الانتصار لتفسير «السعدي» ردا على منشور ظالم لعبد الوهاب رفيقي (أبو حفص)

03 أغسطس 2015 14:49
الانتصار لتفسير «السعدي» ردا على منشور ظالم لعبد الوهاب رفيقي (أبو حفص)

الانتصار لتفسير «السعدي» ردا على منشور ظالم لعبد الوهاب رفيقي (أبو حفص)

هوية بريس – ذ. طارق الحمودي

الإثنين 03 غشت 2015

أرسل لي بعض إخواننا منشورا لبعض من كنا نعتقد أنه ممن يقول الخير أو يصمت، ضمنه حديثا عن تفسير الشيخ السعدي رحمه الله “تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان”، منبها على “ضعف المادة العلمية في الكتاب”!! وأنه “لا هو يصلح للمبتدئ، ولا فيه إرواء للباحث المتعمق”..!!!

وقد استغربت أن يفوته ما امتلأ به الكتاب من المادة العلمية العالية الجودة، هذا إن كان حقا قرأه قراءة علمية… ويبدو أن المشكلة فيه لا في الكتاب. فقد استوفى تفسير السعدي متطلبات الدرس التفسيري عند الباحثين والمحققين… وإذا لم تستح فقل ما شئت.

وقد ذكر الشيخ العثيمين في مقدمته للكتاب ستة من خصائص الكتاب، وهي سهولة العبارة ووضوحها، وتجنب الحشو والتطويل وتجنب ذكر الخلاف إلا أن يكون قويا، والسير على منهج السلف في المعتقد ودقة الاستنباط وانه كتاب تفسير وتربية.

ثم قال الشيخ العثيمين: “ومن أجل هذا أشير على كل مريد لاقتناء كتب التفسير أن لا تخلو مكتبته من هذا التفسير القيم”، وقد تتبعت ذلك أثناء مطالعاتي في الكتاب، فوجدت أنه بيَّن طريقة القرآن في مخاطبة الناس، مع تفسير غريبه وبيان المفاهيم والمصطلحات العلمية، وذكر أصول المباحث والمقاصد والقواعد، وبعض المسائل الأصولية والخلاف والترجيح، والتقسيمات، مع التنبيه على لطائف الاستدلال العقلي واللغوي والشرعي، وعلى الجوانب التربوية، والنفحات الذوقية في الآيات، بل إنه تعاطى التفسير الموضوعي والمقارن في أكثر من مناسبة، كيف لا وقد كان معتمدا في تفسيره على أمثال ابن كثير في خصوص التفسير بالمأثور وابن تيمية وابن القيم في خصوص اللطائف التربوي والقلبية، والفخر الرازي في بعض تحريراته وغيرهم، ويراجع في هذا “منهج الشيخ السعدي في تفسيره” لناصر العبد سليم ، وهي رسالة ماجستير بالجامعة الإسلامية بغزة المحاصرة فك الله حصارها.

قال شيخنا محمد بوخبزة في معجم التفاسير: “فلا غرو أن كان هذا التفسير القيم فريدا في بابه، لا نجد له نظيرا في منهجه الواضح، وتوسطه بين الإخلال والإملال، وسلامته من البدع والضلالات، وخرافات الإسرائيليات، وأضرار الموضوعات والواهيات، فما أبركه من زاد للمؤمن القارئ، وأنفعه للمبتدئ والشادي، وأيسره لتذكر العالم الفاضل“.

ولذلك لا زلت مصرا على أن يكون هذا التفسير من أوائل التفاسير التي يطالعها المبتدي إن لم يكن أولها، ولا يستغني عنه المنتهي، خلافا لمن لا يعرف الفضل لكتب أهل الفضل، ممن يزعم انه ليس في الكتاب مادة علمية وأنه لا يصلح لا للمبتدي ولا للمنتهي… قبح الله الجهل والظلم!

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M