من سجين لمندوب السجون.. عن أي تطرف تتحدثون يا سيادة المندوب العام؟؟!!

25 مايو 2016 15:39
هذه حقيقة الوضعية الصحية للمندوب العام ﻹدارة السجون "صالح التامك"

هوية بريس – متابعة

الأربعاء 25 ماي 2016

توصلت “هوية بريس” بنص رسالة من سجين وجهها إلى مندوب السجون محمد التامك، يستنكر فيها القرارات التي تم اتخاذها منذ اعتلاء الأخير تسيير شؤون سجون المملكة، والتي يتضرر منها السجين وأسرته على حد سواء، وآخر تلك القرارات تطبيق برنامج محاربة التطرف داخل السجون، وإليكم نص الرسالة:

منذ اعتلاء التامك قيادة المؤسسات السجنية، لا يكاد يمر يوم دون إجراء أو مذكرة أو قرارات مستوردة.. تدخل جميعها في إطار (التجارب)، والتي بجرة قلم أو مكالمة هاتفية صارت تطبق على ساكنة المؤسسات السجنية بمزاجية غريبة وارتجالية خرقاء لا تراعي خصوصية ولا ثقافة ولا واقع يختلف عن البيئات المستوردة منها؛ ضاربة بعرض الحائط التوصيات الملكية المتعلقة بهذه الشريحة والتي أجملها في كلمته الشهيرة: (إذا كان السجين مسلوب الحرية فإنه ليس بمسلوب الكرامة).

والغريب المستغرب هو أن السجين المغربي صار ينطبق عليه مثل الأطرش في الزفة، فهو مجرد فأر تجارب ليس له إلا الإذعان لخلطات التامك والخضوع في مختبرات تجاربه، وإلا فالنفي لآلاف الكيلومترات هو أقل ما يمكن أن يناله المتظلم المشتكي.

وآخر ما تفتقت عنه عقلية سجان البلاد الأول ويبدو أنها ليست الأخيرة في ظل التسيب الواقع، هو برنامج محاربة التطرف داخل السجون المغربية، حتى ليكاد يخيل للمتابع للموضوع من تسليط أضواء إعلامية عليه، أن السجون المغربية تخرج في كل يوم دفعات من هؤلاء وتدفعهم للتخريب والتدمير… يزول العجب بمجرد الانتباه لشركاء المشروع ومموليه لنتيقن أن الإرهاب المزعوم محاربته في السجون والذي لا يوجد سوى في مخيلة المندوب العام ما هو إلا مجاراة لموضة العصر.

فمادام الجميع يركب حمار الإرهاب بالمقلوب هذه الأيام ويمتطيه ليقول للعالم ها أنذا، فلماذا لا يركبه أيضا مدبرو الشأن السجني، فكل شيء جائز في عدو البشرية الأول وفي سبيل الصعود والارتقاء.

الغريب ولا شيء صار غريبا مستغربا في وطننا هو أن مشروع التامك هذا جاء بعد ضجة قامت في فرنسا بعد تفجيرات باريس الأخيرة وتسليط الأضواء على الإرهاب في السجون الفرنسية -ضع خطا عريضا أحمرا واضحا تحت الفرنسية- فما كان من السيد التامك ومن معه إلا أن سارعوا وسابقوا الزمن لمحاربة الظاهرة في السجون المغربية مطبقين حرفيا المثل القائل: الدجاجة تعتصر لوضع البيض والديك يصرخ ويصيح.

فعن أي إرهاب وتطرف يتحدث المندوب ويجيش ويبرمج ويخطط؟!

وماهي إحصاءاته الموثوقة لأعداد المتطرفين الإرهابيين خريجي السجون؟!

وهل انتهت مشاكل القطاع وحلت الأولويات ولم يبق سوى الوهم؟!

أعذرني حضرة المندوب العام لأهمس لك أن الإرهاب الحقيقي هو الذي ما فتئ يمارس على نزلاء السجون منذ حلولك على أعلى الهرم، تحت شعار الانضباط والتخليق والإدماج وووو…  وهلم.

شعارات الإرهاب الحقيقي هو أن يشرع في تنزيل نموذج أمريكي عبر مذكرة لم تراع لا خصوصية ثقافية ولا دينية ولا اجتماعية…

الإرهاب الحقيقي أن ينفى سجين لمآت الكيلومترات بعيدا عن أسرته بزعم معاقبته، دون مراعاة أن المعاقب هو الأسرة.

الإرهاب الحقيقي أن يرحل سجين لسجن في الشرق ويرحل شقيقه لسجن في الجنوب إمعانا في الإذلال والتشفي والتلذذ بالعقاب…

الإرهاب الحقيقي أن تسافر الأسرة ألف كيلومتر وأزيد لتزور سجينها لمدة 20 دقيقة ثم تؤمر بالانصراف.

الإرهاب الحقيقي أن يجوع السجناء وتمنع عنهم مؤونة عائلاتهم بزعم محاربة حالات العود و(الضسارة) ويفوض أمر تغذيتهم لشركة تقدم طعاما تعافه القطط…

الإرهاب الحقيقي أن تعملوا على ضرب نسيج الأسرة وترابطها بحرمان السجين من لقاء زوجته كحق فطري بيولوجي إنساني…

الإرهاب الحقيقي أن تصدروا قرارا بمنع أفراد الأسرة ممن لا يحملون نفس اسم السجين العائلي من زيارته كأبناء الأخت والخال والخالة…

الإرهاب الحقيقي أن تكون الفلقة والكاشو رياضة وطنية في السجون المغربية وتلفق التهم لكل من يرفض الظلم ويتشكى ويراسل الجهات المختلفة…

الإرهاب الحقيقي أن تسطر البرامج وتنفق الأموال على برامج تثقيف وإدماج ولا يرى منها السجين إلا تلك الأوراق والإعلانات التي تعلق على الجدران تشعره أن هناك نشاط ما في مكان ما!!!

وأكبر إرهاب أن يمارس هذا الإرهاب الذي ذكرت لكم وغيره وتسلط عليه الأضواء الإعلامية وتقام له الندوات تحت شعار أنسنة السجون وتخليقها وإدماج السجناء…

سيد المندوب لقد استبشر سجناء المملكة بحلولكم محل بنهاشم القادم من الداخلية والأمن ورأوا فيكم المخلص، لكن دعني أخبرك أنهم صاروا يترحمون على زمن الرجل ويكررون المثل الشعبي: “ما تبدل صاحبك غا بما كرف منو”…

وكل إصلاح وأنتم بخير كتبه: سجين من نزلاء سجون المملكة خشي ذكر اسمه كي لا يتمتع بإصلاحات مذكرة المندوب التامك.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M