وصال تقة: من وحي الآسك (مشكلتي وباختصار أني لست جميلة)

31 مايو 2016 16:06
"وعاشروهن بالمعروف" حملة للحد من الطلاق في مصر

هوية بريس – ذة. وصال تقة

الثلاثاء 31 ماي 2016

سؤال متكرر يصلني بشكل دوري:

السلام عليكم. لن أطيل عليك مشكلتي وباختصار أني لست جميلة، أو بمعنى آخر ملامحي ليست أنثوية، تعقدت وقلت ثقتي بنفسي. مهما حاولت التزين أو التجمل لا فائدة حتى إن إخوتي يسخرون مني. أتمنى ألا تقولي الجمال جمال الروح لأن لا أحد يلتفت للروح. نصيحة أو دعاء قد يفيدني. وجزاك الله خيرا..

الجواب:

وعليكم السلام

من بين أكبر المشاكل التي تعاني منها الأنثى العربية، أنها من جهة لم ترب منذ الطفولة على تقدير ذاتها، بل على العكس لا تجد ممن حولها إلا من يحبطها ومن يهينها ومن يحكم عليها بشكل سطحي ولا يعزز فيها جانبها الأنثوي، و من جهة أنها لا تُشغل منذ الصغر بما يغذي روحها و ينمي عقلها ويوسع مداركها وبالتالي رؤيتها للحياة حولها ونظرتها لذاتها.. ومن جهة أخرى أنها لا تربى على الرضا بقضاء الله ومعرفة أنما النعم حولها أرزاق من الله..

ثم تكبر الفتاة، لتجد نفسها قد وصلت سن الزواج، وكل ما تعلمه عن نفسها، تلك الملاحظات المسمومة من أمها وإخوتها عن شكلها وكأنها قد اختارته بنفسها وليس قدرا من الله..

اعذريني أختي إن كنت لن ألبي طلبك في عدم الحديث عن جمال الروح، لأنني لست مضطرة لأن أسايرك في فكرك.. جمال الروح لا يعدله جمال، وإن كان هناك من الرجال من لا يهتمون إلا بجمال الشكل، فهناك من لا يشغل باله به كثيرا، بل لا يرضى إلا بجميلة روح تأنس بها روحه وعذبة منطق وخفيفة ظل وواعية مثقفة تشاركه بهجة استكشاف الحياة.. الصنف الأول لا شأن لك به، وإنما شأنك مع من سيقدر الجانب الجميل فيك ويسعد به..

ثم أنا دائما أقول وأنا موقنة بذلك وبالأدلة والبراهين والتجارب من حولي: ليس هناك امرأة قبيحة، فمسمى الأنوثة أصلا في حقها جمال، إنما هناك نساء لا يعلمن كيف يُخرجن جمالهن.. أو أنهن لا يعطين الأمر من العناية ما يستحق..

أود أن أذكرك بشيء لا أظنك إلا تعلمينه، لكن الحزن وكثرة الانتقادات تجعلنا أحيانا كثيرة نعمي أعيننا عن الحقائق حولنا.. لو نظرنا حولنا، كم سنجد من الجميلات لم يتزوجن؟ وكم ممن هن أقل منهن جمالا قد تزوجن وهن سعيدات مع أزواجهن؟ انظري فقط إلى الجيران حولك وزميلاتك في الدراسة أو العمل واجردي العدد.. ستجدينهن بالعشرات إن لم يكن أكثر..

الأمر رزق يوزعه الرزاق كما يشاء، فلنحسن الظن فيه سبحانه، ولنرض بمنعه وعطائه، ولنعلم أن رزقك من الزواج لن يمنعك منه شكل، لا سمنة ولا شعر مجعد ولا ملامح غير أنثوية -كما قلت-، وإن لم يكتب لك، فلو كنت ملكة جمال، فلن يمنحك جمالك ما منعه عنك مولاك..

واعذريني مرة أخرى إن قلت لك: إن كنت أنت أصلا لا تقبلين نفسك ولا تقدرينها، فهل تطمعين

وتنتظرين أن يفعل ذلك غيرك؟!!

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M