الدكتور بنكيران يكتب عن: الحياة الطيبة

09 يوليو 2024 02:40

هوية بريس – د. رشيد بن كيران

﴿مَنۡ عَمِلَ صَـٰلِحا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِن فَلَنُحۡیِیَنَّهُۥ حَیَوٰة طَیِّبَة وَلَنَجۡزِیَنَّهُمۡ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ مَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ﴾ [النحل97].

♦ اختلفت تفسيرات العلماء للحياة الطيبة التي وعد الله بها عباده العاملين المؤمنين المخلصين؛

فمن المفسرين من علقها بالآخرة وتأولها بنعيم الجنة.

ومن المفسرين من علقها بالدنيا -وهو الأرجح بدلالة السياق- لكن اختلفوا في تأوليها؛

✓ فمنهم من فسرها بالقناعة، روي ذلك عن علي بن أبي طالب والحسن البصري وزيد بن وهب ووهب بن منبه، وهو اختيار ابن جرير الطبري.

✓ ومنهم من فسرها بالرزق الحلال الطيب، روي ذلك عن ابن عباس وغيره.

✓ ومنهم من فسرها بعبادة الله مع أكل الحلال.

✓ ومنهم من فسرها بالتوفيق إلى الطاعة، قاله الضحاك.

✓ ومنهم من فسرها بالمعرفة بالله، حكي ذلك عن جعفر الصادق.

✓ ومنهم من فسرها بحلاوة الطاعة، قاله أبو بكر الوراق.

✓ ومنهم من فسرها بالسعادة، روي ذلك ايضا عن ابن عباس.

♦ قلت:

المتأمل في هذا الاختلاف لتفسير الحياة الطيبة سيجده أن معظمه من الاختلاف التنوع وليس من الاختلاف التضاد، وأن بعضه يصب في بعض ويؤول إليه:

• فمن رزق المعرفة بالله وعرف الله وفق لطاعته واستشعر حلاوتها ونال بذلك السعادة.

• ومن رزق القناعة اكتفى بالقليل ورضي بالرزق الحلال الطيب ونال بذلك أيضا السعادة.

• ومن كان من أهل العبادة وطاعة الله مستشعرا حلاوتها قانعا بحلال الدنيا زاهدا في حرامها نال بذلك سعادة الدنيا.

• ومن كرم الله سبحانه وتعالى وهو أهل لكل كرم، أنه إذا رزق عبده المؤمن سعادة الدنيا أكرمه بسعادة الآخرة وهي الأعظم وآل أمره إلى الجنة. اللهم اجعلنا من أهلها.

♦ ولهذا ، يمكن أن نختصر لب هذا التأمل بعبارة رشيقة ونقول:

الحياة الطيبة هي القناعة بالموجود والرضا بالموعود.

نسأل الله أن يجعلنا من عباده العاملين المؤمنين ويرزقنا الحياة الطيبة.

اللهم ارزق إخواننا في أرض العزة والصمود الحياة الطيبة.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M