الشيخ البشير عصام المراكشي يكتب عن: دعوى تحرير المرأة (ح1)

07 مارس 2015 18:31
الشيخ البشير عصام المراكشي يكتب عن: دعوى تحرير المرأة (2/2)

الشيخ البشير عصام المراكشي يكتب عن: دعوى تحرير المرأة

هوية بريس – البشير عصام المراكشي

السبت 07 مارس 2015

1- المرجعية أولا:

بما أن هذا نقاش مجتمعي فالواجب تحديد مرجعية المجتمع، وإلا فإلى أي شيء نحيل اختلافاتنا؟ وما أرضية الحوار التي نستند إليها؟

وبما أننا مسلمون، وأن شعوبنا برهنت مرارا على تعلقها بالإسلام، فإن مرجعيتنا هي الإسلام.

والإسلام يقتضي التسليم لحكم الله: كما قال تعالى: (إن الحكم إلا لله)، وكما قال سبحانه: (فلا وربك لا يومنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما).
وكل نقاش حول تحرير المرأة لا يستند إلى هذه المرجعية فهو لغو، محكوم عليه بالاندثار!

2- معاناة المرأة:

هل تعاني المرأة في مجتمعنا؟

نقرر أولا أن شعوبنا كلها تعاني -رجالا ونساء- من الظلم الاجتماعي والسياسي، والفساد، والفقر والتهميش. ولكن ”تأنيث المجتمع الغربي” كما يعبر عنه بعض المفكرين عندنا وعندهم، وتصاعد ظاهرة ”الفيمينزم” (التي يعربها المسيري بالتمركز حول الأنثى) التي وصلت درجة ”اللوبي المتحكم، يحصر القضية في شقها الأنثوي فقط!

ولا شك المرأة تعاني فعلا من موروثات باطلة، وتقاليد مذمومة، مخالفة للعدل الذي تدعو له الشريعة.

ولكن: علماء الشرع هم أكثر الناس إنكارا لهذه المخالفات. وواقع الحال أن أهل التدين أكثر احتراما وتقديرا للمرأة وحفظا لمكانتها، من سدنة العلمانية والمبشرين بالتحرر والليبرالية.

3- التحرر من الثقافة المهيمنة:

نريد أن نحرر المرأة لأننا ارتأينا تحريرها، لا أن نحرر المرأة لأن الغرب ارتأى تحريرها.

بعبارة أخرى: الفكرة حين تنبع من داخل المجتمع الملتزم بمرجعيته، في غياب أي تأثير للسلطة المهيمنة من خارجه، فإنها لا يمكن إلا أن تكون نافعة، ولكنها إن كانت مفروضة من الخارج (منظمات حقوقية دولية، دول متسلطة تشترط سن قوانين معينة لتقديم المساعدات الاقتصادية، قصف إعلامي وثقافي، إلخ) يجعل النقاش غير متكافئ، وبالتالي غير مثمر.

4- المساواة أم العدالة؟

هل حال المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة هو الحل؟

* المساواة لا تعني العدل. بل العدل قد لا يتحقق إلا بالمفاضلة!

* الإسلام راعى الفروق الجوهرية بين الرجل والمرأة: في الأحوال النفسية والبدنية.

* الثقافة المهيمنة في الغرب لم تراع هذه الفروق، فسعت نحو المساواة المطلقة ولو عن طريق الظلم:

فأي عدل في وقوف شرطية المرور ساعات طويلة في الشارع بعيدة عن بيتها وأولادها؟ وأي عدل في توظيف النساء في الأعمال التي تستغرق اليوم كله على حساب حقوق الأطفال الذين تتكفل الحضانات برعايتهم (ثم يتلون على مسامعنا محاسن الرضاعة الطبيعية بعد ذلك!)؟ وأي عدل في أن تعمل المرأة خارج البيت وداخله كما هو الحال في مجتمعنا اليوم؟

5- مكانة المرأة بين الغرب والإسلام

من الأخطاء الشائعة عند بعض الدعاة: أن ينشغلوا بالرد على الشبهات التي يثيرها العلمانيون حول مكانة المرأة في الإسلام، عن بيان حال المرأة في المجتمع الغربي الذي يراد لنا الاقتداء به.

والحق أن الإسلام ليس في قفص الاتهام، لننشغل بالدفاع عنه! بل هو في موقع الهجوم، لتعرية الجاهليات كلها، قديمة كانت أو حديثة.

في الغرب، وتحت أعين منظري الحداثة والعلمانية والليبرالية، وأعين الحركات النسوية: توجد النظرة الدونية للمرأة حقا ..

في الغرب:

الدعارة المقننة، لتلبية حاجات الرجل!

والأفلام الإباحية الموجهة للرجل بالدرجة الأولى!

ونوادي التعري، للاستجابة لرغبات الرجل!

والتحرش الجنسي بالنساء في الإدارات والشركات!

واستغلال الفقر والهشاشة الاجتماعية للاتجار بالنساء!

وتحمل المرأة جزءا كبيرا من الأعباء المادية والمعنوية للأسرة!

وأما في الإسلام، فهذا كله مرفوض، باجتثاث جذوره من أصلها.

(يتبع)..

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M