محاسن الاسلام في معاملة المرأة في نظر الفيلسوف “غوستاف لوبون”.. من خلال القراءة في كتابه “حضارة العرب”

17 أبريل 2018 22:52
محاسن الاسلام في معاملة المرأة في نظر الفيلسوف "غوستاف لوبون".. من خلال القراءة في كتابه "حضارة العرب"

هوية بريس – قرأه وانتخبه: رضوان شكداني

يعد غوستاف لوبون (7 مايو 1841 – 13 ديسمبر 1931) من أهم المعتنين بالحضارة الشرقية.
وهو أحد أشهر فلاسفة الغرب الذين امتدحوا الأمة العربية والحضارة الإسلامية، على خلاف نهج معظم مؤرخي أوروبا، بل كان ممن اعترف بوجود فضلٍ للحضارة الإسلامية على العالم الغربي.
ومن أشهر آثاره كتابه: ”حضارة العرب” الذي ذكر مميزات عدة للحضارة الاسلامية وكان من الموضوعيين في دراستها.
وسأذكر في هذا المقال فقرات متفرقة من هذا الكتاب والتي تدل على محاسن الإسلام في معاملة النساء ،و عظمة الشريع وعدله فيما يتعلق بميراث المرأة المسلمة.

حال المرأة العربية قبل الاسلام وفي الاسلام:
“وإذا أردنا أن نعلم درجة تأثير القرآن في أمر النساء وجب علينا أن ننظر اليهن أيام ازدهار حضارة العرب، فقد ظهر مما قصه المؤرخون فنذكره فيما بعد أنه كان لهن من الشأن ما اتفق لاخواتهن حديثاً في أوروبة، وذلك حين انتشار فروسية عرب الأندلس وظرفهم”.

الاسلام على رفع شأن المرأة:
“ولم يقتصر فضل الاسلام على رفع شأن المرأة، بل نضيف الى هذا أنه أول دين فعل ذلك، ويسهل إثبات هذا ببياننا أن جميع الأديان والامم التي جاءت قبل العرب أساءت الى المرأة”.
” الاسلام حسن حال المرأة كثيراً، وأنه أول دين رفع شأنها، وأن المرأة في الشرق أكثر احتراماً وثقافة وسعادة منها في أوروبة على العموم”.

منزلة المرأة المسلمة:
“ومن الأدلة على أهمية النساء أيام حضارة العرب كثرة من اشتهر منهن بمعارفهن العلمية والأدبية، فقد ذاع صيت عدد غير قليل منهن في العصر العباسي في المشرق والعصر الأموي في أسبانية”.

فضل التشريع الاسلامي على القانون الغربي:
“ويظهر من مقابلتي بينها وبين الحقوق الفرنسية والانجليزية أن الشريعة الاسلامية منحت الزوجات، اللاتي يزعم أن المسلمين لا يعاشرونهن بالمعروف، حقوقا في المواريث لا نجد مثلها في قوانيننا”:

عدل مبادئ الارث في الاسلام:
“ومبادئ المواريث التي نص عليها القرآن على جانب عظيم من العدل والانصاف، ويمكن القارئ أن يدرك ذلك من الآيات التي أنقلها منه، وأن أشير فيه بدرجة الكفاية الى أحكامها العامة”،

إنصاف المرأة في الارث الاسلامي:
“كان الاسلام ذا تأثير عظيم في حال المرأة في الشرق. فهو قد رفع حال المرأة الاجتماعي وشأنها رفعا عظيما بدلاً من خفضهما، خلافا للمزاعم المكررة على غير هدى، فالقرآن قد منح المرأة حقوقا إرثية بأحسن مما في قوانيننا الأوروبية”.

حقوق الزوجية:
“وحقوق الزوجية التي نص عليها القرآن ومفسروه أفضل كثيرا من حقوق الزوجية الأوروبية” .

الاعتراف بحسن تشريع التعدد:
“وتعامل المرأة المسلمة باحترام عظيم فضلاً عن تلك الامتيازات، فتنال بذلك حالاً اجمع الباحثون المنصفون -ومنهم من ناصب بعاطفته مبدأ تعداد الزوجات العداء- على الاعتراف بحسنها”.
”وإنني أطمع أن يعقتد القارئ بعد وقوفه على ما تقدم، أن مبدأ تعدد الزوجات أمر طيب، وأن حب الأسرة، وحسن الأدب، وجميل الطبائع أكثر نمواً في الأمم القائلة به مما في غيرها على العموم”.

فبعد هذه الإطلالة في هذا الكتاب يظهر أن غوستاف لوبون أدرك قيمة المرأة في الاسلام وما تتمتع به من حقوق فكان منصفا في طرحه واضحا في أسلوبه منبهرا بعظمة هذا الدين في معاملة المرأة.

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. نفر قليل جِدًّا : أقبلوا على الاستشراق بدافع من حب الاطلاع على حضارات الأمم وأديانها وثقافاتها ولغاتها ، وهؤلاء كانوا أقل من غيرهم خطأً في فهم الإسلام وتراثه ؛ لأنهم لم يكونوا يتعمَّدون الدَسَّ والتحريف ، فجاءت أبحاثهم أقرب إلى الحق ، وإلى المنهج العملي السليم من أبحاث الجمهرة الغالبة إلى المُسْتَشْرِقِينَ ، بل إنَّ منهم من اهتدى إلى الإسلام وآمن برسالته .
    على أنَّ هؤلاء لا يوجدون ـ عادة ـ إلاَّ حين يكون لهم من الموارد المالية الخاصة : ما يمكنهم من الانصراف إلى دراسات الاستشراق بأمانة وإخلاص ؛ لأنَّ أبحاثهم المُجَرَّدة عن الهوى ، لا تلقى رواجاً ، لا عند رجال الدين ، ولا عند رجال السياسة ، ولا عند عامة المتنفذين ، وأصحاب السطوة والثروة والوفرة ؛ ومن ثم ، فهي لا تَدُرُّ عليهم ربحاً ولا مالاً ؛ ولهذا ندر وجود هذه الفئة في أوساط المُسْتَشْرِقِينَ★
    مصطفى السباعي : المستشرفون ما لهم وما عليهم.

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M