طبيب مغربي أمضى شهرا بغزة يكشف جديد الأوضاع داخل القطاع
هوية بريس – متابعات
قال الطبيب المغربي زهير لهنا، الذي أمضى شهراً في غزة، إن ما يجري في القطاع “سيظل وصمة عار على جبين العالم أجمع”، وأضاف “مر شهر بسرعة، وشعرت في الأيام الأخيرة بأنني لم أفعل الشيء الكثير، وما زال لدي أشياء لم أفعلها، وهي تتحدى الواجب الطبي”.
جاء ذلك في منشور للهنا (56 عاماً) على فيسبوك، أمس السبت (24 فبراير 2024)، بعد أن أمضى شهراً في جنوب القطاع لمساعدة الجرحى في المستشفيات، التي تفتقر أساساً لأبسط المقومات وفق تقارير حقوقية، نتيجة الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي.
الطبيب المغربي زهير لهنا لفت إلى أن “زميله الدكتور باسكال (لم يذكر جنسيته) كان يود كذلك أن يمدد معه فترة الإقامة في جنوب غزة، لأنه أحس بالشعور نفسه، وتألم لآلام الناس، وفرح بفرح الأطفال”.
كما أردف لهنا: “ما يقع بهذه الأرض (قطاع غزة) وتحت أنظار العالم سيبقى وصمة عار للأبد، وسينتج آثاراً لا يعلمها إلا الله”.
بينما أوضح الطبيب المغربي زهير لهنا أن “الناس (في غزة) بحاجة لكل شيء من الأكل والمأوى والملابس، ناهيك عن احتياجهم للماء والاستحمام وحليب الرضع وحفاظات للصغار”.
وتابع لهنا: “لا أستطيع أن أصف لكم شعوري وأنا في فندق بالعاصمة المصرية القاهرة في أمان، لا أسمع أزيز الطائرة بدون طيار، ولا ذوات القصف (الطائرات الحربية)، ولا أحسَّ بأنه من الممكن أن تُقصف سيارة الإسعاف التي تنقلني يومياً بين المستشفيات، وأن تقصف سيارة أو رجل بجانبي وأكون ضحية مباشرة أو غير مباشرة”.
لم يذكر لهنا متى دخل قطاع غزة ومتى غادره، إلا أنه أشار إلى مكوثه شهراً داخل القطاع، خلال الحرب الإسرائيلية على غزة. واعتبر أنه “لا يمكن وصف معنى الأمان لمن لم يعِش الرعب والخوف”.
بينما لفت الطبيب المغربي زهير لهنا أنه يكتب هذه الكلمات وينتابه “شعور بالأسى والتقصير، ويعتصر قلبه، وتغمره أحاسيس مختلفة يصعب عليه التعبير عنها”.
وأضاف الطبيب المغربي: “منذ 25 سنة وأنا أجوب أماكن النزاعات والحروب، لكن ما يعيشه الناس في غزة أسوأ ما عايشته، هذا ونحن لم نتمكن من الذهاب إلى شمالي القطاع”.
وكان لهنا يتواجد في المستشفى الأوروبي في خان يونس، جنوبي قطاع غزة، ويعمل متطوعاً، ولُقب بـ”طبيب الفقراء”، وسبق أن سافر إلى سوريا في 2014، وإلى قطاع غزة أكثر من مرة، وإلى أفغانستان خلال الحرب التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية على تنظيم القاعدة في 2001، وساعد مرضى في أكثر من أربع دول إفريقية.
وفق “عربي بوست” فمن جهته، روى الطبيب الفرنسي باسكال أندريه، المختص في الأمراض المعدية والذي كان يعمل مع الطبيب المغربي زهير لهنا، الظروف المأساوية التي يعيشها الفلسطينيون، في ظل انهيار منظومة الرعاية الصحية وانتشار الأوبئة، وذلك بعد عودته إلى وطنه مؤخراً عقب قضائه أقل من أسبوعين بالمستشفى الأوروبي في خان يونس بقطاع غزة.
كما قال أندريه في حوار مع صحيفة لاكروا الفرنسية، إن الأوضاع بالمستشفى الأوروبي في خان يونس متدهورة للغاية، حيث إن قسم الجراحة المصمم لـ40 مريضاً يضم 110 أشخاص، علماً أن النازحين الموجودين هناك منذ أسابيع يرفضون الخروج إلى الخيام؛ لكونهم يشعرون بالرعب من القصف الإسرائيلي.
وفقاً لأندريه، يعيش نحو 25 ألف نازح في محيط المستشفى الأوروبي وداخل المباني التابعة له.
الطبيب الفرنسي أوضح أن العائلات تعيش في ممرات المستشفى، وداخل القاعات، وحتى داخل غرف العلاج، وتضطر إلى تعليق ستائر؛ لضمان مساحة من الخصوصية لها.
وأشار إلى أن عائلة إحدى الممرضات تنام داخل المرحاض!
كما أضاف أن الناس يعيشون ظروفاً صحية صعبة، حيث يرتدي معظمهم الملابس نفسها منذ شهور. وبسبب افتقارهم إلى المال لشراء الخشب فإنهم يستخدمون صناديق التوصيل ويحرقونها لطهي الطعام.
وحول النظام الصحي في القطاع، قال أندريه إن الأطباء لا يستطيعون العمل في ظروف جيدة؛ نظراً إلى غياب الأمن واستمرار الرعب بسبب تحليق الطائرات المسيّرة على ارتفاع 300 متر فوق رؤوسهم، وهم يعلمون أنهم سيستقبلون قتلى وجرحى جدداً مع عائلاتهم المصدومة بعيد سماع صوت الانفجارات.