاِنْصِرامِ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] القصيدة لعبد الرزاق الصادقي،وهو أستاذ مادة التربية الإسلامية بالمملكة المغربية.

[2] إشارة إلى المؤسسة التي أدرس بها،وهي ثانوية عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه.

[3] يعتلي.

[4] نجم معروف.

[5] الغزلان.

آخر اﻷخبار
3 تعليقات
  1. هَوَايَ أَرَانِـــيَ السَّفْسَافَ أَسْمَى فَبِعْـــــتُ الْفِكْرَ فِي سُوقِ الْغَرَامِ
    وَلَمَّـــا أَن سَمَوْا تِهْنَـــــا سُرُوراً وَقُلْنَــــا النَّصْـــرُ غَايَةُ كُــلِّ رَامِ
    لَكَمْ رَقَصَ الْفُـؤَادُ عَلَى صَفَــــاءٍ غَدَاةَ دَنَـــا الشَّبَابُ مِنَ التَّسَامِـــي
    بارك الله فيك ولقد أعجبتني كل القصيدة المنظومة بإبداع ومنها هاته الباقة العطرة الجميلة،والتي رتبتها حسب إعجابي،ونتمنّى لك المزيد من التّألق والتوفيق والسداد في ملكوت الكلم الطيب.

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M