في ظلال الأمل

04 أغسطس 2017 23:26
في ظلال الأمل

هوية بريس – عبد الحميد بنعلي

أَرِقِ المُدَامَةَ فالبَلاءُ تَكثَّرا***مهما شرِبتَ فذِكرُه لن يَسكَرا

الريف أجهشَ والبكاءُ تَعذَّرا***من بُؤسِه، لولا الحياءُ استعبَرا

والغَيمُ في أفُقِ السماءِ مُصَيِّفاً***يحكي التذمُّرَ والإياسَ مُزمجِرا

والخوف في عين الصغار مُلازِمٌ***والحزنُ خَيَّمَ والصفاءُ تَكدَّرا

ومداخل الإقليم تُرهِبُ قاصداً***في كلها تجدُ النِّقاط وعسكرا

وبِحارُنا قد أَثقلَت بشبابنا***والطفلُ غايةُ حُلْمِه أن يُبحِرا

والعلمُ يَذرِفُ دمعَه في عُزلةٍ***يشكو عُلوَّ الجهلِ في ريف الشَّرَى

والدينُ -مَقصَدُ خَلقِنا وَوُجودِنا-***قد أُوصِدَت أبوابُه وتَقهقرا

وعَطالةٌ عَمَّت جميعَ فِئامِنا***حتى الذي نال العُلا وتَدكتَرا

والعيشُ غالٍ بالألوف نَمُونُه***وكأننا في دولة الإنجِلْتِرا

وإذا المريضُ سعى ليَشفيَ سُقْمَه***ناءت به الأسفارُ دان وأعسَرا

أين المَشافِي تعتني بعلاجِهِ***غيرُ التي فيها الهَلاكُ مُيسَّرا

يا أيها الملك العزيز جَنابُه***فيك الرجا بعد الإله لما تَرى

فيك الضمانةُ والأمَانُ لشَملِنا***مهما أراد عدوُّنا أن يَمكُرا

لا شيءَ غيرَك ضامنٌ لحقوقِنا***لسنا نُفوِّضُ أمرنا من سَمسَرا

أحزابُنا أصل البَلاء ورأسُه***وهمُ الأُلَى قَدَحوا الزِّناد ليُسعِرا

وهمُ الذين تَرفّهوا من بُؤسنا***وهمُ همُ هَتكُوا حِماك ليُشهَرا

وهم الأُلى خانوا الأمانةَ لم يَفُوا***بعهودِهِم وتنصَّلوا مِما جَرى

حازُوا المنارةَ والعقارَ وأكثروا***كَذَبوا الحراكَ ليُفلِتوا وليُقهَرا

قالوا خوارجَ أو روافضَ بل همُ***ضِدُّ العُروبة يَنصرون البربرا

ولقد سعى كُبراؤهم في قتلنا***قالوا انفصاليِّين زُوراً وافتِرا

خابت وجوهُ الكاذبين وقُبِّحت***عاش المليكُ وعاش عَيشاً أكثرا

يأيها الملِكُ المُنَبَّأُ أصلُه***صلى الإله عليكمُ وتَخيّرا

آلُ النبيِّ شِعارُنا ودِثارُنا***ما نبتغي بسواهُمُ بَشراً عرا

في حبهم مَنجاةُ مَن قصَد النَّجا***حاشا الذي عاداهمُ أن يُنصَرا

إنا بني الأريافِ جُنَّةُ عرشكم***ما ضرَّها ضربُ الحسامِ الأبترا

وإذا العُداةُ تقصَّدوا لِحِماكُمُ***وجدوا أُسُودَ الريف أيمنَ أيسرا

ولقد حَمَى أجدادُنا عن مُلْكِكُم***وعلى السبيل سُلُوكُنا لن نَفتُرا

ما كان قصْدُ الصارخين بصوتهم***إلا لتَعلمَ ما أضرَّ وما اعتَرى

ساساتُنا حَجَبوا المآسيَ عنكمُ***لولاهُمُ بعُد “الحراكُ” ليظهَرا

إن الوليدَ إذا ألمَّ به الطَّوَى***نادى الحبيبةَ بالبكاء تَضوُّراً

لولا دُعاءُ التائهين لأُهلِكوا***لولا بكاءُ المذنبين لأَسعرا

يأيها الملِك الشهيرُ بِحلمِه***وبعفوه عمّن عتا وتجبّرا

آل الحسيمةِ يَنشُدُون سَماحَكُم***في فِتيةٍ سَكنوا عُكَاشةَ أشهُراً

لم يُنكروا إلا الذي أنكرتمُ***ولئن بَغَوا فلِكَون عفوِك أجدرا

السجنُ أصلَحُ للعبيد سِياسةً***والحُر غايةُ صُلحِه أن تغفِرا

هذا الذي نَهَج الرسولُ محمدٌ***وبعفوه مَلَك المدائنَ والقُرى

وبلِينه مَدح القُرَانُ فِعالَهُ***صلى عليه الله ما فَلكٌ جَرى

والأصلُ يَخرج نبتُه من جنسه***ومليكُنا نَبْتُ النبيءِ الأطهرا

فاصفح وسامِح سيلِيا ورِفاقَها***واشمل بعفوك بُوزِيَانَ وناصِراً

لا شيءَ مثلَ العفو شِيمةُ قادرٍ***يُعطِي الذي لا يُعطَى الحَزُومَ الأثأرا

واجعل لريفك نَوبةً تنفي بها***رَيبَ الظُّنونِ وتُصلِح المتعثرا

الريف ريفُك والقبائلُ جَمّةٌ***عند العهود فَحَاذِرَنَّ الموغِرا

ولْيهْنِك العيدُ المجيدُ بلا سَمِي***وليهنك المجدُ التليدُ بلا مِرا

“فلئن وجدتَ نسيمَ مدحِيَ عاطراً***فلقد وجدتُ نسيمَ بِرِّك أعطرا”

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. لكم الشكر الجزيل على التفضل بنشر هذه القصيدة، وكلي أمل أنها تساهم في رأب الصدع وإصلاح الوضع والتعريف بمآسي الريف

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M