البيجيدي يرد بقوة على وزيرة أخنوش في المالية

26 أكتوبر 2021 22:05

هوية بريس – علي حنين

تفاعل حزب العدالة والتنمية مع العرض الذي قدمته، نادية فتاح العلوي، وزيرة الاقتصاد والمالية أمس أمام غرفتي البرلمان لتقديم مشروع قانون مالية 2022، والتي وجهت من خلالها انتقادات قاسية لأداء “العدالة والتنمية” خلال الولايتين الحكوميتين السابقتين دون التصريح باسم الحزب.



وقالت العلوي خلال عرضها المذكور:” “فمنذ عشر سنوات لم تحرز بلادنا تقدما بوتيرة كافية تتماشى ومؤهلاتها، بل إن وضعنا كان بإمكانه أن يكون أفضل لو كانت لدينا مناعة أكبر للتعامل مع الجائحة … فالسياسات الحكومية على مدى العشر سنوات الماضية، أنتجت إخفاقات اقتصادية واجتماعية وأجهزت على المكتسبات التي حققها المغرب سابقا وأصبحت عائقا للتنمية عوض أن تكون محركا لها”.

هذا وعلق حزب العدالة والتنمية عبر بوابته الإلكترونية بقوله:” هذا ليس مقتطفا من بلاغ لحزب “مطيح سنانو” في المعارضة، بل هو فقرة من العرض الذي قدمته وزيرة الاقتصاد والمالية أمس أمام غرفتي البرلمان لتقديم مشروع قانون مالية 2022، يقول بكل وضوح أن العشرية الأخيرة من تاريخ المغرب لم تكن فقط كارثية بل هي الكارثة عينها، وأن كل أعطاب المغرب الكائنة والممكنة والمستحيلة إنما سببها هذه العشرية وبصيغة أوضح سببها العدالة والتنمية، وهو ما لم تستطع السيدة الوزيرة قوله مباشرة واكتفت بالتلميح له.
من حق الوزيرة أن تقول ما تشاء وكيف تشاء، لكن هذا لا يعفيها من احترام ذكاء المغاربة، فإذا كانت ما تقوله السيدة الوزيرة صحيحا، فعليها أن تعلم أنها وحزبها مسؤولان مسؤولية مكتملة الشروط والأوصاف عن تلك الوضعية القاتمة السواد، فمنذ أكتوبر 2013 وحزب السيدة الوزيرة يعض بالنواجذ على وزارة الاقتصاد والمالية التي وصلت إليها “بسند متصل” عن رفيقها محمد بن شعبون عن محمد بوسعيد، دون أن ننسى أن نذكرها أن قطاعا كبيرا من حجم قطاع الصناعة والتجارة منذ ذلك التاريخ وهو في عهدة رفيقها الآخر مولاي حفيظ العلمي، وقطاعا إنتاجيا ضخما من حجم الفلاحة والصيد البحري ظل حكرا على رئيسها في الحزب عزيز أخنوش منذ أكثر من 14 سنة، تغيرت فيها ثلاث حكومات، ولم تمسسه سنة الله في التغيير حتى في الحالة التي لم يكن حزبه عضوا في الحكومة، وأقصد النسخة الأولى من حكومة الأستاذ عبد الإله ابن كيران.

فهل نسيت السيدة الوزيرة ذلك، أم أنها اعتقدت أنها ممكن أن تدلس على المغاربة بتلك الفدلكة اللغوية الفارغة من المعنى ومن الاحترام للشعب المغربي وللمؤسسة الدستورية التي تتكلم من على منصتها”.

وأضاف:” احترام المغاربة يقتضي من السيدة الوزيرة إن كانت ما تقوله صحيحا، أن تقدم اعتذارا للمغاربة وتتحمل مسؤوليتها عن العشر سنوات التي شارك فيها حزبها في التدبير، عوض التملص منها وإلصاق كل سيئة بالآخرين وادعاء الطهرانية المزيفة.
احترام المغاربة يتقتضي عدم مناقضة ما جاء في خطاب صاحب الجلالة بمناسبة افتتاح الولاية التشريعية حيث نوه جلالته تصريحا وبالبينات من الأرقام بالجهود التي بذلت في المرحلة السابقة ومما جاء في خطاب جلالته: ” ورغم تداعيات هذه الأزمة، تتواصل الثقة في بلادنا وفي دينامية اقتصادنا، كما يدل على ذلك ارتفاع الاستثمارات الأجنبية المباشرة، بما يقارب 16 % وزيادة تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج بحوالي 46% …وقد ساهمت هذه التطورات في تمكين المغرب من التوفر على احتياطات مريحة من العملة الصعبة تمثل سبعة أشهر من الواردات .. ورغم الصعوبات والتقلبات التي تعرفها الأسواق العالمية، فقد تم التحكم في نسبة التضخم في حدود 1 % بعيدا عن النسب المرتفعة لعدد من اقتصادات المنطقة.
وهي كلها مؤشرات تبعث ولله الحمد على التفاؤل والأمل، وعلى تعزيز الثقة عند المواطنين والأسر وتقوية روح المبادرة لدى الفاعلين الاقتصاديين والمستثمرين”
فهل سنصدق السيدة الوزيرة وخطابها الشارد ونكذب كل البينات الواضحات في خطاب جلالة الملك؟”.

وأضاف حزب المصباح:” هناك لعبة يدمنها بعض الساسة بسذاجة تصل درجة الغباء، وهي أن كل أمة تأتي تلعن التي قبلها، في محاولة لكسب التعاطف وتكثير سواد الأتباع وحتى المغرر بهم، لكنها لعبة ليست دائما مأمونة النتائج،
فبدون مصداقية تفقد السياسة نبلها، وتصير ضربا من التدليس البلاغي والفدلكة اللغوية، وممارسة بهلوانية مقيتة،
فالساسة الحقيقيون هم من يتحملون مسؤوليتهم ولا يتنصلون منها مهما اختلفت مواقعهم”.

وأضاف:” وللذكرى التي تنفع المؤمنين، لم يسبق للعدالة والتنمية أن تبرأ أو تنصل من مسؤوليته، حتى أنه في مرحلة خروج حزب الاستقلال من الحكومة سنة 2013، كان الأستاذ عبد الإله ابن كيران حريصا على الثناء على وزراء حزب الاستقلال وعن أدائهم ويعتبر حصلة قطاعاتهم حصيلة مشتركة تستحق الدفاع عنها وعن أصحابها.
وسنة 2016 وعقب النتاائج المبهرة لحزب العدالة والتنمية في تشريعيات تلك السنة، كان البعض يعزي ذلك التفوق الى أن حزب العدالة والتنمية هو الوحيد الذي استفاد من حصيلة الحكومة انتخابيا، وهو كلام صحيح وحق وإن أريد به باطل، ذلك أن مناضلي وقيادات الحزب تحلو بالمسؤولية والشجاعة وخرجوا للدفاع عن حصيلة حكومة يرأسونها ويتقاسمون تدبير قطاعاتها مع شركائهم في التحالف بإيجابياتها ونقائصها، ولم يفعلوا كما فعل البعض “سيوفهم مع معاوية وقلوبهم مع علي” “.

ليختم الحزب تعليقه على انتقادات وزيرة المالية بالقول:” عزيز أخنوش وفي غمرة الحملة الانتخابية 2021، قال بلسانه الذي ليس فيه ” عظم” وبالحرف” فين ما مشينا واحد الكلمة لي كاترجع لينا بغينا البديل” ، فهل من عمر 14 سنة وزيرا للفلاحة والصيد ممكن ان يكون بديلا وبديلا عن ماذا وكيف؟!!! والحزب الذي شارك في كل الحكومات منذ نشأته إلا لماما يمكن أن يكون بديلا؟!!!
قد تنطلي لبعض الوقت هذه الألاعيب على البعض ولكنها كما يقول الراحل سي عبد الله بها رحمه الله “غادي تبرق غادي تبرق” فالمغاربة في حاجة إلى “المعقول” الذي يعني جماع صفات المصداقية والاستقامة والثقة والعمل والمثابرة والتضحية وكل المعاني الإيجابية التي يحملها هذا المفهوم الأصيل الدي أبدعه المغاربة”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M