وصايا العشر الأواخر

01 أبريل 2024 18:43

هوية بريس – ميلي سيريو

إن كان قد ضاع منك الكثير مما مضى من رمضان إما لانشغالك أو لضعف همتك، فظننت أن الفرصة قد ولت أو أن الفوز بما بقي من رمضان مهمة شـاقة لا تقدر عليها، فمن المهم أن تعرف ثلاثة أشياء:

1) لو أنك فرطت فيما سبق من رمضان حتى فاتك وعد الله: (مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)، فالعشر الأواخر تضم ليلة القدر التي تدخر لك الأجر نفسه وبتمامه: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ) = أي أن فرصتك للفوز برمضان وتحقيق التقدم والسبق لا زالت متاحة، والباب لم يغلق بعد.

2) لو أن همتك تضعف عن قيام كل ليلة من أولها لآخرها، فإنك تستطيع تحصيل أجر قيام الليلة كاملة ولو صليت بعضها فقط عن طريقين:

– أن تصلي العشاء والفجر في جماعة، يقول رسول الله ﷺ: (مَنْ شَـهِـدَ العِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ كَانَ لَهُ قِيَامُ نِصْفِ لَيْلَةٍ، وَمَنْ صَلَّى العِشَاءَ وَالفَجْرَ فِي جَمَاعَةٍ كَانَ لَهُ كَقِيَامِ لَيْلَةٍ).

– أن تصلي التراويح مع الإمام حتى ينصرف من الصلاة، يقول رسول الله ﷺ: (مَنْ قامَ مع الإمامِ حتى ينصرفَ كُتبَ له قيامُ ليلةٍ).

3) إحياء ليلة القدر وإدراكها ليس بصلاة القيام فقط بل يتحقق أيضًا بكل عبـادة من تلاوة قرآن وذكـر واستغفار ودعاء.

فهب أنك لم تُصل العشاء والتراويح في جماعة لأي سبب كان، فماذا تصنع في كل ليلة لتكون من الفائزين؟

– صل العشاء ثم صلّ ركعتين بنية قيام الليل مستحضرًا خشـوعك فيهما.

– ثم اقرأ جزءًا من القرآن الكريم.

– ثم تناول مسبحتك واذكر ربك كثيرًا مستحضرًا قلبك، مع العلم أن كل ألف من تسبيح أو تحميد أو تكبير أو تهليل لا تتجاوز 15 دقيقة، فاستكثر.

– ثم استغـفـر عددًا من المرات مستحضرًا ندمك، وإنّ الاستغفـار 500 مرة بصيغة (رب اغفر لي) أو (استغفر الله) يستغرق 10 دقائق على الأكثر، فاستزد.

– وأكثِر من ترديد سورة الإخـلاص، فإن كلّ تكرارٍ لها ثلاثًا يعدل القرآن كله.

– ثم ادع الله بكل ما تريد وألح في الدعاء، لا تستصعب مطلوبًا تريده ولا تستبعد رغـبة لانقـطـاع أسبابها، يقول النبي ﷺ: (إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلْيُعَظِّـمْ الرَّغْـبَـةَ فَإِنَّهُ لَا يَتَعَاظَـمُ عَلَى اللهِ شَيءٌ).

إن وافقت عبـاداتك تلك ليلة القدر كنت كمن تعبّـد لله بها 83 سنة تقريبًا بل وأفضل.

ويمكنك إعادة الكرّة بعد قليل من الراحة، فتقـضـي ليلتك متقلبًا بين هذه الطـاعات السهلة فتزداد بها أجرًا ومن ربك قربًا.

– وثم أمران في غاية الأهمية فانتبه لهما:

1) الروح الأمين جبـريل عليه السلام والملائكة يتنزلون ليلة القـدر ويشـهـدون العـبـاد وطـاعاتهم، فامتنع في العشر عن المعـاصـي اليومية التي اعتدت عليها، ولتكون أهلًا للمعالي التي وعد الله بها عباده في هذه الليالي الكريمة من عفو وعـتـق ومغفـرة ورحمة.

2) لا تقصر اجتهـادك في العبـادة على الليالي الوترية فقط، فإن العلماء اختلفوا في تحديدها، ما يعني إمكانية وقوع ليلة القدر بالليالي الزوجيّـة، ولا تنس أنك تحاول تدارك ما فاتك من رمضان فلا تجـازف بليلة قد تكون هي طوق نجاتك الأخير في رمضان هذا العام.

اللهم بلغنا ليلة القدر.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M