طوفان الأقصى.. رابطة علماء المغرب العربي تستنكر التضييق على العلماء والخطباء وتكميم أفواههم (بيان)

22 ديسمبر 2023 22:06

هوية بريس – متابعة

دعت “رابطة علماء المغرب العربي” كافة الأنظمة الإسلامية إلى “إلغاء كافة أشكال التطبيع السياسي والاقتصادي والأمني والعسكري والثقافي، وتجريمه قانونيا وتغليظ العقوبة عليه”.

كما استنكرت الرابطة “ما تفعله بعض الأنظمة من التضييق على العلماء والخطباء وتكميم أفواههم عن بيان الحق في هذه النازلة العظيمة التي نزلت بالأمة”.

وأفتت الرابطة المغاربية “أن ما تفعله فصائل المقاومة في غزة وعموم فلسطين في سبيل تحرير فلسطين والمسجد الأقصى من صد صولة الكيان الصهيوني المجرم -ومن ذلك العبور الكبير في طوفان الأقصى يوم السابع من أكتوبر- هو جهاد شرعي لا غبار عليه”.

ودعت الرابطة “كافة الدول الإسلامية إلى وجوب اتخاذ إجراءات تصاعدية موحدة ضد الدول المؤيدة للكيان المحتل والمشاركة في العدوان على غزة، وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا”.

وإليكم النص الكامل للبيان:

“بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ولي الصالحين، وناصر الموحدين المجاهدين، وكاسر شوكة المعتدين الظالمين، والصلاة والسلام على من جاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، وعلى صحابته من الأنصار والمهاجرين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد،
فإن رابطة علماء المغرب العربي – وهي تتابع بحرقة كبيرة ما يعيشه إخواننا المسلمون في غزة وسائر فلسطين من اضطهاد وتقتيل وتشريد في ظل حرب ظالمة غاشمة من العدو الصهيوني المجرم – تُسَجِّلُ ما يلي:

1. استمرار العدو الصهيوني المجرم في ارتكاب المجازر الهمجية وجرائم الحرب البشعة في حق المدنيين العزل من النساء والأطفال والمرضى لمدة شارفت الآن على الثمانين يوما، وذلك في مسعى بئيس منه للتغطية على هزائمه وخيباته وعجزه عن مواجهة المجاهدين من رجال المقاومة وما تكبده من الهزائم المتتالية والخسائر الفادحة في الأرواح والمعدات.

2. التضحية الأسطورية لشعب غزة المجاهد المرابط، والصابر المصابر الذي أرى العالم كله نموذجا فريدا ملهما في الإباء والصمود والثبات رغم ما أصابه من القرح مما أحاط به من هول القصف وشح الغذاء والدواء والغطاء ونقص الأنفس. هذا الشعب البطل حري بنا أن نواسيه بما واسى الله به نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ • إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عمران:140].

3. صمود وبطولة مجاهدي فصائل المقاومة -في عموم فلسطين وفي غزة خاصة- تيجان الرؤوس وشامة الأمة الذين تصدوا للعدو المجرم -نيابة عن الأمة كلها في الدفاع عن فلسطين الحبيبة والأقصى المبارك- فأثخنوا في عدوهم وأنكوا به وشلوا كيانه بإلحاق الخسائر الفادحة به في جنوده وضباطه ومعداته في كل محاور توغله من شمال القطاع إلى جنوبه رغم ما يمتلكه العدو من ترسانة ضخمة وما يأتيه من دعم عسكري رهيب.

4. خذلان الأنظمة العربية والإسلامية لشعبنا الأبي في غزة وتولية ظهرها لنصرة المجاهدين والمدنيين، بل وتورط الكثير منهم في دعم الكيان الصهيوني المجرم متواطئين معه بالفعل والصمت وفي السر والعلن في جرائم الإبادة ومساعي التهجير والتجويع التي يرتكبها اليهود الصهاينة وحلفاؤهم.

5. صمت القبور الذي غلب على موقف جل العالم إزاء القصف الصهيوني الهمجي – برا وجوا وبحرا – والقتل العشوائي للمدنيين المدعوم أمريكيا وغربيا، والذي يتابعه العالم عبر الفضائيات ووسائل التواصل.

ولما كان الواجب على العلماء في مثل هذه النوازل العظيمة البيان والصدع بالحق في وجه الظلم والطغيان وإيقاظ قلوب المسلمين وشحذ هممهم لتحمل مسؤولياتهم وأداء واجبهم في نصرة إخوانهم والذود عن حرمة الإسلام وأهله ممتثلين قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا﴾ [الأحزاب:39].

وأداء لهذا الواجب العظيم، تصدر رابطة علماء المغرب هذا البيان إلى الأمة والعالم، في نقاط واضحة صريحة بلا مواربة ولا تلون ولا تنميق وفيه تُذَكِّرُ وتُوصي بما يلي:

أولا: تعلن الرابطة -بكل وضوح- أن ما تفعله فصائل المقاومة في غزة وعموم فلسطين في سبيل تحرير فلسطين والمسجد الأقصى من صد صولة الكيان الصهيوني المجرم -ومن ذلك العبور الكبير في طوفان الأقصى يوم السابع من أكتوبر- هو جهاد شرعي لا غبار عليه، وأنّ كل تشغيب على هذه الحقيقة الراسخة وتحريفٍ لها لا يعدو أن يكون خوضا بالجهل أو الهوى، أو محاولات يائسة من أذناب العدو لتشويه صورة المجاهدين والتخذيل عنهم.
كما تعتبر الرابطة تصنيف حركات المقاومة وفصائلها كمنظمات إرهابية -تبعا وموالاة للمحتل وقوى الشر- خيانة لله ورسوله، وللثوابت والمقدسات، وظلما للمسلمين وعدوانا عليهم، واصطفافا مع أعداء الله ضدهم.

ثانيا: تُؤَكِّدُ الرابطة على شدة حرمة الإضرار بالمجاهدين والفَتِّ في عضدهم في ظل الحرب مع اليهود الصهاينة، وتُبَيِّنُ أن ذلك من عمل المنافقين، وإن يكن في نوع الإضرار بهم موالاة لعدوهم ومظاهرة له عليهم فإنه ردة بإجماع العلماء.

فمن أحب ظهور اليهود على المسلمين من أهل غزة وفلسطين، وعاونهم عليهم بالمال أو السلاح أو الرأي أو عاونهم استخباراتيا ، أو سعى سرا أو علنا لكسر شوكة المجاهدين والمرابطين، أو حاصرهم و سد منافذ الغوث والمدد عنهم خدمة لليهود فهو مثلهم، وهذا الحكم يشمل الأفراد والجماعات والأنظمة ، كما قال الله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة:51].

وهذا من الخيانة لله ولرسوله وللمؤمنين يستحق صاحبها سخط الله وعذابه الأليم، قال تعالى: ” {تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ. وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} [المائدة:8081].

ثالثا: تُوَجِّه الرابطة نداء لعموم الفلسطينيين بالضفة الغربية لرفع ما أتيح لهم من السلاح والانخراط الفعال في طوفان الأقصى وذلك بالمبادرة إلى جهاد العدو استجابة لأمر الله بمعاضدة ومناصرة إخوانهم في غزة وإجابة لاستغاثتهم المتكررة لتخفيف الضغط عنهم، واغتناما لفرصة استنزاف العدو بشكل كبير في حربه على غزة، وتُنَبِّه من كون سكوتكم يشجع الكيان المجرم على الاستمرار في طغيانه وحربه على غزة قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى ‏الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ * ‏إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ ‏شَيْءٍ قَدِيرٌ} [التوبة:38-39].

فيا أهلنا في الضفة اجعلوها قومة لله وجهاد لإعلاء كلمة الله ورفع رجس الاحتلال عن أرض المسرى، ولا ينبغي لكم التسليم للذين أخلدوا إلى الأرض من المنبطحين، ولا مواطأة المطبعين وأذناب المحتل الذين لا هم لهم إلا سحق المقاومة بغزة وبسط نفوذهم عليها.

رابعا: تُذَكِّرُ الرابطة جميع المسلمين حكاما ومحكومين -في ظل حاجة المجاهدين المحاصرين في غزة للنصرة لدفع عدوهم المدجج بأفتك أنواع السلاح، والمؤيد من قوى الشر في الشرق والغرب، وفي ظل المجازر التي ترتكب يوميا في حق المسلمين ويستشهد فيها المئات منهم- بأن حكم الأصل في مثل هذه الحالة هو تَعَيُّنُ وجوب النفير للجهاد ونصرة أهالينا في غزة، وأن وجوب هذا النفير آكد في حق دول الطوق، فإنه يتعين على الأقرب فالأقرب ثم يتسع الوجوب – بحسب الحاجة – حتى يشمل الأمة الإسلامية كلها.

وفي هذا الصدد، تُوصي الرابطة جميع المسلمين بأن يأتي كل فرد وجماعة من المسلمين من هذا الحكم ما يستطاع من النصرة، ويتضمن ذلك الإتيان بما لا تتم النصرة إلا به، من جهاد بالنفس والمال والكلمة وغير ذلك. وتُؤَكِّدُ على أن هذا الحكم الشرعي متقرر عند جميع العلماء عبر عصور الأمة، ولا قيمة لتحريف علماء السوء ممن انساق إلى الركون للظالمين، ولا لإرجاف أصحاب الأهواء المضللين، ممن يصطنعون الأعذار للمتخاذلين من الحكام والمحكومين.

قال الجصّاص رحمه الله: “ومعلوم في اعتقاد جميع المسلمين أنه إذا خاف أهل الثغور من العدو ولم تكن فيهم مقاومة لهم؛ فخافوا على بلادهم وأنفسهم وذراريهم أن الفرض على كافّة الأمة أن ينفر إليهم من يكفّ عاديتهم عن المسلمين، وهذا لا خلاف فيه بين الأمة، إذ ليس من قول أحد من المسلمين إباحة القعود عنهم حين يستبيحون دماء المسلمين وسبي ذراريهم” [أحكام القرآن للجصاص، (4/312)].

ونقل الموّاق في “التاج والإكليل” (3/348) عن “ابن بشير” قوله: (إذا نزل قوم من العدوّ بأحد من المسلمين، وكانت فيهم قوة على مدافعتهم، فإنه تتعيّن عليهم المدافعة، فإن عجزوا تعيّن على من قاربهم نصرتهم).

وقال ابن تيمية رحمه الله: “وإذا دخل العدو بلاد الإسلام فلا ريب أنه يجب دفعه على الأقرب فالأقرب؛ إذ بلاد الإسلام كلها بمنزلة البلدة الواحدة” [الفتاوى الكبرى، (5/539)].

خامسا: عطفا على التوصية السابقة، فإن الرابطة تدعو كافة الأنظمة الإسلامية إلى إلغاء كافة أشكال التطبيع السياسي والاقتصادي والأمني والعسكري والثقافي، وتجريمه قانونيا وتغليظ العقوبة عليه. ويلزم من ذلك أن تبادر -هذه الأنظمة- فورا إلى طرد سفراء العدو الصهيوني من بلدانهم، وقطع كل علاقة أو تنسيق مع هذا الكيان العدو أو مظاهرة له. وفي هذا السياق:

– تُؤَكِّدُ الرابطة -بكل وضوح- على أن إغلاق معبر رفح من طرف النظام المصري هو من أشنع أنواع المظاهرة للكيان الصهيوني على أهلنا في غزة، وتدعو النظام المصري إلى الإقلاع عن هذا المنكر العظيم، والتعجيل بإغاثة المسلمين بغزة، وتعتبر استمراره في غلق المعبر يُصَيِّرُهُ شريكا للصهاينة في جرائمهم ضد الإنسانية في القطاع.

– تستنكر الرابطة بشدة -على ضوء ما أفاده تصريح مسؤولين في الكيان الصهيوني في وسائل إعلام عبرية- فتح ممر بري لتوريد البضائع من دول الخليج إلى الكيان الغاصب المعتدي عبر السعودية والأردن تزامنا مع تزايد مخاطر الطرق البحرية. وتعتبر الرابطة هذا تنفيسا عن العدو ومده بما يقويه ويعينه على الاستمرار في حربه على إخواننا في غزة، في حين يُحاصر المسلمون فيها ويشدد عليهم الخناق، وهو نوع من المظاهرة الجلية للعدو يدخل في خانة الردة الصريحة.

سادسا: تُذَكِّرُ الرابطة كافة الحكومات الإسلامية المتخاذلة منها والمطبعة، بأن العدو الصهيوني بات مهزوما مرتعدا يبحث له عن مخرج من الحرب التي ورط نفسه فيها ولم يعد يملك سوى البحث عن صورة لنصر يحاول تأسيسه على الكذب أو إصابة أهداف موهومة أو الإيغال في التدمير والقتل العشوائي للمدنيين. وبناء عليه، تدعو الرابطة هذه الأنظمة إلى تحري ما بات الأنسب لتحقيق استقرارها وتأكيد شرعيتها بأن تنخرط في مسار ينسجم مع نبض شعوبها ويستجيب لقضاياها التاريخية والمصيرية، مسار يتماهى مع طوفان الأقصى باتخاذ مواقف وإجراءات جريئة من مثل إزالة القواعد العسكرية الأمريكية والغربية من أراضيها أو -على الأقل- منع مشاركتها بأي وجه في دعم الكيان الصهيوني في حربه على غزة، فلا يعقل أن تنطلق طائرات من قواعد بدول إسلامية لضرب المسلمين بغزة، أو أن يزود العدو بالقنابل والصواريخ التي تقتل أهلنا بغزة من هذه القواعد.

وتخص الرابطة النظام التركي بدعوته إلى الانسحاب من حلف الناتو الذي يؤيد الكيان الصهيوني في سياسته وحربه على أهلنا، والسعي لتأسيس حلف إسلامي تنتظم فيه الدول الإسلامية السنية، ويكون في خدمة قضايا الأمة، ودرعا يرد العادية عنها.

كما تدعو جميع الأنظمة الإسلامية إلى المبادرة بتقديم أشكال النصرة للمقاومة ولشعبنا في غزة، وأقلها البدء في تسيير قوافل الإغاثة الإنسانية بما يتطلبه الحال في غزة حتى تسد حاجة سكانها من الغذاء والدواء والكساء والغطاء.

وفي نفس السياق تستنكر الرابطة ما تفعله بعض الأنظمة من التضييق على العلماء والخطباء وتكميم أفواههم عن بيان الحق في هذه النازلة العظيمة التي نزلت بالأمة، حتى وصل الحال ببعضها إلى عزل الخطباء بمجرد كلامهم عن الحرب على غزة واستنكار العدوان الغاشم عليها .فإن العلماء منارة للناس على طريق الخير والهدى، وإن غيابهم أو تغييبهم مرادف لحشر الناس إلى حفر الجهل والضلال، ففي المتفق عليه قوله صلى الله عليه وسلم: (حتَّى إذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فأفْتَوْا بغيرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وأَضَلُّوا). وإن حاجة الناس للعلماء تتضاعف في أتون أحداث كالتي نمر بها والتي يهوي فيها التعتيم والتضليل الإعلامِيَّيْن بالناس إلى مكان من الوعي سحيق.

سابعا: تدعو الرابطة كافة الدول الإسلامية إلى وجوب اتخاذ إجراءات تصاعدية موحدة ضد الدول المؤيدة للكيان المحتل والمشاركة في العدوان على غزة، وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، بدءا بتسليم مذكرات احتجاج، مرورا بالتهديد بوقف التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، ووصولا إلى قطع العلاقات الدبلوماسية نهائيا إذا لم تبد تلك الدول تجاوبا باتجاه وقف العدوان على غزة في سقف زمني محدد.

ثامنا: توجه الرابطة نداء لجميع العلماء والدعاة وخطباء الأمة الإسلاميّة وتخص علماء وخطباء ‏المسجد الحرام والمسجد النبوي والمساجد الكبيرة في البلدان الإسلامية للقيام بواجبهم العظيم في بيان ما يجب على الأمّة من الجهاد لمواجهة الكيان الصهيوني الغاصب، ‏ونصرة المسلمين المضطهدين في غزة وسائر فلسطين، وإصدار الفتاوى الواضحة المبينة لحكم ترك الجهاد عند تعينه والتخاذل عن نصرة المسلمين وإسلامهم لأعدائهم، أو المظاهرة للكفار وموالاتهم.

وفي هذا السياق تدعو الرابطة العلماء والخطباء والدعاة إلى الصمود والثبات إزاء ما قد يتعرضون له من قمع وتضييق من قبل بعض الأنظمة ومحاولات تكميم أفواههم عن بيان ما يصلح حال الناس في دينهم ومعاشهم، وأن يتقبلوا ما قد يلحقهم من الأذى من باب الابتلاء وهذا واجبهم إذ وجب أن يكونوا طليعة الأمة في الجهاد والكفاح بما استطاعوا وبما أتيح لهم.

تاسعا: تدعو الرابطة أولي الطول والأموال من أمة محمد صلى الله عليه وسلم أن يبادروا إلى الجهاد بالمال في سبيل الله تعالى وإغاثة إخوانهم المنكوبين في غزة، كما ندعو المؤسسات الخيرية والمنظمات الإغاثية أن يبذلوا غاية وسعهم لجمع الأموال وإيصالها إلى أهلنا في غزة، فذلك باب من أبواب الجهاد في سبيل الله تعالى.

قال تعالى: {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيما} [النساء:95].

عاشرا: تدعو الرابطة جماهير شعوبنا الإسلامية إلى أن تضطلع بدورها في هذه المعركة التاريخية بأن تكون مناصرة لطوفان الأقصى بكل الوسائل والإمكانات المتاحة وتمارس دور اليقظة والضغط اللازمَيْن على الأنظمة المتخاذلة والأنظمة المتورطة في التطبيع مع‏ الكيان ‏الصّهيوني والمصرة على استمرارها في التطبيع أو الخذلان بعد كلّ ما ارتكبه هذا الكيان من الجرائم في غزة خلال الثمانين يوما الماضية، بما يجعل من تلك الأنظمة شريكا له في جرائمه بحق إخواننا في غزة وبحق أمتنا ومقدّساتنا. وتعتبر الرابطة أن تخاذل تلك الأنظمة في ذلك بعد ظهور بشاعة جرائم العدو بات أمرا لا يسَوِّغه أي تعليل ولا تشرعه أي مزاعم لوجود عهد أو اتفاق. ولو قيل بوجود عهد أو اتفاق، فإن جرائم الإبادة للمسلمين بغزة والإهانة لمقدسات المسلمين ينتقض معها كل عهد أو اتفاق بين المسلمين و هذا الكيان إن سُلِّمَ بجوازه ابتداء، قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا﴾ [النساء:75]، فإذا كان الله أوجب القتال لإنقاذ المستضعفين فكيف نصالحهم صلحا يمكّنهم من المستضعفين من المسلمين؟ ويكبلنا عن أي نوع من النصرة لهم؟ وهذا مما يتضمنه التطبيع.
وقال تعالى: ﴿وَإِن نَّكَثُوا أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ﴾ [التوبة:12]، فأمر بمقاتلة الناقض والطاعن في الدين، فكيف نعقد معهم صلحا وهم يهينون مقدساتنا ويسبون نبينا صلى الله عليه وسلم ويسومون المسلمين سوء العذاب.

وبناء عليه، تؤكد الرابطة على وجوب مواجهة الشعوب لتعنت أنظمتها وإصرارها على التطبيع، ووجوب كسر كل حواجز الخذلان التي تنصبها، ورفع كل موانع تقديم المناصرة التي تفرضها، وذلك بالتصعيد المتدرج بلا توقف ولا تراخ حتى يتم سحب الأنظمة إلى تعديل مواقفها والاستجابة لمقتضى الشرع وإرادة الشعوب.

حادي عشر: تُشَدِّدُ الرابطة على ضرورة انخراط كل المسلمين والأحرار في العالم في خط مقاطعة البضائع الصهيونية ومنتجات كل الشركات الداعمة للاحتلال أينما وجدت، والاستمرار في ذلك وعدم الاستهانة بهذه المقاطعة، فهي كلما اتسعت ضربت الكيان الصهيوني في مقدراته الاقتصادية وصورته الإعلامية بما يسهم في إضعاف مقومات استمراره في حربه على غزة وفلسطين.

وختاما؛
فإن الرابطة لتستبشر بما كشفت عنه هذه الحرب من إعداد إيماني وعسكري، وتفوق استخباراتي للمجاهدين، رغم التخاذل الرسمي العربي والإسلامي المخزي عن نصرتهم، مما يزيدنا إيمانا بأنهم الفئة الظاهرة التي لا يضرها من خذلها أو خالفها، وهم المرابطون في أكناف عسقلان وبيت المقدس.

كما نستبشر خيرا بصمود أهلنا المدنيين في غزة بنسائهم وشيوخهم وأطفالهم وطواقمهم الطبية والإغاثية، فقد أثبتوا للعالم قوة إيمانهم وصبرهم وثباتهم.

وإن من البشائر المنبئة عن الفتح المبين والنصر العظيم أفواج الشباب الغربي الذين أسلموا انبهارا بالمظاهر الإيمانية التي نقلها الإعلام عن أهل غزة مجاهدين عسكريين ومرابطين مدنيين.

وصدق الله القائل:
(أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ).

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم تسليما.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M