هذا الصمت العربي تجاه غزة دليل على أن بوتين على حق

هوية بريس – متابعة

كتب الدكتور إدريس الكنبوري “تابعت أمس المقابلة الهامة التي أجراها الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتي تجاوزت مدتها الساعتين؛ وشاهدها حتى يوم أمس 200 مليون شخص”.

وأضاف الباحث والمحلل السياسي “صراحة أعجبت بحديث بوتين وثقته في النفس ودفاعه عن مواقف بلده؛ وقد أعجبت أكثر بالدرس الذي أعطاه للغرب حول أوكرانيا وعلاقتها التاريخية بروسيا منذ قرون؛ وكيف تطورت النزعة الانفصالية في أوكرانيا. وما يستفاد من هذا الدرس أن روسيا لم تكتف بالحق الذي يمنحها التاريخ إياه؛ بل تعتمد القوة؛ لأن التاريخ بدون قوة مجرد درس في كتاب”.

وتابع الكنبوري “بوتين كشف أن الغرب لا يريد روسيا قوية؛ ويريد السيطرة على العالم؛ وكشف أن حلف الناتو قدم ضمانات لروسيا في بداية التسعينات بعدم التوسع شرقا؛ أي عدم تطويق روسيا بضم دول تحيط بها حتى لا تصبح بحيرة وسط بحر الغرب؛ لكن الناتو تراجع عن الضمانات وتوسع خمس مرات؛ فانتهى صبر روسيا”، مردفا “وقال بوتين أن بوريس يلتسين في التسعينات طلب من الغرب وأمريكا قبول روسيا في نادي الدول المتحضرة؛ أي الغرب؛ لكن الغرب رفض؛ ثم بدأ يحط من قيمة روسيا من خلال الطعن في يلتسين وتصويره على أنه مجرد سكير”.

وقد أعجبتني هذه النقطة، يؤكد الكنبوري “فإذا كان الغرب ينادي بالحريات الفردية ويعتبر نفسه ليبراليا فماذا يزعجه أن يكون يلتسين يشرب الخمر ويرقص؟ وقد فهمت أن الغرب يشجعك على شرب الخمر وعندما تسكر يسخر منك ويصفك بالسكير مع أنه كبير السكيرين”.

كما أوضح أن “الرئيس الأمريكي بايدن يشبه شخصا فاقد الذاكرة ويتحدث عن لقائه بالرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران الذي شبع موتا؛ ويدخل ويخرج في الكلام؛ ولا أحد يطعن في أمريكا بسبب ذاكرته العجوز؛ ولكن أمريكا سمحت لنفسها بالطعن في روسيا كلها بسبب قنينة شربها يلتسين”.

مقابلة بوتين، حسب الكنبوري “درس للعرب. بدون قوة لا تساوي شيئا. إذا كانت روسيا دولة عظمى ويتعامل معها الغرب بهذا الأسلوب فكيف يتعامل مع العرب؟ لذلك ما نراه على السطح ليس هو الحقيقة؛ ما نراه 10 في المائة فقط أما 90 في المائة فهي تتم تحت الطاولة. أما ما يسمى السياسة الخارجية فاسمها يعبر عنها؛ فهي خارجية لأن الخارج هو الذي يقودها؛ وهذا الصمت العربي تجاه غزة دليل على أن بوتين على حق”.