ما أوحش العالم دون الإسلام

16 مايو 2023 01:16

هوية بريس – تسنيم راجح

“اكتشاف الهيكل العظمي لرجل ميت في شقته منذ ست سنوات في مدينة بولتن -بريطانيا”!

خبر يحكي الكثير عن العالم الغربي الذي يقولون لك أنه متحضر، يقولون لك أنها بلاد الأحلام والفرص وتحقيق الإمكانات، عالم حقوق الإنسان وتكريمه والعناية به!

تتابع الخبر..

“قال تقرير الشرطة أن الرجل قد توفي في ظروفٍ غير مريبة عام ٢٠١٧ ، ولم يعرف صاحب البيت بوفاته لأن الأجرة كانت تخرج من حسابه البنكي تلقائياً، وشركة الغاز أوقفت ايصال الغاز لبيته حين لم يستجب لتواصلهم”!

و”استمر الأمر كذلك لست سنوات”

تخيل! ست سنوات مرت ولم يسأل عن عذا الإنسان أي أحد!

ست سنوات ولم يجرب أحد من أولاده أو إخوته أو أحفاده أو أولاد إخوته أو أقاربه أو أصدقائه أو جبرانه.. لم يجرب أي منهم الاتصال به! لم يشعر أحد منهم بغيابه، لم يفتقده أحد، لم يطرق باب بيته الموحش أحد، لم يراسله ويستغرب من عدم رده أحد.. ولم ولم…!!

صدمات كثيرة وصعبة في ذاك الخبر! عن حقيقة الماديّة المتحجّرة! عن حقيقة الفردانية حين تصل إلى قمتها فيغدو الإنسان جسداً لا فرق بينه حياً أم ميتاً أم هيكلاً عظمياً بنظر الجيران والأصدقاء وصاحب البيت والشركات.. طالما أنه يدفع الفواتير أوتوماتيكياً من حسابه! فأموره جيدة!

وهكذا بقي الجسد وتحول عظاماً لست سنوات وهو محرومٌ حتى من أبسط تكريم البشر في أن يدفن!

تأمل هذا.. تأمل نتاج قطع الأرحام وغياب التراحم المجتمعي، تأمل مجتمعاً ليست فيه عيادة مريض ولا سؤال أخٍ عن أخيه، مجتمعٌ لا يقوم فيه أحدٌ بشيء إلا لمصلحة فردية تعود إليه.. تأمل عالم المصانع وخطوط الإنتاج..

كم هو عالمٌ جاف وقاسٍ وموحش.. صار فيه الإنسان رقماً فقط، حساباً بنكياً فقط!

وهناك تمسّك بدينك وفطرتك.. كلّم والدك ووالدتك واسأل عنهما، كلم عماتك وخالاتك وجدك وجدتك وزرهم وتفقّد أحوالهم، أخبرهم بأهميتهم عندك وبأنك تهتم بهم.. تأمل في أن صلة الرحم تطيل العمر وتبارك بالرزق، تأمل في أن الرحم معلّقةٌ بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله..

واحمد الله لأنك مسلمٌ وجزء من أمةٍ كلّ أفرادها مأجور لسؤاله عنك، كلّ من في مجتمعك مأجور لزيارتك إن مرضت ومواساتك إن فقدت ومساعدتك إن احتجت…

ما أوحش العالم دون الإسلام…

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M