رسائل للمواطن الصالح

02 أكتوبر 2015 20:30
رسائل للمواطن الصالح

رسائل للمواطن الصالح

صلاح الدين المراكشي

هوية بريس – الجمعة 02 أكتوبر 2015

الحمد لله تمام حمده والصلاة والسلام على نبيه وعبده محمد وعلى آله وصحبه…

وبعد: فإنني أعتقد بل أكاد أجزم أن المواطن الصالح يدرك قبل الآخرين أن إصلاح وطنه ومجتمعه وتطوره وتقدمه يبدأ بإصلاح النفس البشرية لقوله تعالى: “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم(سورة الرعد الآية:12).

وإذا ما صلح الفرد صلح المجتمع بحول الله وقدرته. وهذا يمر عبر مشاركة الفرد في المجتمع المشاركة الفعالة والإيجابية والتي نشاهدها ونلامسها في سلوكياته وتصرفاته اليومية.

فالمواطن الصالح: يقدر نعمة الله عليه وعلى وطنه ويشكرها باللسان والجنان ويشكره على الصحة في الأبدان والأمن في الأوطان وفي الحديث “من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنياالبخاري في الأدب المفرد برقم:300، والترمذي في السنن 2346 .

والمواطن الصالح: يعلم أن حب الوطن ليس قصيدة تكتب أو مقال ينشر فحسب، بل هو شعور في القلب وممارسة بالجوارح تطبق في الواقع… يا لله كم من أناس تسلقوا عبر حب الوطن المزيف لخدمة مصالحهم الشخصية على حساب مصالح غيرهم…! وفي الحديث “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنهحديث حسن انظر: صحيح الجامع 1880.

والمواطن الصالح: يعلم أن الأوطان مثل أم الإنسان ومن يحب أمه يدافع عنها ولا يسرق منها.

والمواطن الصالح: يحارب الفساد بكل أنواعه ويحمي البلاد والعباد من شر أوجاعه والتصويت في الانتخابات أحد أبواب محاربة الفساد “والله يعلم المفسد من المصلح(سورة البقرة الآية:218).

ويعلم المواطن الصالح: أن علاج الفساد يكون عن طريق المراقبة والمساءلة والمحاسبة عند ذلك تقل الأخطار ويخاف الأشرار.

والمواطن الصالح: يحب هذه العبارة “وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه“، ويطبق هذه الكلمات: “ومن ليس لديه انتماء لوطنه والدفاع عنه فليس له انتماء لدينه“، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في مكة عندما أراد أن يتركها: “والله إنك لأحب البلاد إلي ولولا أن قومي أخرجوني منك ما خرجتأخرجه أبو يعلى الموصلي في مسنده 2662، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 2/283 رجاله ثقات.

والمواطن الصالح: يقول الحقائق ولا يخادع الخلائق.

والمواطن الصالح: لا يسمح بالمساس بالمقدسات الدينية ولا يسمح بالتعدي على الوحدة الوطنية وثوابت الأمة… بل يفتخر بدينه ووطنه ويدافع عنه بالأقوال والأفعال ولا يكون سلبي أقولها من كل قلبي.

والمواطن الصالح: يعلم أن الفتنة تحرق الأخضر واليابس وستقضي تباعا على التالف الاجتماعي بين أبناء الوطن الواحد بل ستحرق الفتنة من يدعو لها و”الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها“.

والمواطن الصالح: له دور كبير وفعال من خلال التعامل الإيجابي مع مؤسسات الدولة المختلفة فيما يخدم المصلحة العامة.

المواطن الصالح: سفير للوطن في الحل والترحال ويسعى إلى تحسين وتجميل صورة الوطن في عيون العالم.

المواطن الصالح: يشتاق إلى وطنه كما يشتاق الطير إلى عشه والأسد إلى عرينه.

هل تعلم أن المواطن الصالح: يعلم أن الحوار الجاد هو الوسيلة الناجحة لحل مشكلات الوطن.

هل تعلم أن الحوار الوطني يسعى إلى ترسيخ الوحدة الوطنية والمحافظة عليها والمواطن شريك في تعزيز هذا المفهوم الجميل في عقل المواطن.

هل تعلم أن المواطن الصالح : يلبس أفضل لباس ويتبع خير وأفضل الناس عليه الصلاة والسلام.

هل تعلم: أن الولاء والانتماء إلى الوطن هو أحد الفطر التي فطر الله بها الإنسان في الحياة كانتماء الطفل إلى أمه والوطن هو بمثابة الأم.

هل تعلم: “إن الانتماء للوطن سلوك مكتسب يكتسبه الفرد ويتعزز في وجدانه وممارساته الحياتية”.

 هل تعلم: أن تربية المواطنة مثلث متساوي الأضلاع وهي البيت والمدرسة والإعلام.

هل تعلم أن المواطن الصالح: يعلم أن مصلحة الوطن أهم من مصالح الشخصية.

هل تعلم أن المواطن الصالح: لا يضر بوطنه ولا يستغني عنه لأي سبب كان.

هل تعلم أن المواطنة: هي أن تدرك تماما حجم المسؤولية تجاه الوطن الذي تشعر بالانتماء إليه اسما ومكانا وعاطفة فتحمل هذه المسؤولية معك أينما كنت وحيثما رحلت لأنك ستكون بمثابة السفير الذي يمثل وطنه فكرا وسلوكا.

هل تعلم أن المواطن الصالح: يعلم ضرورة الشعور بالمسؤولية ثم المسؤولية ثم المسؤولية تجاه الهوية الدينية والوطنية التي نحملها فنضرب بيد من حديد على يد المسيء ونضع أيدينا مع ولي الأمر لما تقتضيه المصلحة العامة.

ينبغي أن نعلم أن الوطن: فوق كل اعتبار وأن الوطن لا يختزل في ناد أو لاعب أو حزب هو أوسع من ذلك فلنتخلص من عقدة التعصب وشجعوا الوطن.

هل تعلم أن المواطن الصالح: يضع نفسه مكان الشخص الآخر قبل توجيه النقد له ويتذكر نصيحة الهدي النبوي: “أحب لأخيك ما تحب لنفسك” (مسلم:45).

هل تعلم أن المواطن الصالح: يعلم أن النقد له وجهان كالعملة النقدية تماما الوجه الأول إبراز العيوب والوجه الثاني إظهار المحاسن.

هل تعلم أن المواطن الصالح: إنسان حضاري يختلف مع الآخرين في الرأي ولكن لا يخسرهم.

هل تعلم أن المواطن الصالح: يجعل تقوى الله نصب عينيه وما أجمل ما قاله الشاعر:

كيف الرحيل بلا زاد إلى وطن****ما ينفع المرء فيه غير تقواه

من لم يكن زاده التقوى**** فليس له يوم القيامة عذرا عند مولاه

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه..

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M