لهذا لن ينقرض المسلمون ولن يندثر الإسلام

24 فبراير 2019 11:22
وفاة رجل أمن متقاعد في أول أيام شهر رمضان المبارك بمسجد بتطوان

هوية بريس – إبراهيم الطالب

أهم الأسرار وراء بقاء الإسلام على طول القرون، واستمراره عبر الأجيال، وتمدده على طول المعمورة، وانتشاره بين الخلق، رغم مكر الأعداء، يكمن في:
– كونه لا يرتبط بشخص نبي ولا ملَك، ولا وزير ولا ملِك، ولا عالم ولا فقيه ولا بلد ولا مدينة، ولا عرق ولا شعب، ولا لغة ولا لهجة، بل جعل القوة في صلب عقيدته وشريعته وسلوكه، وجعل الجماعة ولو كنت وحدك، فيكفي أن تكون على الحق، ليجعل الله منك انطلاقة لأمة يستمر الإسلام في نسلها، فعبد الرحمن الداخل فر من بطش العباسيين فأنشأ الله به دولة وأمة في الأندلس أثمرت حضارة قادت العالم ونورته، وإدريس الأكبر كذلك فرّ هاربا من القتل والموت فأنشأ الله به دولة في غرب الأمة حملت مشعل العلم والجهاد قرونا عديدة مديدة، وحتى في زمن سقوط غرناطة وقرطبة في الغرب، كان هناك في الشرق مسلمون يفتحون عاصمة البيزنطيين “القسطنطينية” لتصبح عاصمة الخلافة لستة قرون لاحقة.
– عقيدته رابطة للشعب فوق كل الروابط، تؤلف بين كل أعراق بنيه وتهذب تنوعهم وتشذب اختلافهم لتجعل من الاختلاف والتنوع قوة للجميع، فلا لغاتهم ولهجاتهم تفرقهم، ولا أعرافهم وأعراقهم تشتتهم، وما ذاك إلا لكون عقيدتهم السمحة توحد تصورهم للكون والحياة والإنسان، فتجعل اللهَ لهم غاية ليخلصوا العمل، والفوز في الآخرة هدفا ليوحدوا الصف، فتتوحد الأرواح وتتحرك الجوارح للعمل والتضحية، وبهذا كانت عقيدتهمعلى الدوام تمنعهم من الخيانة، وتعصمهم من التفرق والتشتت.
– أحكامه جزء من أخلاقه وأخلاقه هي قاعدة شريعته، فالزكاة بذل للضعيف والمسكين حتى يتقوى، وتزكية للمال ليربو ولصاحبه ليزكو، والحدود زجر للظالم وإنصاف للمظلوم، والحج اجتماع وتعارف بين شعوب أهله، وربط للتاريخ بالحاضر، وتعبير عن وحدة واتحاد، وتطبيق لتوحيد خالص في العقيدة والعبادة، والصوم تربية للنفس وزكاة لها، وتنقية للجسم وصحة له، واستشعار لمعاناة الفقراء وتضامن معهم.
فمن وصل إلى إدراك هذه الحقائق لم يشك في استخلاف الله لهذه الأمة، وأثمر ذلك قوة في نفسه تجعله عاملا دون كلل، بعيدا عن اليأس رغم جسامة التحديات، لا تخيفه فزاعات الباطل، ولا يفل عزمه كثرة الساقطين على جنبات الصراط المستقيم.
فلهذا لن ينقرض المسلمون ولن يندثر الإسلام، بل سينهض ويتقوى ليقود العالم من جديد.
أما الشاك في نصرة الله لعباده الصالحين المصلحين، فقد أجابه الحق سبحانه: “إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (14) مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15)”.
وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.

آخر اﻷخبار
2 تعليقان

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M