من يقولها؟

13 ديسمبر 2015 22:47
درس من المغاربة بالكَمُون إلى «بان كي مون»

د. رشيد نافع

هوية بريس – الأحد 13 دجنبر 2015

قال صلى الله عليه وسلم: “لا يمنعن رجلا هيبةُ الناس أن يقول بحق إذا علمه أو شهده أو سمعه” (السلسلة الصحيحة).

اليوم نحن بحاجة ماسة أكثر من أي وقت خلا إلى صنف معين ممن يقولون الحقيقة عارية واضحة لا التواء فيها، يصدعون بها لا يخافون في الله لومة لائم، وهذا يساعد بلا ريب على نزع الأغلال والبعد عن التقليد الذي يزري بصاحبه وعن الأوهام التي تكبل التفكير السديد، نعم نحن بحاجة إلى هؤلاء لكثرة الساكتين عن الحق المحجمين عنه ولكثرة المداهنين مع الأسف في دين الله والذين يتمسحون بعلية القوم لينالوا جاها أو ليغنموا فتاتا فانيا من الدنيا، ويقدمون مصالحهم الشخصية الضيقة على مصالح الأمة، ولا هدف لديهم إلا العيش الرغيد ولو على ذلة وصَغَار، وهناك صنف آخر من بني جلدتنا وهم المتسلقون على حساب الآخرين وعندئذ يتم إسقاط أصحاب الصدق والنبل والوفاء، بل إن الرجل المخلص المجاهد في الحق ليصعب عليه التعرف على أصحابه الذين بدأ معهم الطريق لأنهم داروا مع المصلحة وتلونوا وجودا وعدما.

ما أيسر الكلام في شؤون الناس اليوم، في الشارع والمنتديات وشبكات التواصل وعلى المنابر وفي وسائل الإعلام، وعبر الإنترنت والصحف والملتقيات، وفي المناسبات والمحافل والاجتماعات، الجميع يتكلم ويتحدث في كثير من أمور الحياة ولكننا اليوم وأمام هذا الكم الهائل أصبحنا نفتقد كلمة الحق فلا تكاد تجد ولوفي ثنايا الكلام كلمة الحق وقول الحق وأصبح الكذب والنفاق والمجاملة وطمس الوقائع وتزوير الحقائق وتحريف الكلم عن مواضعه هو لغة العصر السائدة والعملة الرائجة وشعار الزمان عند كثير من أبناء هذه الأمة علماء ووعاظ وخطباء وطلاب علم أدباء وشعراء صحفيين وإعلاميين سياسيين وقادة أحزاب أفرادا وجماعات رجالا ونساء إلا من رحم الله الأمر الذي أدى إلى ضياع الكثير من القيم والأخلاق، وبسبب ذلك ساءت الكثير من العلاقات، وضاعت الكثير من الحقوق وحدث الظلم بأبشع صورة، وتعلمت الأجيال الخوف والجبن وتجرعت ثقافة الخنوع والضعف والاستكانة، وتسلط العدو وغيرها من المساوئ، فأين كلمة الحق حتى على مستوى البيت والوظيفة؟

أين كلمة الحق في مؤسساتنا وإعلامنا؟

 لماذا أصبحت كلمة الحق مفقودة في حياتنا؟

 ولماذا أصبح الكثير يتاجر بكلمة الحق ولو على حساب دينه وقيمه وأخلاقه ووطنه وأمته؟

 أم أن سبب ذلك الخوف والجبن؟! فأين إيمانك؟ وأين عقيدتك؟ وأين خشيتك من الله؟

عن أبى سعيد قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لا يحقرن أحدكم نفسه. قالوا: يا رسول الله: كيف يحقر أحدنا نفسه‏‏؟ ‏‏قال: يرى أمرًا لله عليه فيه مقال ثم لا يقول فيه، فيقول الله -عز وجل- له يوم القيامة: ما منعك أن تقول ‏في ‏‏كذا وكذا‏‏؛ ‏‏فيقول: خشية الناس، فيقول: فإياي كنت أحق أن تخشى”. رواه ابن ماجة بإسناد صحيح، والله -عز وجل- يقول: “الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا”.

آخر اﻷخبار
3 تعليقات
  1. صدقت شيخنا يجب أن يعلم هؤلاء الساكتون أن للحق عزة وهيبة لا يرضى أن يلبسها ضعاف القلوب والسعاة في ملء الجيوب فلا تنبري عنجهياتهم إلا تنديدا لسفاسف الأمور والمضني للشرفاء انهم يسمون بالحكمة من زمرة الجهلاء أي حكمة تربت على الخوف والخنوع والذل والخضوع فلايرضى الحق أن يلبس الحكمة للخراصين أو يشنف بالعز شفاه المدلسين المجمجمين لكن عزاؤنا فيك يا شيخنا الفاضل نشم نسائم الحق في خطبك ونرى حلة الحكمة في هندامك منتظرين يوما نبارك فيه للساكتين لبستم جديدا ونقول المتخلفين بليتم واسلفتم

  2. الرجل سلفي حتى النخاع.واذا أسندت الأمور إلى أمثال هؤلاء فانتظر الساعة…
    خطاب الجعجعة والصراخ انقضى وقته ..

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M