عبد المولى المروري يكتب: التصهين والصهيونية

05 مايو 2024 01:38

هوية بريس – عبد المولى المروري

التصهين أحقر وأخطر من الصهيونية، لأن الصهيونية كتيار فكري وسياسي عنصري وفاشي واضح منذ نشأته، وظل منسجما وواضحا مع تصوره وأهدافه طيلة مساره الإجرامي..

والصهاينة، سواء كانوا إسرائيليين أو لا، يجاهرون بصهيونيتهم، ويناضلون علنا من أجل تحقيق أهدافهم ومشروعهم الصهيوني، وبالتالي فهم أعداء واضحون ومنكشفون للعالم بإرادتهم الحرة..

أما التصهين، فلا يمكن اعتباره تيارا فكريا أو سياسيا، ولا يمكن اعتبار المتصهينين مناضلون.. لا يمكن ذلك بالمطلق..

التصهين هي أخلاق ذميمة، وخسيسة، بل هي توجد في أدنى دركات الخسة والنذالة.. وتحمل أقبح أشكال النفاق، وأقذر أنواع القِوادة السياسية والفكرية والإعلامية..

المتصهين أخطر من الصهيوني بدرجات كبيرة.. لأن المتصهين يكون أكثر صهيونية من الصهاينة في محاربة القضية.. وأكثر عدوانية في تعاملهم مع الشرفاء، وأكثر همجية في خطابهم عند الحديث، وأكثر وحشية في التعامل مع أصحاب القضية.. فعندما يختار شخص ما أن يكون متصهينا، فمعنى ذلك أنه مستعد أن يكون همجيا ومتوحشا.. وحاقدا.. وخائنا .. لأن هذه هي شروط التصهين الأولى والأساسية..

الصهيوني عدو واضح.. أما المتصهين فهو عدو متخف ومندس.. يتسلل بين الناس إلى أن تكشفه واقعة ما، أو يفضحه موقف مفاجئ..

الصهيوني مخلص لمشروعه وقضيته التوسعية والاستعمارية.. أما المتصهين فهو خائن لمشروع الأمة وقضية التحرير..

الصهيوني سيد وقائد لمشروعه.. أما المتصهين فهو عبد ومستخدم حقير للصهيوني..

الصهيوني يعتبر نفسه بطلا مهما اقترف من جرائم.. أما المتصهين فلا يمكن أن يعتبر هو نفسُه نفسَه إلا خوارا مهما قدم من خدمات..

ومهما أحصينا وصنفنا من عبارات وكلمات من أجل التمييز بين الصهيوني والمتصهين.. فإنها لن تخرج عن عبارات تناسب ما يقوم به هذا المتصهين من خدمات جبانة لفائدة الصهيوني..

فالمتصهين باختصار هو خائن، جسوس، خوار، رِعديد، قذر، نتن، حقير.. وقائمة الكلامات والأوصاف في هذا المقام طويلة جدا..

المصيبة أنه مهما حاول المتصهين أن يحسن من صورته ويرفع من مقامه أمام الصهاينة، فإن هؤلاء لن ينظرون إليه إلا بتلك الأسماء والأوصاف والأخلاق التي يستحق، لأن المتصهين بالنسبة للصهيوني ما هو إلا خائن وحقير ونذل.. فهم يُنزلون المتصهين هذه المنزلة، وهي المنزلة المستحقة والمناسبة، بل إنهم يمعنون في إذلاله كلما تملق إليهم بأخبث الأعمال، أو تزلف إليهم بأفظع التصرفات..

وهذا ما حاولت المتصهينة المصرية نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا القيام به.. ففي الوقت الذي أرادت أن تتملق إلى الصهاينة بمنع مظاهرات تضامن الطلبة مع أهل غزة، وعبرت عن تصهينها بأقبح طريقة عرفها تاريخ الجامعات العلمية، باستدعاء الأمن لتدنيس محراب إحدى أعرق الجامعة في أمريكا.. انقلب السحر على الساحر، وامتدت المظاهرات المناهضة للحرب على غزة إلى أكثر من ثلاثين جامعة أمريكية، لتصل إلى أوروبا واستراليا..
بل الأغرب من ذلك، فقد تغوطت الصهيونية على تصهين هذه الخائنة، وأصبحت المتصهينة نعمت شفيق عبئا على الصهاينة أنفسهم، الذين يريدون على وجه السرعة – الآن – التخلص منها، كما يتخلص الحيوان من غائطه.. بعد أن كانت سببا في توسع الغضب الجامعي -بطلبته وأساتذته- توسعا لمن يكن متوقعا ولم يسبق له مثيل من قبل، إلا أثناء الحرب الأمريكية الفيتنامية.. وتطورت الأمور بشكل كارثي إلى اعتقالات تعسفية وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، كان ضحيتها طلبة وأساتذة جامعيون مرموقون.. الأمر الذي قد يوسع أكثر مساحات الاحتجاجات على التراب الأمريكي، وهذا نذير شؤم للصهاينة سواء داخل الإدارة الأمريكية، أو داخل كيان الاحتلال..

العجيب أن ظاهرة التصهين، هي ظاهرة عربية بامتياز.. ففي المغرب لا يخفى على الرأي العام زعيم المتصهينين المغاربة، الذي تضامن منذ اللحظة الأولى مع الصهاينة، رافعا شعار “كلنا إسرائيليون”.. وقد لاقى من الرأي العام المغربي وما يستحق، والقادم أجمل إن شاء الله، عندما يتجرع غائط الصهاينة ممزوجا بدماء الأطفال الشهداء من أهل غزة، حينها نقول له جميعا: «شهية طيبة»..

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M