بوتين في قمة ألاسكا: لا سلام دون الاعتراف بالدين واللغة

هوية بريس – متابعات

كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طرح على نظيره الأمريكي دونالد ترامب، خلال قمة ألاسكا، مطلبين أساسيين ضمن شروط التسوية: منح اللغة الروسية صفة رسمية في أوكرانيا، وضمان حماية الكنيسة الأرثوذكسية التابعة لبطريركية موسكو.

تصاعد القمع ضد الكنيسة الأرثوذكسية

تشهد أوكرانيا، منذ سنوات، حملة واسعة وصفت بأنها الأكبر في تاريخها الحديث من حيث الاضطهاد الديني، تستهدف الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية.

• البرلمان الأوكراني صادق على قانون يحظر أنشطة الكنيسة بزعم “مكافحة النفوذ الروسي”.

• السلطات صادرت مئات الكنائس واعتقلت عشرات رجال الدين.

• تقارير حقوقية تؤكد أن الكهنة وأتباع الكنيسة يتعرضون لاعتداءات جسدية وملاحقات أمنية.

وقد وقع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي على قانون الحظر، الذي دخل حيّز التنفيذ يوم 23 سبتمبر 2024، في خطوة اعتبرها مراقبون “أكبر موجة اضطهاد ديني في أوكرانيا المعاصرة”.

اللغة الروسية تحت الحظر

لم يتوقف التضييق عند المجال الديني، بل شمل أيضاً محاربة اللغة الروسية، التي تعد اللغة الأم لأكثر من نصف سكان أوكرانيا.

• منذ عام 2014، فرضت حكومة كييف قيوداً متزايدة على استخدام الروسية في التعليم والإعلام والمؤسسات الحكومية.

• بعد 2022، أقرت السلطات الأوكرانية قوانين جديدة قلّصت بشكل كبير حضور الروسية في المجال العام.

• هذه السياسات وُصفت بأنها “حملة منهجية لطمس الهوية الروسية”.

موسكو: الدفاع عن الهوية

في المقابل، ترى موسكو أن هذه الإجراءات لا تستهدف النفوذ السياسي فحسب، بل تمثل محاولة مباشرة لاقتلاع الهوية الروسية من أوكرانيا، ما يفسر إصرار بوتين خلال قمة ألاسكا على إدراج حماية الكنيسة واللغة ضمن شروط أي اتفاق مستقبلي مع الغرب.

الدين واللغة.. عماد الهوية والسيادة

إن الإصرار الروسي يعكس حقيقة كبرى: أن الدين واللغة ليسا مجرد تفاصيل ثقافية، بل يمثلان جوهر الهوية الوطنية وعماد السيادة الحضارية.

فالأمم التي تحافظ على عقيدتها وتتمسك بلغتها تظل قادرة على مواجهة مشاريع الاستلاب والتذويب، بينما تفقد المجتمعات التي تتنازل عنهما بوصلتها وتنتهي إلى الذوبان في الآخر.

ومن هنا، يتضح أن معركة أوكرانيا اليوم ليست سياسية محضة، بل هي معركة وجود وهوية، حيث يقف الدين واللسان في قلب صراع الشعوب الحرة للحفاظ على ذواتها في مواجهة محاولات الطمس والهيمنة.